جسّد مواطنون مقولة كل «مواطن خفير»، بتقديمهم العون والمساعدة لرجال خفر السواحل والأمن العام في ضبط 10 متسللين إيرانيين في ميناء عبدالله، بعدما ترجّلوا من طراد، ثم انطلق قائده عائداً إلى إيران، إلا أنه ألقي القبض عليه في وقت لاحق.

وفيما قال مشاري محمود خاجة أحد المواطنين المشاركين في الضبطية لـ«الراي» إنه عثر مع زملائه على مخدرات في أمتعة المتسللين ولم يعثروا على أي نوع من الأسلحة الخفيفة سواء سكاكين أو مسدسات، ذكر مصدر أمني أنه فور إبلاغ المواطنين عن اشتباههم في تسعة أشخاص ترجّلوا من طراد في المياه الإقليمية الكويتية والسيطرة على ثلاثة منهم، تم التنسيق مع رجال الأمن العام، وطلب قوة إسناد تمكن عناصرها من رصد المتسللين والإمساك بهم في أحد الشاليهات بميناء عبدالله، وتبيّن أنهم من الجنسية الإيرانية، وأحيلوا إلى جهة الاختصاص.

وتابع المصدر الأمني أن «من بين المضبوطين قائد الطراد الذي تمكن عناصر خفر السواحل من ضبطه في عمق البحر، وأحيل مع بقية المضبوطين إلى التحقيق».

إلى ذلك، روى مشاري خاجة المشارك في الإبلاغ عن المتسللين وضبطهم تفاصيل الواقعة لـ«الراي»، وقال: «عصر يوم السبت (أمس) كنت متواجداً مع بعض الأصدقاء في شاليهنا الخاص بمنطقة ميناء عبدالله، وبعد تناولنا وجبة الغداء لاحظنا طراداً يسير بطريقة غريبة قريباً من (اليال)، وفي بادئ الأمر ظننا أن ملكيته تعود إلى أحد جيراننا، لكن وعندما خرجت إلى الشرفة لأشرب الشاي لاحظت أن الطراد ذا اللونين الأزرق والأصفر لا يشبه الطراريد الكويتية، وملامحه مختلفة (هالصبغة هذه ما مرّت علينا، وأقول هالكلام كوننا ضليعين في البحر ونعرف هالأمور)، حينها أخذنا بمراقبته عن كثب، حيث كان واضحاً وجود شخصين بداخله، وما هي إلا دقائق حتى اقترب من الشاطئ ليخرج منه 9 أشخاص، ومع قائد الطراد بلغ عددهم 10 أشخاص أعمارهم متفاوتة من الثلاثينات، وحتى الخمسينات (عرفنا هالشي بعد إلقاء القبض عليهم) كانوا متخفين داخله بعد أن حطّ (الطراد) عند أرض تخصّ (الهجانة)، وللتوضيح لمن لا يعرف أن هذه الأراضي تقع بين الشاليهات الخاصة، لكن منذ زمن جاءت الحكومة وأغلقتها واضعة عليها السياج مع غرفة للمراقبة مهجورة، والله أعلم أن كل المهربين والمتسللين القادمين من إيران يمتلكون إحداثيات لهذه الأراضي الخاصة بالهجّانة، والتي من خلالها ينفذون مهامهم ويتسللون إلى داخل الأراضي الكويتية».

وتابع خاجة: «وفوراً قام نسيبي العقيد عبدالعزيز البصيلي، أحد رجال خفر السواحل بإبلاغ زملائه في العمل بما شاهده، بعدها تجمعنا نحن الشباب في سياراتنا الخاصة وبدأنا في تمشيط المنطقة بحثاً عن هؤلاء المتسللين، حيث حاولوا التخفي بعد أن بدلوا ملابسهم المبللة وارتدوا أخرى نظيفة وانتشروا بين شاليهات جيراننا بكل ثقة (صار الموضع مطارد وراهم وركض بين الشاليهات والعوايل)، حيث ألقينا القبض في بادئ الأمر على أربعة أشخاص منهم دون أدنى مقاومة (كانوا مستسلمين)، بعدها بدأت الأخبار تصلنا عن القبض على بقية الأشخاص حتى وصل العدد إلى 8، أما رقم 9، وقبل صلاة المغرب تم القبض عليه، حيث كان مختبئاً في (درام زبالة) شاليه جارنا، حيث وجده عامل، بعدها تم وصول رجال مباحث خفر السواحل وتسلّموا المتسللين».

وأضاف «اللافت في الأمر أن هؤلاء المتسللين كانوا واثقين من أنفسهم، إذ إن البعض منهم قد مرّ على ديوانية مليئة بالشباب، وبكل ثقة عندما سأله عن هويته أخبرهم أنهم قد جاءوا لإصلاح الحديد، وبحسن نية جعلوهم يمرون بسلام، وهذا الأمر يدل على أنهم يعرفون بالضبط كيفية التعامل مع المجتمع الكويتي (الظاهر أنهم مبعدون من قبل) ويعون ما يقولون ويفعلون في حال صادفهم أي طارئ مفاجئ».

وأكمل خاجة «ما شاهدته بأمّ عيني أن المتسللين كانوا يحملون معهم المخدرات، إذ وقبل وصول رجال المباحث قمنا بتفتيشهم خوفاً من وجود أسلحة أو متفجرات معهم، ووجدنا أن البعض منهم كان يخفي المخدرات داخل ملابسه، وكذلك وجدنا معهم حقيبة تحتوي على المخدرات، في حين أنهم لم يكونوا يحملون أي نوع من الأسلحة الخفيفة سواء سكاكين أو مسدسات، وبعد أن سألت عن الأمر عرفت أنهم يجلبون هذه الكميات الصغيرة معهم من المخدرات حتى تساعدهم على العيش لمدة أشهر لحين ترتيب أمور حياتهم».

اتصال من وزير الداخلية

أكد المواطن مشاري خاجة أنه تلقى مع زملائه المشاركين في ضبط المتسللين اتصالاً من مكتب وزير الداخلية، لتكريمهم على جهودهم في مساندة رجال الأمن.

«درام زبالة»... والحديد

أحد المتسللين تم إخراجه بواسطة من «درام زبالة» في شاليه مواطن، إذ حاول مع شركائه التخفي بعد أن بدلوا ملابسهم المبللة وارتدوا أخرى نظيفة وانتشروا بين الشاليهات بكل ثقة، وعند سؤالهم عن وجهتهم أفادوا بأنهم جاءوا لإصلاح الحديد.

150 ألف تومان

اعترف المتسللون بدفع مبلغ 150 ألف تومان إيراني إلى قائد الطراد، مقابل إيصالهم إلى الكويت، وذكروا أنهم انطلقوا من إيران مساء أول من أمس (الجمعة)، ووصلوا عصر أمس (السبت) إلى ميناء عبدالله.