جدد الخضر والمحافظون من حزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي الذي تنتمي إليه المستشارة انغيلا ميركل، تحالفهما في ولاية بادن-فورتمبرغ جنوبي ألمانيا، في ائتلاف غير مألوف على المستوى الاتحادي ولكنّه قد يشكّل نموذجا لمرحلة ما بعد انتخابات البوندستاغ المقررة في الخريف.
وحدد الحزبان خريطة طريق لحكومة محلية يقودها وينفريد كريتشمان، وهو أيضاً وزير البيئة الذي يحظى بشعبية واسعة والفائز الأكبر في الانتخابات المحلية في منتصف مارس.
وقال كريتشمان في مؤتمر صحافي، وهو يعدّ أقرب إلى اليمين مقارنة بنظرائه من حزب الخضر على المستوى الفيديرالي، «لقد اتفقنا بالفعل على نقاط أساسية مهمة لحكومة جديدة» خاصةً على صعيد «برنامج حماية البيئة الطموح».
واشار المسؤول الذي يرأس هذه المقاطعة منذ عام 2011، وهي الوحيدة التي يقودها حزب الخضر، إنه يتوجب الآن إجراء مفاوضات رسمية في شتوتغارت لدراسة البرنامج الجديد للتحالف.
وحظي الاتحاد الديموقراطي المسيحي في بادن-فورتمبرغ على نسبة 24 في المئة في الانتخابات الأخيرة مقابل 27 في المئة قبل خمس سنوات، في اسوأ نتيجة في المقاطعة في تاريخه.
وبعد ساعات من مفاوضات داخلية، ارتأى القادة المحليون للخضر الخميس الاستمرار في التحالف كما يرغب الوزير-الرئيس بدلاً من تحالف ثلاثي يجمعهم إلى الحزب الاشتراكي الديموقراطي والليبراليين.
ووعد كريتشمان بأنّ الائتلاف الجديد «لن يكون مجرد تمديد» للحكومة الحالية.
ورغم أنّ التحالف الذي تشكّل بداية عام 2016 غير مألوف على مستوى البلاد، فإنّ هذه المقاطعة التي تعدّ قلب صناعة السيارات، صارت تمثّل مختبراً لتحالف فيديرالي محتمل بين المجموعتين اللتين تتصدران حاليا نوايا التصويت للانتخابات التشريعية.
ويعزو مراقبون تحقق هكذا تحالف محلي إلى اسلوب كريتشمان (72 عاماً) وبراغماتيته، وهو كان بين 2011 و2016 قاد تحالفاً بين الخضر والحزب الاشتراكي الديموقراطي.