استمر حلم باريس سان جرمان الفرنسي في التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخه، بعدما كان قاب قوسين او أدنى من تحقيقه في الموسم الماضي، بيد أن بايرن ميونيخ الألماني أفسد عليه حلمه بفوزه عليه بهدف في النهائي في اغسطسس الماضي، لكن النادي الباريسي انتظر 8 أشهر للثأر من الفريق البافاري وتجريده من اللقب، ليبلغ الدور نصف النهائي مع تشلسي الانكليزي الذي أطاح ببورتو البرتغالي.

مرة جديدة، أكد بطل «ليغ 1»، أنه يتوق لمعانقة الكأس القارية العريقة، بعدما أطاح ببرشلونة الإسباني في ثُمن النهائي ثم العملاق البافاري من ربع النهائي، بفوزه عليه 3-2 ذهاباً في ميونيخ والخسارة أمامه بهدف وحيد إيابا في باريس، وهذا ما دفع برئيسه القطري ناصر الخليفي للشعور بالفخر، وقال لإذاعة مونتي كارلو «أر أم سي» الفرنسية: «نحن فخورون جداً، أنا فخور جداً بفريقي. نحن للمرة الثانية توالياً في نصف النهائي وهدفنا هو المضي قدماً. طموحنا هو الذهاب إلى النهائي والفوز بالبطولة، لكننا نتعامل مع كل مباراة على حدة. كنا رائعين حقاً. كان بإمكاننا تسجيل 3 أو 4 أهداف، لكننا لم نسجل».

وتابع: «في النهاية، نحن تأهلنا وسعداء جداً. هذا العام فزنا على مانشستر (يونايتد الإنكليزي)، وبرشلونة، وبايرن الذي اعتبره أفضل فريق، وهذا يعني الكثير من الأشياء. نحن حقاً هناك، بين الأندية الكبيرة. الآن، سنفكر أيضاً في الدوري (الفرنسي)، وهو أمر مهم جداً أيضاً بالنسبة لنا».

وعن مستقبل نجمي الفريق كيليان مبابي والبرازيلي نيمار اللذين يصلان الى نهاية عقدهما في صيف 2022، أجاب: «يمكننا الفوز بدوري الأبطال، ويمكننا الفوز بجميع الألقاب الممكنة. ليس لدى كيليان ونيمار أي أعذار للمغادرة، لأنه لدينا كل شيء للفوز بدوري الأبطال هنا، الآن. نحن فريق رائع واليوم، مع كل الاحترام للآخرين، نحن هناك معهم (بمصاف الأندية الكبرى). نحن نعمل منذ سنوات، لكن العمل لم ينتهِ بعد. وعلينا التزام الهدوء لأن هذه البطولة لم تنتهِ بعد».

بدوره، اعترف نيمار، بعد المباراة، بأن تمديد عقده لم يعد يمثل مشكلة.

وقال لشبكة «إي أس بي أن»: «سأبقى في باريس سان جرمان، تمديد تعاقدي لم يعد أزمة، من الواضح أنني أشعر براحة كبيرة، وكأني في بيتي، وأشعر بسعادة أكبر من أي وقت مضى».

وأضاف:«نحن الآن في الدور نصف النهائي ويمكن أن نحلم بشيء كبير».

أما المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، فقال:«لعبنا بتركيز كبير. كانت مباراة قوية جداً وأنا سعيد حقاً لأن اللاعبين يستحقون إشادة كبيرة. الفوز والتأهل إلى الدور نصف النهائي لحظة رائعة بالنسبة لنا».

في المقابل، أقرّ مدرب بايرن ميوينخ، هانز - ديتر فليك، أنه يفكر جدياً بمستقبله بعدما تنازل الفريق عن لقبه، في مباراة وصفتها الصحافة الألمانية بـ«دراما سريالية»و«انهيار حلم دوري الأبطال».

وقال فليك لشبكة«سكاي»الرياضية: «الجميع يعلم بأني أفكر بمستقبلي»، في إشارة منه الى ما دار في الأيام الماضية من حديث عن توتر العلاقة بينه وبين المدير الرياضي في النادي، البوسني حسن صالحميدزيتش.

وفي مواجهة هذه التوترات، يرفض فليك تأكيد استمراره مع النادي البافاري الموسم المقبل من خلال التهرّب بشكل منهجي من هذه المسألة.

لكن بالنسبة للمدرب البالغ 56 عاماً، فما يريده راهنا«استيعاب الإقصاء»من دوري الأبطال و«تقييم الوضع. كما لديّ أفكاري».

ومن المؤكد أن النادي البافاري تأثر كثيراً بالغيابات في صفوفه، لاسيما هدافه الفتّاك البولندي روبرت ليفاندوفسكي، لاعب الوسط الفرنسي كورنتان توليسو وزميله ليون غوريتسكا والمدافع نيكلاس زوله، فيما أصيب سيرج غنابري والإسباني مارك روكا بفيروس«كورونا».

ومن أجل محاولة تصفية الأجواء، من المقرّر أن يجتمع فليك وعضو مجلس إدارة النادي أوليفر كان.

ولم يحدّد موعد هذا الاجتماع«لكن لديّ الوقت. إذا شعر (كان) أنه يريد الدردشة معي، فهو مرحب به».

والآن، بعد انتهاء حلم الاحتفاظ بلقب القاري، اعتبر فليك أن الفوز بلقب الدوري الألماني هو«هدفنا الأدنى وليس جائزة ترضية».

وعلى بايرن أن يضع خلفه ما أطلقت عليه الصحافة«الدراما في باريس»من أجل التركيز على الاختبار الصعب الذي ينتظره في الدوري، السبت، ضد فولفسبورغ، الثالث، مشدّداً على أهمية أن يستعيد الفريق«طريقة عمله» بعد الانتصار الأكثر مرارة بالنسبة لفليك، «بحسب ما عنونت صحيفة«بيلد»تعليقاً على ما حصل في باريس.

وبالنسبة لصحيفة«أس زي»، فإن هناك مبرّرات عدة لما حصل أمام سان جرمان مثل«الارهاق بعد موسم متعب نتيجة الفيروس، غياب ليفاندوفسكي، الفرص الضائعة في مباراة الذهاب»، معتبرة أيضاً أنه يجب الأخذ في عين الاعتبار الصراعات الداخلية في النادي.

ومن ناحيته، قال حارس بايرن ميونيخ المتألق مانويل نوير:«لم يتم إقصاؤنا الليلة. فوزنا بهدف وحيد مستحق، لكن النتيجة في ميونيخ لم تكن جيدة، كنا في وضع سيء قبل صافرة البداية. كان محبطاً جداً أن نضيع هذا الكم من الفرص في الذهاب».

وعن افتقاد ليفاندوفسكي، أجاب نوير:«افتقدنا كل اللاعبين الذين لم يكونوا موجودين. أمام فريق من مستوى رفيع مثل باريس سان جرمان، هذا أمر صعب. لكن اللاعبين الذين كانوا على أرض الملعب قدموا كل ما لديهم. لدينا فرصة جيدة للفوز بالدوري الألماني، وفي النهاية سيكون موسماً إيجابياً».

وفي مباراة ثانية، بلغ تشلسي نصف النهائي للمرة الاولى منذ العام 2014 رغم سقوطه أمام«ضيفه»بورتو بهدف نظيف من مقصية رائعة للبديل الإيراني مهدي طارمي في الوقت بدل الضائع في إشبيلية الإسبانية، مستفيدا من تــــفـــوّقه عـــليه بهــدفين نظيفين ذهابا.

وبعد المباراة، قال مدرب تشلسي، الألماني توماس توخل:«كانت معركة صعبة جداً. ربما لم تكن أجمل مباراة لمشاهدتها على التلفاز، ولكن من مقاعد البدلاء كانت مباراة متشنجة وسريعة. كان من الصعب اللعب ضدهم والخروج من الضغط. بشكل عام، كنا نستحق التفوّق على بورتو على مدى 180 دقيقة».