جواب الغياب أتى... موتاً!
وكان السؤال «أنه من غير عادة الزميل فرج ناصر عدم إرسال التهنئة بالشهر المبارك... باكراً».
وفي لحظة الغياب، تأتي الذكريات التي زاملنا فيها فرج... المواظب على الحضور باكراً والمغادرة في تمام الثانية بعد الظهر، وعند الاستفسار عن التزامه المغادرة في هذا التوقيت، كانت البسمة العريضة هي الإجابة.
وما انفكّ يردد قبل مغادرته يومياً «تبون شيء»، والإجابة «سلامتك»، ويتبعها «تاج راسي».
وكم حملت من تيجان على رأسك في إعلاء شأن عملك ومقر عملك والعاملين معك في مهنة المتاعب.
الرحيل مبكراً صعب (وكأنه توقيت الثانية بعد الظهر) على من عرفك عن قرب، إلا أن قدرك المحتوم حلّ، وهي المشيئة.
أحلامك الكثيرة التي كانت تراودك، قد يكون تحقق بعضها، إلا أن «الحلم المنشود»، قد يبصر النور يوماً.
فرج، الذي عانى بصمت إصابته بالمرض الخبيث، وأخفاه عن أقرب المقربين إليه، خسر معركته وبصمت أيضاً معه أمس، حيث ووري الثرى في مقبرة الصليبخات وسط حضور رفاق المهنة ودموع صغاره الخمسة.
فرج، حمل الهمّ الحياتي بثقله المعيشي... و... و... وكُتب عليه أن يتحمّل عبء تربية أولاد شقيقه أيضاً الذي رحل باكراً.
من عرف الزميل الراحل من جهات حكومية ومرافق كان يتابع شؤونها وشجونها صحافياً، سيفجعهم خبر وفاة صاحب السيرة العطرة.
فرج... رحمك الله وأسكن روحك فسيح جناته... ولأهلك الصبر والسلوان لمغادرتك الفانية.