اليوم، وبعدما حصل ما حصل في كل الفترة الماضية من تحصين لرئيس الحكومة الشيخ صباح الخالد وما تلاه من تعطيل للجلسات.

وبعد إقرار الميزانيّات وفضّ دور الانعقاد في انتظار العودة في الخريف المقبل.

أيضاً لا بد من كلمة لرئيس السلطة التنفيذية من باب النصيحة الصادقة... الشيخ صباح الخالد اسمعها جيداً.

الكويتيّون يحبّونك ويقدّرونك ويحترمون جهدك ويذكّرون بأخلاقك العالية ولغة الحوار الراقية التي تمتلكها ولا يختلف اثنان على أمانتك في العمل... ولكن، إن قلنا إنك أجدت وأنجزت فنحن منافقون، وإن قلنا إنك أخفقت وأخطأت فنحن نتحدث باسم كثيرين خاب أملهم من هذا الأداء السيئ الذي انعكس تراجعاً في شتى المجالات، وفوجئوا بهذه الإدارة الفاشلة لواحدة من أكبر الأزمات التي عاشتها وتعيشها الكويت، على رغم الدّعم الذي حظيتم به من مختلف الدوائر وعلى رأسها القيادة السياسيّة.

ونقولها بكل صدق وأمانة، فرغم اختلافنا الكامل مع بعض النواب المعارضين في الأساليب التي يستخدمونها للتعبير عن رفضهم، لكننا لا نملك سوى التماس العذر لهم في المنطلقات لا في طرق التعبير لأنهم مُؤتمنون من ناخبيهم أولاً ولأن الحكومة لم تقدّم عملياً النموذج المقنع ثانياً... ومن الطبيعي القول إن هؤلاء النواب كانوا حقّقوا نتائج أفضل لو سلكوا طريقاً آخر.

حكومتكم فشلت على المستوى الاقتصادي بل أسّست في عدم إدارتها للأزمة بالشكل السليم لواقع قد تكون نتائجه كارثيّة على الشباب ومشاريعهم... كانت سلبيّتكم تجاه إنعاش الاقتصاد نقطة سوداء في زمن يحتاج مبادرات بيضاء.

وحكومتكم فشلت على المستوى الصحي وكان التخبّط في القرارات هو سيّد الموقف.

وحكومتكم فشلت على مستوى الاختيارات والتقييمات، فالخيارات لم تكن وفق المعايير الصحيحة خصوصاً على مستوى بعض الوزراء، والتقييمات غرقت في الخطأ وازدواجية المعايير، فكيف تبرّرون للناس تخلّيكم عن وزراء قبل أقل من شهر على تسلّمهم حقائبهم ولم يرتكبوا أي خطأ وتمسّككم الـمُستمرّ بوزراء يخطئون كل يوم؟ حتى نوفّر عليكم الجواب نقول إنها... الـمُكابرة.

باختصار، لم يشعر الكويتيّون أنّهم أمام حكومة تدير أزمة.

وكيف يشعرون وهم يقفون في طوابير التوظيف وطوابير المعاملات وطوابير الإسكان.

بعض المطر يغرق مناطق، وبعض الغبار يشلّ البلد، وبعض المشاريع تُعاد مرتين وثلاثة وما زالت آثار «نجاحها» ظاهرة في الحفر الـمُتمدّدة والسيارات الـمُتضرّرة.

أما عن التراجع في المؤشرات والمعايير في مختلف المجالات فتكفي العودة إلى تقارير المؤسسات الدولية المرموقة لتبيان أوضاعنا الـمُتهالكة.

بعد بدعة «التحصين» لم نرَ أيّ إنجاز.

ترفض التعاون في الشكل مع نواب ثم يحقّق لهم وزراؤك ما يريدونه في المضمون عبر توقيع معاملاتهم وتسهيل أمورهم حرصاً على نسج علاقة هي من باب الأوهام.

تتّخذ قرارات أساسيّة في مواجهة نواب، من رفض الاستجواب إلى التراجع عن بعض الأولويات الـمُتّفق عليها، ثم تتراجع عن قرارات اجتماعية اقتصادية صحية لمصلحة الكويت والكويتيّين بعد اتصال من نائب أو تحذير من آخر أو تهديد من ثالث.

وقد أشعرت الكويتيّين أن الحكومة تُضحّي عملياً بمصالحهم خصوصاً بعد إعصار جائحة كورونا خدمة لسياسة خاصة تثبت فشلها يومياً.

لا نريد تعداد الإخفاقات، فنظرة واقعيّة منكم إلى النتائج تكشف حجمها. لكنّنا نريد أن نكون إيجابيّين فنقول إننا مع دخول عطلة الصيف... هذه فرصتك الأخيرة، وإن لم تقم بإجراءات استثنائية مُميّزة في إطار الإدارة الأمثل للأزمات وضخّ كمّيات من الأوكسيجين إلى اقتصاد يختنق ومُجتمع يعاني... فلن تجد معك أحداً، لا في الشارع ولا في كل دوائر الرأي العام، كما سيصعب على أصحاب القرار إكمال الدعم الـمُطلق لك، وسيكون بعض أبناء عمومتك الذين سخّروا كلّ جهودهم في الفترة الماضية لضربك جزءاً بسيطاً من منظومة رفض أكبر.

ليتوقّف مبدأ التسويات والصفقات وردود الفعل. اكسب احترام الناس بإعلان خريطة طريق تشمل إنقاذ غالبية قطاعات الدولة والمجتمع ودافع عنها مهما كانت التحدّيات كبيرة. الكويتيّون يريدون رؤية إدارة ناجحة للأزمات.

يريدون تقليص الهموم الاقتصادية والمعيشيّة.

يريدون آفاقاً مفتوحة للمستقبل في كلّ المجالات بعدما أغلقت الأزمات أبواب الأمل في وجوههم.

الكويتيّون ينتظرون إنجازات منكم وآخر ما يهمّهم هو ربطكم لأي إنجاز بالتعاون مع النواب أو لصقكم لأي إخفاق بالتصادم مع النواب.

هذه فرصتك الأخيرة. لا حجّة لديك في ضغوط المجلس ولعبة الكراسي.

ارسم خريطة الإنقاذ وطبّقها وإلا فاحمل عصا الرحيل وتوكّل على الله فمصالح الناس أكبر من المناصب.