إن متابعة بعض الدراسات والآراء التي يكتبها بعض المفكرين العرب والمتعلقة بالدراسات الدينية والتاريخية، يصل إلى قناعة كبيرة بأن ما يتعلق بدراسات تسمى (حداثية) أو (تفسيرا جديدا) أو (فهما مختلفا)، هي مجرد إعادة إنتاج الاستشراق القديم.

‏وهذا الاستشراق القديم له مناهجه الخاصة التي تركز على مناهج أبرزها:

1 - التفسير المادي للتاريخ، ومنه السياسي والاقتصادي.

‏2 - المنهج الفيمولوجي ونتيجته وصل اللغة والتراث بأصول مختلفة عن الإسلام، ويتبعه (منهج الأثر والمؤثر).

‏ولعل التفسير المادي للتاريخ هو المنهج الأبرز الذي سيطر على عقول بعض المفكرين العرب، وهذا ما سنلاحظه بقوة في بعض الدراسات التي جعلت كثيراً من الأحداث التاريخية والآراء الدينية ليست بمعزل عن غايات سياسية، أو أهداف اقتصادية.

‏فهل هذا هو الصواب؟

‏إن هذه المنهجية التي تسربت إلى بعض المفكرين العرب في بداية القرن العشرين ومن أهمهم: أحمد أمين، محمد الجابري، حسين مروة، طيب تيزيني، وغيرهم... هي المنطلق الذي يتوافد عليه بعض المفكرين حتى في السنوات الأخيرة، وهي في حقيقتها إعادة إنتاج لتفسير الاستشراق للتاريخ الإسلامي.

‏وقد أحسن كثير من المتخصصين ومن أبرزهم أنور الجندي، مصطفى السباعي، إلى إبراهيم السكران وغيرهم في تسليط الأضواء عليها.

‏والمنهج الوسطي في التعامل بذلك هو: عدم تعميمه، وفي الوقت نفسه عدم جحوده مطلقاً، فالتاريخ الإسلامي شمل جوانب روحية وقيمية، وأيضاً شمل المادية، أو ما جمعهما.