ما الحكمة من احتساب «الهدف المسجل خارج الديار بهدفين في حال التعادل في مجموع المواجهتين» ضمن دوري أبطال أوروبا لكرة القدم وغيره من المسابقات؟

لتوضيح المسألة: التقى بايرن ميونيخ وباريس سان جرمان في ربع نهائي النسخة الراهنة من الـ «تشامبيونز ليغ»، ففاز الفريق الفرنسي 3-2 خارج ملعبه في «أليانز آرينا»، ثم خسر بهدف على أرضه «بارك دي برنس».

هنا، وقع التعادل 3-3 في مجموع المباراتين، بيد أن «سان جرمان» هو من تأهل. لماذا؟

تنص اللائحة على أنه يجري في البداية جمع نتيجتي المباراتين، فإذا وقع التعادل فيهما (مثل ما حدث في المواجهة المذكورة آنفاً)، يجري تطبيق قاعدة الهدف المسجل خارج الديار، بحيث يُحسب بهدفين. ونشدد هنا على أن التعادل في مجموع المباراتين هو الشرط الأول والأخير لتطبيق القاعدة التي لا تجوز إلا في هذه الحالة.

وفي مواجهتي «بايرن - سان جرمان»، سجل الفريق الألماني هدفاً خارج الديار وهدفين على أرضه، فحصد 4 أهداف.

أما الفريق الفرنسي فقد سجل 3 أهداف خارج الديار ولم يسجل على أرضه، فحصد 6 أهداف، وتأهل.

لا شك في أن هذه القاعدة تفتقد إلى المنطق وتنطلي على الكثير من الظلم في هذا المستوى الرفيع من المنافسة.

فالهدف، أي هدف، يأتي في الغالب من خطأ اقترفه المنافس، لكن المشكلة تقع عندما يكون الخطأ ساذجاً، فيكلّف غالياً جداً لدى القيام بحسبة «الهدف بهدفين».

الكثيرون طالبوا بالتوقف عن اعتماد هذه القاعدة «الظالمة» التي لا تستند إلى أي منطق، لا بل تؤثر على جمالية اللعبة التي لطالما سعى الاتحاد الأوروبي للعبة إلى إيجادها.

من شأن هذه القاعدة أن تفرض نوعاً من الحذر الدائم في المباريات وربما تحوّلها إلى مواجهة من التحفظ وتُفقد اللعبة الكثير من رونقها.

معلوم أن البطولة الموازية لدوري أبطال أوروبا في أميركا الجنوبية، أي «كوبا ليبرتادوريس»، لا تعتمد قاعدة الهدف بهدفين، بل أن الفريقين يذهبان إلى وقت إضافي بمجرد التعادل بنتيجة المباراتين وبغض النظر عمّن سجل أكثر في أرض مَن.

والشيء بالشيء يذكر، فعندما تنتهي مباراة ما «على أرضك» بالتعادل 1-1 مثلاً، ثم تلعب على أرضي ونتعادل 1-1، تجري إضافة نصف ساعة موزعة على شوطين. وهنا أكون قد حصلت أنا على أفضلية خوض نصف ساعة إضافية على أرضي حيث سأستفيد من عامليّ الأرض والجمهور، بينما لم تحصل أنت عليها.

يجدر بالاتحاد الأوروبي الغوص أكثر في هذا الجانب من اللعبة وإحقاق الحق، على الرغم من أن ذلك سيكلفه بثاً تلفزيونياً أطول في حال اللجوء إلى خوض شوطين إضافيين بصفة دائمة في حال التعادل بمجموع المباراتين بين أي فريقين.

لكن مصلحة كرة القدم والأندية والجماهير تبقى «أعلى» من أي مصلحة أخرى.

تحتاج «الكرة الأوروبية» إلى إصلاحات، ليس فقط في ما خص إنصاف الأندية مادياً وتغيير الوجه الفاسد للمنظمة، بل على مستوى اللعبة في حد ذاتها.