وثّق فنانون تشكيليون في الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، الأحداث التي مرت بها الكويت، خلال الغزو العراقي الغاشم، وما خلفه من دمار، طال كل مناحي الحياة، في أشكال مأسوية، أغضبت العالم بأسره.

وذلك من خلال أعمال تشكيلية ذات أبعاد وأساليب ورؤى مختلفة، وبتدفقات وجدانية ووطنية هائلة، ساهمت في توهّج أعمالهم بالمصداقية في نقل الأحداث التي عاشها معظمهم، وكان شاهداً عليها، بل إن منهم من اكتوى بنارها الحارقة.

ومساء أول من أمس، أقامت الجمعية الكويتية الفنون التشكيلية معرضاً تحت عنوان «لن ننسى» برعاية وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري، الذي ناب عنه الامين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآدارب كامل العبدالجليل، وبحضور رئيس الجمعية الفنان عبدالرسول سلمان، ونخبة من الفنانين التشكيليين، والجمهور.

واستلهم التشكيليون المشاركون في المعرض - أعضاء الجمعية - مواضيع أعمالهم من تداعيات أحداث تلك الفترة المظلمة من حياة الكويت، فعرج فنانون إلى رصدها من خلال عناصرها الأساسية كالحرائق وترويع الناس، وإصابة الآمنين بالهلع، في ما وثّق آخرون تلك الفترة من خلال الصمود والتحدي، والوقوف بقوة في وجه الطغيان عن طريق المقاومة، وجاءت أعمال فنانين آخرين في تواصل دائم مع الرمز الذي يشير تارة إلى الطغيان وتارة أخرى إلى المقاومة.

وأوضح كامل العبدالجليل، في تصريحه، أن المعرض يحكي كل مراحل الغزو الغاشم والعدوان الأثيم على دولة الكويت، منذ تاريخ الثاني من أغسطس عام 1990، وكل البطولات التاريخية التي جسدتها المقاومة، وصمود الشعب الكويتي في وجه القوات الغازية، ثم مرحلة التحرير والانتصار للكويت وشعبها الآبي، من خلال ما رصدته لوحات الفنانين الكويتيين المشاركين، وقال «شارك في هذا المعرض 40 فناناً وفنانة قدموا 90 عملاً معبراً عن أساليب فنية، تبرهن على أن لدينا فنانين قادرين على عكس الصورة الواقعية الحية، التي كانت عليها المأساة في هذا التاريخ المؤلم».

وأضاف العبدالجليل:«ان الأعمال التي تضمنها المعرض غير مسبوقة، بفضل مستوياتها التي تبشر بمستقبل باهر للفنانين خصوصاً الشباب منهم، الذين قدموا أعمالاً تضاهي الكثير من الأعمال الفنية المشاركة في المعارض الخارجية والمحافل الدولية، وقد حصل العديد من هؤلاء على أرفع الأوسمة والميداليات... نحن في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب نرعى شبابنا، ونقدم لهم كل دعم الذي نستطيع من خلاله أن نصنع أجيالاً وراء أجيال، قادرة على أن تنقل الفن الكويتي إلى مستويات أرفع ومشرفة».

فيما قال رئيس مجلس إدارة الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية عبدالرسول سلمان «لقد خلّف الغزو الغاشم صورة قاتمة على المجتمع الكويتي ونظرته إلى الحياة، وانعكس ذلك على الفنون التشكيلية المختلفة والثقافة عموماً».

وأوضح أن المعرض يأتي في إطار التعاون مع وزارة الإعلام، ويجسد ذكرى ذلك الحدث المؤلم في تاريخ العالم، وأضاف «يسعدنا أن يقام هذا المعرض برعاية وزير الإعلام الذي لمسنا منه كل الدعم والرعاية والتوجيه، ونثمن في الوقت نفسه جملة المتغيرات التي طرأت على الحركة الفنية والثقافية، خلال تسلمه حقيبتي الإعلام والشباب».

وتحدث سلمان عن المضامين التي ركزت عليها الأعمال المشاركة، ومنها لحظات الغزو الآثم بكافة مراحلها، ورصد مجموعة من الاحداثيات من بينها الساعات الأخيرة قبل الغزو ودخول القوات الغازية، وانفجار المباني ومقاومة الجيش والمظاهرات والمقاومة الشعبية والإعدامات والاعتقالات العشوائية، وحرق الآبار والأسرى وبيت القرين، وتقديم الشكر لقوات التحالف، كما نقلت اللوحات المشاركة مشاهد من أيام الغزو السوداء عاكسة الحرائق والدمار الذي شاهده العالم.