بين «البرحي» و«الصقعي» وعشرات الأصناف الأخرى للتمور، بدت عيون بائع التمر عبدالله حسين (70 عاماً) في سوق المباركية حائرة، وقد أثقله التفكير في قرار منع تجديد إذن العمل لمن بلغ 60 عاماً. ومع ساعات العمل القصيرة في أيام شهر رمضان المبارك بسبب الحظر الجزئي، تضاعفت متاعبه وأحزانه، ليقول بصوت حزين اختلط بالدموع «يبوني أمشي أمشي».

عبدالله يعكس حالة العشرات في السوق، والآلاف في الكويت من أبناء جيله، الذين يتهددهم قرار هيئة القوى العاملة بعدم التجديد لمن بلغوا 60 عاماً ممن لا يحملون شهادات عليا. وفيما بدأت حركة سوق التمور تشهد إقبالاً مرتفعاً مع حلول شهر رمضان المبارك، إلا أن هموم قرار عدم التجديد كانت حاضرة لدى كبار السن الذين يمنون أنفسهم في قرار يوقف القرار!

عبدالله شرح معاناته لـ«الراي» فقال «أنا أبلغ من العمر 75 عاماً، وقضيت حياتي في هذا السوق، وعشت معظمها في الكويت، وقرار عدم التجديد لمن هم فوق 60 عاماً أحبطنا، فمن حق الدولة أن تصدر قرارات، ولكن يجب مراعاة الحالات الإنسانية... معظم من هم في السوق إيرانيون أعمارهم فوق 60 عاماً، وإذا يبوني أمشي أمشي، فالكويت ماقصرت معنا طوال حياتنا. وإن كان لنا نصيب في البقاء في هذا البلد الطيب سنبقى وندعو للجميع بالخير والسلام، والجميع في انتظار مصير قرار عدم التجديد لمن هم فوق 60 عاماً».

وحول أنواع التمور، قال حسين إن أنواع وأحجام التمور مختلفة، فمنها الناشف والمنيفي والصقعي والمبروم والصفاوي وتمر خلاص، مؤكداً أن الأسعار تبدأ من دينار إلى ثلاثة دنانير. وأكد أن سوقه ماشي، ولاسيما مع تحسن نوعية التمر خصوصاً الذي يأتي من المملكة العربية السعودية، حيث دبت الحركة في السوق مع حلول رمضان.

من جانبه، قال البائع جعفر أحمدي إن سوق التمور في المباركية من أهم الأسواق في الكويت، نتيجة تنوع التمور المعروضة، وأسعارها في متناول الجميع.

وأوضح جعفر أن تمرالبرحي يلقى إقبالاً من المستهلكين في شهر رمضان، إلى جانب نشاط بيع بعض أنواع التمور الأخرى مثل تمر المدينة المنورة. وبيّن أن سوق التمور لم يشهد ارتفاعاً في الأسعار منذ سنوات في مختلف المواسم، وأن الطلب ازداد في شهر رمضان. ورأى أن ما يميز سوق التمر أنه أرخص من الأسواق الأخرى ويتميز بالكفاءة والجودة المطلوبة.

بدوره، قال البائع كرم إن أسعار التمور متنوعة، وأسعارها متفاوتة وحركة الشراء ارتفعت منذ بداية شهر رمضان، ولم ترتفع الأسعار مع جائحة فيروس «كورونا»، فالتمور أسعارها ثابتة ولم تتغير والحظر الجزئي حدّ نوعاً ما من العمل والنشاط.

أما البائع الهندي محمد، فقال إن «أهم الوجبات على مائدة الإفطار هي التمور، والجميع يشتري التمر في رمضان، لذلك تجد سوق التمر يتنعش نوعاً ما لشراء أنواع متنوعة من التمور والقهوة من أجل مائدة الإفطار».

السعودية وإنتاج التمور

تحتل المملكة العربية السعودية المرتبة الثانية على مستوى العالم في إنتاج التمور بنسبة 22 في المئة من إجمالي الإنتاج العالمي، حيث تنتج نحو أكثر من 1.5 مليون طن تمور سنوياً، وتبلغ كمية الصادرات نحو أكثر من 184 ألف طن، بقيمة إجمالية بلغت نحو أكثر من 850 مليون ريال. ووفقاً لما أعلنته آخر الإحصاءات، فقد بلغ عدد النخيل في المملكة نحو أكثر من 31 مليون نخلة على مساحة 107 آلاف هكتار لأكثر من 123 ألف حيازة زراعية للنخيل.