بين غياب وزارة التربية عن موقع الحدث، وملف التعليم الذي يشغل الأسر الكويتية والوافدة، أطلق الميدان التربوي السؤال الأهم في ملف الاختبارات الورقية، مستفسراً عن «سر الليلة الأخيرة» في اتخاذ القرار، فيما قال عدد منهم لـ«الراي»، إن الوقت انتهى الآن، وأي محاولات لتطبيق الاختبارات الورقية على طلبة المرحلة الثانوية، منتصف العام الدراسي 2020-2021، يعتبر ظلماً واجحافاً كبيراً، بعد اقتراب ساعة الصفر وضيق الوقت لحسم الموضوع.
مصدر تربوي أكد لـ «الراي»، العودة إلى المربع الأول في شأن الاختبارات، التي ظلت معلقة بين وزارتي التربية والصحة طوال الأشهر الفائتة، كاشفاً عن بدء مزاد المقترحات في الجهة الأولى، للخروج من هذا الوضع، ومنها مقترح بتخصيص 60 درجة للفصلين الدراسيين الأول والثاني (درجة الأعمال)، وتخصيص 40 درجة للاختبار النهائي في يونيو، على أن يتضمن كامل المنهج، ولكن بشكل مختصر ومخفف.
وتحدث المصدر بالتفصيل عن تجهيزات الوزارة، وسعيها الكبير لتطبيق الاختبارات الورقية، بدءاً بإصدار قرارات الكنترول المركزي في القسمين العلمي والأدبي، وتشكيل فريق عمل المطبعة السرية، وتكليف التوجيه الفني العام بإعداد نماذج الاختبارات، للمجالات الدراسية في الصفوف الثلاثة، وتسليمها إلى المطبعة، إضافة إلى تحديد أرقام الجلوس للطلبة، وتكليف المناطق التعليمية بفرز طلبة التعليم الصباحي والمسائي، وتحديد لجان اختبار طلبة المدارس العربية في التعليم الخاص، مؤكداً أن كل هذه الجهود ذهبت أدراج الرياح، وكان على الوزارة حسم الموضوع مع الصحة، قبل هدر الجهد والوقت، وإشغال الطلبة والمجتمع بشكل عام.
وذكر أن القرار الوحيد الذي لم يصدره قطاع التعليم العام، في شأن الاختبارات الورقية، هو تشكيل لجان الصف الثاني عشر، وتدوير مديري المدارس، أسوة في كل الاختبارات الفصلية والنهائية، فيما قلل من هذا الأمر قائلاً «ليس بالضرورة تدوير مديري المدارس، حيث لم يتم هذا الإجراء لختبارات الدور الثاني لطلبة الفصل التكميلي، لأن الظرف استثنائي، والتدوير لا يثبت بالضرورة تطبيق الاختبارات أو إلغائها».
تنقيح الدروس
في التعليم عن بعد
قال بعض مديري الشؤون التعليمية لـ«الراي»، إن على جهاز التوجيه الفني أن يدرك أن التعليم عن بعد، يختلف اختلافاً كلياً عن التعليم التقليدي، لذا يجب تنقيح المواد التي تدرس للطلبة في مراحل التعليم كافة، مع اختصارها إن أمكن، حيث لا يمكن استيعاب كل هذه الدروس عن بعد، ويجب توفير الحد الأدنى من التحصيل الدراسي للطالب، في نظام تعليمي لا يخضع لأي عوامل التقييم.
فات الميعاد
احتار الميدان التربوي في فك طلاسم اختبارات المرحلة الثانوية، التي شغلت الشارع الكويتي، حيث سأل عدد منهم «الراي»، وهم من ذوي المناصب المسؤولة عن توجه الوزارة في هذا الجانب، فيما كانت الإجابة «لا أحد يعلم توجهها، فتجهيزاتها على الأرض، تقول ان الاختبارات ورقية، وخلف مكاتبها المغلقة قد تكون إلكترونية... وقد فات الميعاد».