أكد السفير الصيني لدى البلاد لي مينغ قانغ أن توسيع التعاون في مجال الاقتصاد الرقمي سيدفع بقوة تطوّر علاقات الشراكة الاستراتيجية بين الصين والكويت إلى مستوى جديد، لافتا إلى أن الصين احتلت المرتبة الأولى في العالم من حيث حجم معاملات التجارة الإلكترونية ونسبة انتشار للدفع عبر الهاتف المحمول.

وأضاف في كلمته خلال منتدى التعاون بين الصين والكويت الذي عقد تحت عنوان «الحزام والطريق» في مجال الاقتصاد الرقمي - بتنظيم من جمعية الصين للديبلوماسية العامة وسفارة الصين لدى الكويت عبر تقنية الاتصال المرئي والمسموع- ان الكويت تُعد من طليعة دول العالم في بناء شبكة الجيل الخامس، ومنذ اندلاع جائحة فيروس كورونا المستجد، قدمت التقنيات المتقدمة مثل البيانات الكبيرة والذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية دعمًا قويًا للبلدين في مكافحة الوباء بشكل دقيق وخدمة معيشة الشعب.

وتابع لقد تقاسمت شركات التجارة الإلكترونية الصينية التقنيات والخبرات في بناء المنصات وإدارة الخدمات اللوجستيات بشكل نشط مع الدول العربية، مما قدم مساهمات إيجابية لاستئناف العمل والإنتاج في الدول العربية، مشيرا إلى ان منصات التجارة الإلكترونية الصينية غطّت 80 في المئة من مستخدمي الإنترنت في الدول الخليجية الست بما فيها دولة الكويت.

شبكة G5

بدوره، قال أمين عام المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية د. خالد المهدي أن شبكة G5 ساهمت في وضع البنية التحتية الرقمية للجيل الخامس في الكويت، لافتا الى حرص الامانة العامة على دعم الحوارات والشراكات الاستراتيجية وذلك ايمانا بأن التقدم في تحقيق رؤية الكويت 2035 يبدأ من وضع الافكار واللبنات الرئيسية للانطلاق.

وأضاف المهدي أن هذه الرؤية تعتمد على قيادة القطاع الخاص ونحن نسعد دائما مع الشراكات مع القطاع الخاص في هذا الأمر.

مستقبل التعاون الكويتي الصيني

من جانبها، تحدثت الباحثة المتخصصة في الشؤون الصينية د. العنود الصباح عن مستقبل التعاون الكويتي الصيني في التنمية الاقتصادية الرقمية والذكاء الاصطناعي، لافتة الى ان الكويت تمثل من أهم صادرات الصين حيث توجد 40 شركة صينية تعمل في البلاد ولدينا استثمارات كثيرة في الصين.

كما أشارت الى أن الكويت بلد جاذب للصين بسبب الاستقرار و العلاقات الطيبة مع دول المنطقة ولدورها كوسيط في معظم الخلافات السياسية في المنطقة، كما أن الصين و الكويت شركاء استراتيجيين في مبادرات ( الحريرو الحزام والطريق) و کویت 2035، لافتة إلى ان الصين لديها الخبرة في إنشاء مناطق اقتصادية والقدرة المالية والتكنولوجية لتكون الشريك في هذه التنمية اضافة الى أن لديهم قانون الأمن سيبراني يتعامل مع العديد من التحديات والهجمات الالكترونية.

واقترحت الصباح انشاء لجنة استشارية بين الشركات المعنية بين البلدين لتبادل الخبرات في مجال الاقتصاد الرقمي والحث على استمرارية اللجنة الاقتصادية الحالية من خلال وزارة الخارجية للبحث في التبادل الحكومي في هذا المجال، فضلا عن تشجيع الطرفين على الاستثمار في مجال التكنولوجيا و الذكاء الاصطناعي في السوق الكويتي والصيني كونه عنصر اساسي في التنوع الاقتصادي للبلدين، داعية الى التعاون بين المراكز البحثية والجامعات.

عمق التطور العالمي

بدوره، أشاد النائب الأول لرئيس غرفة تجارة وصناعة الكويت عبدالوهاب الوزان بعمق التطور العالمي الذي وصلت إليه الصين وماحققته من نهضة اقتصادية طوال القرون العشرات الماضية.

وأضاف أن الصين وفقا للبيانات الصادرة عن الإدارة المركزية للإحصاء لعام 2019 - تتربع على المركز الأول كأكبر مصدر للكويت، وأفضل شريك تجاري في المجال غير النفطي بقيمة إجمالية لعمليات التبادل التجاري تقارب 7 مليارات دولار.