بعد أربعة وستين عاماً عاشها باكياً... سيموت «بييترو أرتيينو» مختنقاً من شدة الضحك.
عام 1492م سيولد الكاتب المسرحي الإيطالي «بييترو»، ولكن ليس في أول السنة، بل في آخرها.
في أول هذه السنة حدث شيء آخر... سقط آخر مكان كان يُمكن فيه للمسجد والكنيسة والكَنِيس أن تتجاور.
طُرد المسلمون من «غرناطة» الإسبانية إلى الأبد على يد الملوك الكاثوليك، وما كاد اليهود أن يستوعبوا الوضع الجديد حتى ركلتهم ثلاث أقدام دفعة واحدة، ركلة نثرتهم في أوروبا، وأخرى أوصلتهم المغرب، وثالثة جعلت بعضهم يقف أمام ملائكة الحساب.
أما في منتصف هذا العام، وصلت إلى شواطئ الجزر الكاريبية، بلا خبز أو ماء، السفن التي كانت انطلقت قبل أربعة أشهر من قشتالة الإسبانية.
كولومبس الإيطالي الذي يخدم في أسطول تاج قشتالة الإسباني، أراد أن يجد ممراً مختصراً من أجل التوابل... ولكنه بدلاً من ذلك اكتشف مطبخ العالم الجديد... الأرض الجديدة، والتي سيكتشف سكانها الأصليون أن اسمهم الجديد أصبح «الهنود الحمر»!
ما أن وصل كولومبس الشاطئ حتى أشعل ناراً ليشعُر بالدفء، كبرت النار واشتعلت في السكان الأصليين، ثم كبرت أكثر عام 1890م بأول تدخل عسكري لحماية المصالح الأميركية في الأرجنتين... واستمرت النار في النمو حتى أحرقت بلاد الرافدين في 2003م.
خرج المسلمون من التاريخ، ودخله كولومبس برجله اليُسرى، ودخلت هذه النار موسوعة غينس للأرقام القياسية... 138 عملية عسكرية تجاه «الآخر»! ولم يتم خلالها قصف أي مدينة فيها «مطعم أميركي».
«بييترو أرتيينو» عاش كل هذه الأحداث في لحظة مكاشفة قبل وفاته... وقال: «الحرب هي أطول مسرحية لا تثير الضحك»، ثم انفجر ضاحكاً... حتى الاختناق.
في الفترة الأخيرة أصبح الرؤساء الأميركيون يسقطون أثناء صعودهم سلالم الطائرات، في ظاهرة غريبة تحتاج دراسة!
Moh1alatwan @