اقترب العربي، أكثر من أيّ وقت مضى، من التتويج بلقب بطل الدوري الكويتي لكرة القدم، بعد طول انتظار.

حتى أنّ السّواد الأعظم من «المحايدين» في معادلة «عودة الأخضر» يُمنّون النفس برؤية العربي على النقطة الأعلى من منصة التكريم، رغبةً منهم في إعادة الدينامية إلى البطولة، بالنظر إلى الشعبية الجارفة لـ«القلعة».

لسنا هنا في معرض «التنظير» على نادٍ كبير خرّج المئات من القيادات القادرة والواعية، غير أن ما هو مرفوض، اليوم، يتمثل في تحويل هوية العربي من «قيمة ثابتة» في معترك كرة القدم الكويتية، إلى بطل «قديم» يتلمّس العودة للعب الأدوار الأولى.

لا، ليس العربي مَنْ ينتظر بفارغ الصبر تتويجاً بلقب الدوري، فهذا الكيان أكبر من الألقاب بالنظر إلى ما قدمه للرياضة عموماً وكرة القدم خصوصاً.

ليس من الصحيّ وضع العربي في هذه المكانة التي لا تليق به، والأصح هو أن يبادر القيّمون على هذا الكيان العريق بـ«جلد الذات» على ما فات.

لا، ليس تتويج العربي إنجازاً، بل هو واجب على رجالاته ولاعبيه.

لا تقزّموا «القلعة الخضراء»، فهي أكبر من الكلام، وإن شاء المجدُ أن يرفع رأسه، فإن «سقف العربي» هو ما يظلّله.

لا تضعوا العربي في منزلة ليستر سيتي الذي زلزل العالم عندما توّج بلقب بطل الدوري الإنكليزي الممتاز في 2016 أو حتى مواطنه نوتنغهام فوريست في 1978.

لا تصنّفوه في خانة فيرونا الذي فاجأ «المعمورة» عندما انتزع لقب بطل إيطاليا في 1985، أو فولفسبورغ المتوّج بلقب الدوري الألماني العام 2009، أو قبله كايزسلوترن في 1998، وفوق كل هؤلاء ديبورتيفو لا كورونيا الذي صال وجال وانتزع لقب بطل إسبانيا في 2000، من دون أن ننسى مونبيليه الذي قهر الجميع في فرنسا عندما تُوج بلقب بطل الدوري في 2012.

التتويج المنتظَر للعربي لا يجدر به أن يتجاوز مسألة تكريم اللاعبين والمدرب الكرواتي أنتي ميشا على الجهود... والسلام. هنا تنتهي الحفلة ويبدأ بعدها العمل على ترسيخ أسس «البقاء» في القمة، وليس الانزواء مجدداً في عالم النسيان الذي عاشته الجماهير الوفية منذ 2002، تاريخ آخر تتويج لـ«القلعة الخضراء» بلقب الدوري.

لن نقول مجدداً بأن «الوصول إلى القمة صعب، لكن البقاء فيها أصعب»، بل ان على «العرباوية» الاقتناع بأن فريقهم ترك موقعه في القمة شاغراً لمليون سبب، وها هو يقترب «فقط» من استعادته.

ليس جديداً «يا جماعة الخير» أن يتوّج العربي. هذه ليست مفاجأة، إنها مجرد عملية وضع النقاط فوق الحروف.

العربي لا يحتاج إلى «احتفال بالعودة إلى القمة»، بل على «العرباوية» أن يقتنعوا بأنّ على القمة أن تحتفل بهذه «العودة».

لا تبالغوا في الاحتفال إن توّج العربي، فهذا نحرٌ لمَنْ اعتاد منصات التتويج وشبع مجداً... حتى بات «الكيان الأخضر» مرادفاً للانتصار.