أكدت مصادر ديبلوماسية أميركية لـ «الراي»، ان الكويت نجحت في قطع شوط كبير في تقريب وجهات النظر بين السعودية والإمارات والبحرين، من ناحية، وقطر من ناحية ثانية، وأن انفراجاً متوقعاً «في وقت قريب» بين الفريقين منذ اندلاع الأزمة الخليجية في يونيو العام 2017.
وتتجه الأنظار نحو قمة دول مجلس التعاون الخليجي المقرر انعقادها في الرياض في الخامس من يناير المقبل.
وقالت المصادر إن ما تعرفه حتى الآن، هو أنه تم الاتفاق على تسوية، وان «من غير المفهوم ما الذي يعيق المباشرة بتنفيذها».
وتابعت أن «التسوية المتفق عليها تبدأ بتهدئة إعلامية من الجانبين، لكن الاعلام لا يبدو أنه بدأ عملية المصالحة، اذ لا تزال معظم الوسائل الإعلامية تبث خطاباً غير مقبول لدى الطرف الآخر».
وشرحت المصادر أن «الديبلوماسية الكويتية نجحت في ابتكار حلول ذللت بموجبها عقبات كثيرة»، من قبيل أنه يمكن «البدء بفترة انتقالية حتى يثبت خلالها الطرفان جديتهما في رأب الصدع والعودة الى ما قبل يونيو 2017، وان مرت فترة ثلاثة الى ستة أشهر من دون تصعيد وشعرت كل الأطراف أن لا سبب يمنعها من إعادة المياه الى مجاريها، فيحصل ذلك، وتكون التسوية على مرحلتين، تجريبية وكاملة».
ويشير الأميركيون إلى أنهم سمعوا من نظرائهم الكويتيين أن «المقاطعة لا يجب أن تؤدي أبدا الى قطع التواصل بين الأطراف المتخاصمة، بل أن استمرار هذه الأطراف بالحوار - المباشر ان أمكن - يسهل الأمور ويسمح بالإسراع في رأب الصدع».
وقالت المصادر الأميركية أنها سمعت أفكاراً كثيرة من الجانبين، وأنها سمعت من الطرف الكويتي ايجابيات كثيرة من الجانبين وموافقات كثيرة للبدء بمسيرة المصالحة، «لكننا لا نعرف ما الذي ينتظره الجميع اليوم، أو بكلام آخر، لا نعرف ان كان هناك زر يضغط عليه أحد حتى تبدأ عملية المصالحة، ومن يضغط الزر، ومتى»؟
ولفتت الى «الود» الظاهر في خطابات الأطراف المعنية، واعتبرت أن«الأجواء خلف الأبواب الموصدة أكثر ودية بكثير منها عبر شاشات الفضائيات ونشرات الأخبار وبرامج الحوار».
وسألت«الراي»المصادر الأميركية ان كانت تتوقع مشاركة قطرية في قمة الرياض الخليجية في الخامس من يناير، فردت بأن«المشاركة القطرية إمكانية قائمة، لكن الوقت قد يدهم الجميع من دون أن يسمح بانفراج مفاجئ».
على أن المصادر تابعت أن«دول مجلس التعاون لطالما عقدت قمماً استثنائية طارئة بسهولة وسرعة»، وانه«ان لم يتحقق أي اختراق في جدار الأزمة في القمة الخليجية، فيمكن أن يتحقق الاختراق في أي وقت لاحق، ويمكن عقد قمة استثنائية سريعة للتأكيد على المصالحة ورأب الصدع».
وحسب المصادر، فان الرئيس دونالد ترامب، الذي يغادر البيت الأبيض في 20 يناير المقبل، كان قام بمحاولة أخيرة لدعوة زعماء الدول الخليجية الى قمة في منتجع كامب ديفيد الرئاسي للاعلان عن المصالحة، لكن الفكرة لم تعد تبدو ممكنة في الأسابيع القليلة المتبقية للرئيس في البيت الأبيض.
أما فريق الرئيس المنتخب جو بايدن، فهو يكاد يتفق مع فريق ترامب على ضرورة رأب الصدع الخليجي.
وسبق لمسؤولي السياسة الخارجية في فريق بايدن، أن أعلنوا أن واشنطن في عهدتهم ستقوم بمحاولات لإعادة اللحمة بين واشنطن وحلفائها حول العالم، من ناحية، وبين حلفاء واشنطن بعضهم البعض، من ناحية ثانية، بما في ذلك بين الحلفاء الخليجيين.