كما كانت متوقعة «فشلت» جولة مفاوضات سد النهضة، من الوصول إلى آلية استكمال المفاوضات، بعد رفض مطالب مصر والسودان «الطبيعية»، وأمام تعنت إثيوبيا «المستمر» وإصرارها على «الملء الثاني» للسد، رغم تدخل الرئيس الكونغولي فليكس تشيسكيدي، الذي استضافت بلاده تلك الجولة، مما «يصعب» الأزمة، ويزيد القلق من الانتقال إلى «خيار صعب».
وأعلنت القاهرة صراحة في بيان، أن «جولة المفاوضات التي عقدت في كينشاسا لم تحقق تقدماً، ولم تفض إلى اتفاق حيال إعادة إطلاق المفاوضات، ورفضت إثيوبيا المقترح الذي قدمه السودان وأيدته مصر، بتشكيل رباعية دولية تقودها جمهورية الكونغو الديموقراطية، التي ترأس الاتحاد الأفريقي للتوسط بين الدول الثلاث، كما رفضت كل المقترحات والبدائل الأخرى التي طرحتها القاهرة وأيدتها الخرطوم، لتطوير العملية التفاوضية لتمكين الدول والأطراف المشاركة في المفاوضات كمراقبين من الانخراط بنشاط في المباحثات والمشاركة في تسيير المفاوضات، وطرح حلول للقضايا الفنية والقانونية الخلافية».
وبحسب البيان رفضت«إثيوبيا مقترحاً مصرياً تم تقديمه خلال الجلسة الختامية للاجتماع الوزاري ودعمه السودان، بهدف استئناف المفاوضات بقيادة تشيسكيدي ومشاركة المراقبين وفق الآلية التفاوضية القائمة، إلا أن أديس أبابا، رفضت أيضاً هذا الطرح ما أدى إلى فشل الاجتماع في التوصل لتوافق حول إعادة إطلاق المفاوضات».
وأضاف أن «هذا الموقف يكشف مجدداً عن غياب الإرادة السياسية لدى إثيوبيا للتفاوض بحسن نية وسعيها للمماطلة والتسويف من خلال الاكتفاء بآلية تفاوضية شكلية وغير مجدية، وهو نهج مؤسف يعيه المفاوض المصري جيداً، ولا ينطلي عليه، ومصر شاركت في المفاوضات التي جرت في كينشاسا من أجل إطلاق مفاوضات تجري تحت قيادة الكونغو الديموقراطية وفق جدول زمني محدد للتوصل لاتفاق عادل ومتوازن وملزم قانوناً حول سد النهضة، إلا أن الجانب الإثيوبي تعنت ورفض العودة للمفاوضات، وهو موقف معيق وسيؤدي إلى تعقيد أزمة سد النهضة وزيادة الاحتقان في المنطقة».
وصرح وزير الخارجية سامح شكري بأن بلاده لن تقبل بأي ضرر مائي يقع عليها أو على السودان، مشيراً إلى أن لديها سيناريوات مختلفة لحماية أمنها المائي.
من جانبها، قالت مصادر مصرية لـ«الراي» إن «الفشل هذه المرة، وإصرار أديس أبابا على الملء الثاني، سينقل الأزمة إلى نطاق القلق في المنطقة، خصوصاً أن المفاوضات العسكرية المصرية السودانية بين رئيسي أركان القوات المسلحة في البلدين، كشفت أنها تضمنت بحث مواجهة المخاطر المشتركة، التي تواجه البلدين، وكانت في نهاية مناورات جوية عسكرية (نسور النيل - 2) بمشاركة القوات الخاصة».
واعتبر النائب علي العساس لـ«الراي» أن «الأزمة هنا ليست أزمة الدول الأطراف، ولكنها أزمة تمس دول حوض النيل، وأيضاً تمس الأمن القومي العربي، وكان واضحاً دعم الدول العربية موقف القاهرة والخرطوم، بعد تصريحات الرئيس (عبدالفتاح) السيسي حول المساس بمياه النيل».
وأكد المستشار في أكاديمية ناصر العسكرية اللواء علاء منصور لـ«الراي» أن «التدريب العسكري المصري السوداني الأخير، كان قوياً، ويمثل رسالة قوية، وأثبت قوة المتدربين ومهاراتهم العالية والتي هي من أجل الحفاظ على الأمن العربي ومواجهة التحديات المشتركة».
وتزامناً، مع إعلان فشل المفاوضات، نشر الناطق العسكري العميد تامر الرفاعي فيديو على صفحته «فيسبوك»، صور مشاهد من مناورات «نسور النيل – 2» أظهرت تحليق مقاتلات «ميغ – 29» المصرية، ومقاتلات «FTC-2000» السودانية فوق نهر النيل.
وفي شأن آخر، أكد السيسي، أمس، أنه «مهتم بنجاح المستثمرين، ومن الضروري تحقيق أفضل إنتاجية بأقل تكلفة ممكنة، وبترشيد استهلاك المياه من خلال وسائل الري الحديثة، ويجب العمل على إيصال الحاصلات الزراعية للمستهلك بأقل تكلفة، والعمل على خلق مجتمع عمراني جديد حول المشروع».
وقال لدى افتتاحه، أمس، موسم حصاد محصولي البطاطس وبنجر السكر، ضمن مشروع مستقبل مصر والدلتا الجديدة، في منطقة صحراوية، شمال غربي القاهرة إن «التكلفة لإقامة مشروع، مثل مستقبل مصر، تكون مرتفعة في البداية فمثلا بلغت تكلفة الكهرباء للمشروع مليار جنيه، ومع التوسع تتوزع التكلفة، وبالتالي تقل الحصة التي تتحملها الدولة والمستثمر، وتصبح التكلفة معقولة، والدولة في أواخر العام الجاري نجحت في إضافة 200 ألف فدان جديدة للرقعة الزراعية ومثلهم العام المقبل، والدولة تسير بخطى متسارعة على طريق التنمية الشاملة والمستدامة».
من جانب ثان، أعلن وزير الآثار والسياحة، خالد العناني، أمس، أنه يجري التفكير حالياً في إعداد موكب لنقل القناع الذهبي للملك توت عنخ آمون والتابوت من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف الكبير قرب أهرام الجيزة. وأوضح أن نقل القناع الذهبي للملك توت عنخ آمون للمتحف المصري الكبير سيكون قبل افتتاحه بأيام قليلة. وأشار العناني إلى أن القناع الذهبى للملك توت عنخ آمون هو القطعة الأثرية الأشهر في العالم، وتم نقل معظم المجموعة للمتحف المصري الكبير.
في سياق منفصل، نفت إدارة قناة السويس، أمس، تعطل الملاحة، بعد تعطل سفينة نقل مواد بترولية تسمى«رووم فورد»لعطل فني، خلال عبورها الممر المائي.
وأوضحت في بيان، أنه تم الدفع بعدد من القاطرات، لسحبها على أحد جانبي القناة، حيث كانت السفينة ضمن القافلة الجنوبية المتجهة إلى البحر الأبيض المتوسط،«وتم التعامل معها باحترافية بعد سحبها إلى منطقة البحيرات الكبرى».
وقال رئيس هيئة القناة الفريق أسامة ربيع إن «التحقيقات في شأن أزمة السفينة البنمية إيفر غيفن، قاربت على الانتهاء، ويتم حالياً تفريغ الصندوق الأسود لمعرفة تفاصيل الأزمة، كما تم تفريغ الفيديوهات الخاصة بهذه الفترة، وقدرت الخسائر بنحو مليار دولار، والتحقيقات من الممكن أن تنتهي بالتصالح».
وشهد ربيع مع وزيرة الصحة هالة زايد، أمس، تطعيم المرشدين العاملين في القناة ضد فيروس كورونا المستجد، فيما ستنطلق عملية تطعيم العاملين في السياحة خلال ساعات.
وأعلن مستشار الرئاسة لشؤون الصحة والوقاية محمد عوض تاج الدين، عن ارتفاع في إصابات «الموجة الثالثة» لفيروس كورونا، حيث سجلت مصر مساء الاثنين، 47 وفاة (الإجمالي و12210) و767 إصابة (205732).
على صعيد آخر، نفى مصدر أمني ما تم تداولته من جماعة «الإخوان»، عن وجود انتهاكات بحق الطلبة من نزلاء سجن وادي النطرون، عقب عودتهم من أداء الامتحانات.