يعاني حمد من فوبيا استخدام المصعد الكهربائي، لكنه اضطر لاستخدامه حين كان لديه موعد في الطابق الواحد والعشرين، وكان يعاني في ذلك اليوم من إجهاد وتعب كبيرين، هذا جعل من المستحيل عليه استخدام السلم لصعود كل هذه الطوابق.
دخل المصعد وهو يضع يداً على قلبه، كي لا يخرج القلب من محله من شدة الضربات، وباليد الأخرى يمسح العرق من جبينه لكـــثرة التعرّق من الخوف، وفي هــذه الأثناء... فجأة تنطفئ الأضواء داخل المصعد ويتــــوقــــف بشكل مـــفاجئ، وإذا بـــه مـــعلّق بين السماء والأرض في مكان مغلق، حيث انطفأت الكهرباء والمصعد قـــديـــم لــيـــس مـــــزوداً بالــــتـــقــنيــات الجديدة، وصل به الذعر لأقصى درجاته فأخرج هاتفه كي يتصل بالطــــوارئ، لكـــن لـــسوء حظه انتهى شحن البطارية وانطفأ الهاتف وخيم الذعر عليه.
هذا حال الكثير من الناس بعد إصدار القوانين الحكومية الفجائية، في احداث «كورونا»، ومنها القرار الفجائي الجديد بإغلاق المطارات لمدة عشرة أيام، والذي يبدأ من اليوم التالي لإصدار القرار!
فهناك من اضطر بسبب قرار غريب آخر الذهاب إلى تركيا، كي يبقى هناك لمدة أسبوعين، حتى يسمح له الدخول إلى الكويت، والآن - ومع هذا القرار - إذا رجع إلى دولته سيضطر مرة أخرى للذهاب إلى دولة أخرى والبقاء لمدة أسبوعين، حتى يمكنه الرجوع إلى منزله في الكويت، أو يبقى في فنادق في دولة أخرى، ويصرف كل ما جمعه في سنة «كورونا» بشق الأنفس أو... ماذا يفعل؟
وهناك من كان في أميركا مثلاً، وانتهت تأشيرته، فخرج منها قاصداً بلاده، وهو الآن في دولة أخرى ترانزيت، والطائرة تصل غداً إلى الكويت، التي أغلقت المطارات، أين يذهب؟
ليس لديه تأشيرة أميركا ولا المانيا وفي وطنه المطار مغلق! نسبة الوفيات من فيروس «COVID-19» لا تتعدى 2 في المئة من نسبة المصابين بها، لكن يا ترى كم نسبة المنتحرين بسبب ضغوط الحياة في هذه الفترة؟
وكم نسبة المصابين بالاضطرابات النفسية، نتيجة القرارات غير المدروسة لحمايتهم من المرض؟
هل يجب أن نفكر دوماً بطريقة أحادية، ونأخذ موضوعاً واحداً فقط في الحسبان، من دون دراسة جميع التبعات؟
نعم نحن في حالة أزمة، لكن هل نزيد الأزمة على الناس، بقرارات سريعة وكارثية، من دون الاهتمام بحياتهم ومصيرهم فقط كي لا يصابوا بالمرض؟