تسببت السلالة الجديدة من فيروس كورونا في تسجيل الأسواق العالمية تراجعات حادة أمس، مع إغلاق أغلب مناطق بريطانيا، وتشديد القيود في أوروبا، وتزايد المخاوف من انتشار أكبر للوباء وإغلاقات اقتصادية جديدة.

ونزلت أسعار النفط 3 دولارات، في أكبر هبوط خلال يوم واحد منذ يونيو الماضي، في ظل مخاوف حيال بطء تعافي الطلب على الوقود، فيما سجلت البورصات الخليجية انخفاضات تراوحت بين 0.22 و3.32 في المئة.

بورصات الخليج

سجلت القيمة السوقية لأسواق المال الخليجية، أمس، خسائر إجمالية بلغت 38.257 مليار دولار، متراجعة 1.2 في المئة، وفقاً لحسابات «كامكو إنفست».

وكان الانخفاض الأكبر خليجياً من نصيب مؤشر سوق دبي المالي، الذي تراجع بنحو 3.32 في المئة لتهبط قيمته السوقية 2.59 مليار دولار، تلاه السوق السعودي، الذي انخفض مؤشره «تاسي» بنحو 1.52 في المئة فيما سجل أكبر هبوط بالقيمة السوقية بين بورصات الخليج بواقع 30.965 مليار دولار، ثم سوق أبوظبي الذي انخفض مؤشره 0.96 لتتراجع قيمته السوقية بـ3.035 مليار دولار.

وهبط مؤشر بورصة البحرين 0.83 في المئة لتفقد 79.852 مليون دولار من قيمتها السوقية، فيما تراجع مؤشر بورصة الكويت بنحو 0.79 في المئة وفقدت القيمة السوقية لإجمالي الشركات المدرجة فيها 264.12 مليون دينار (نحو 861.02 مليون دولار)، وانخفض مؤشر بورصة قطر 0.66 في المئة لتتراجع قيمتها السوقية بنحو 688.06 مليون دولار، في حين هبط مؤشر سوق مسقط 0.22 في المئة مسجلاً خسائر بلغت 31.68 مليون دولار.

أسواق النفط

وبالنسبة لأسواق النفط، انخفض خام برنت 3 دولارات للبرميل، بما يعادل 5.7 في المئة، إلى 49.26 دولار للبرميل، في حين تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 2.92 دولار للبرميل، أي 6 في المئة، إلى 46.18 دولار للبرميل.

وقال المحلل لدى «يو.بي.إس» جيوفاني ستونوفو «التقارير عن سلالة جديدة من فيروس كورونا أثّرت على الشهية للمخاطرة والنفط، والقيود الجديدة على التنقل في جميع أنحاء أوروبا لا تساعد أيضاً، وسيتأثر الطلب الأوروبي على النفط».

وأضاف «يتعين على المستثمرين إدراك أن الطريق إلى ارتفاع الطلب على النفط والأسعار سيظل وعراً».

وكان خام برنت قد تجاوز حاجز 50 دولاراً الأسبوع الماضي للمرة الأولى منذ مارس وسط تفاؤل ناجم عن طرح لقاحات «كوفيد-19».

من جانبه، قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، إنه يتعين استعادة إنتاج النفط تماشياً مع زيادة الطلب، لكن الزيادة في الإنتاج يجب ألا تتسبب في فيوض المعروض.

وأضاف أن تعافي أسواق النفط العالمية يحدث بوتيرة أبطأ من المتوقع، وقد يستغرق عامين أو ثلاثة، موضحاً أن سلسلة قرارات حظر السفر إلى بريطانيا بعد رصد سلالة جديدة من فيروس كورونا لها تأثير على سعر النفط.

وتوقع نوفاك تراجع الطلب العالمي على الغاز الطبيعي بنحو 3 في المئة في 2020، مرجحاً وصوله إلى التعافي الكامل في العام المقبل.

تراجع 90 سهماً و9 قطاعات

بورصة الكويت تتشح بـ «الأحمر»

عمّ اللون الأحمر مؤشرات بورصة الكويت، أمس، مع ظهور السلالة الجديدة من فيروس كورونا في بريطانيا، وارتفاع وتيرة الإغلاقات أوروبياً، وسط تزايد المخاوف من شبح إغلاق اقتصادي جديد، لا سيما بعد قرار تعليق رحلات الطيران التجاري من وإلى الكويت، وإغلاق المنافذ البرية والبحرية حتى الأول من يناير المقبل.

وهبط المؤشر العام في نهاية التداولات بنحو 0.79 في المئة، فيما تراجع مؤشر السوق الأول 0.59 في المئة، وانخفض مؤشرا السوق الرئيسي و«رئيسي 50» بوتيرة أكبر، وبنحو 1.33 و1.39 في المئة على التوالي.

وفيما ارتفعت السيولة 46.2 في المئة لتصل إلى 45.1 مليون دينار مقارنة بـ30.86 مليون أول من أمس، وزادت الكميات 8.7 في المئة إلى 214.68 مليون سهم مقارنة بـ197.54 مليون سهم في جلسة الأحد، تراجعت القيمة السوقية لإجمالي الشركات المدرجة بنحو 264.21 مليون دينار، مغلقة عند 33.251 مليار.

ومن أصل 20 سهماً مدرجة في السوق الأول، تراجع 16 سهماً أمس، وبقيت 3 أسهم هي «القرين» و«هيومن سوفت» و«ميزان» دون تغيير في أسعار إغلاقاتها بالجلسة السابقة، فيما كان سهم «بوبيان للبتروكيماويات» المرتفع الوحيد بـ1.13 في المئة، أما بالنسبة للسوق الرئيسي، فمن بين 112 سهماً تم التــداول عليها، انخفض 74 سهماً وارتفع 29 فيما بقيت 9 أسهم ثابتة على أسعار إقـــفالات الجلسة السابقة.

واستحوذ السوق الأول على 73.58 في المئة من سيولة البورصة، بتداولات قيمتها 33.18 مليون دينار، فيما بلغ إجمالي تداولات الأسهم الـ21 المرقاة أخيراً على مؤشر «MSCI» للأسواق الناشئة نحو 32.65 مليون دينار شكلت 72.4 في المئة من إجمالي السيولة.

وبلغت تداولات الأسهم الـ7 المرقّاة على مؤشر «MSCI» القياسي نحو 24.8 مليون دينار، أي 55 في المئة من سيولة البورصة، في حين عم التراجع الأسهم الـ7 بانخفاضات تراوحت بين 0.29 و1.48 في المئة. أما الأسهم الـ14 ضمن مؤشر «MSCI» للشركات الصغيرة، فبلغت تداولاتها 7.85 مليون دينار، شكلت 17.4 في المئة من إجمالي سيولة البورصة، وتراجعت أسعار 11 سهماً منها بنسب تراوحت بين 0.47 و4.09 في المئة، فيما بقي سهما «القرين» و«هيومن سوفت» ثابتين، وارتفع سهم «بوبيان للبتروكيماويات» وحيداً بـ1.13 في المئة. الأكثر سيولة وبالنسبة للأسهم الـ5 الأكثر سيولة أمس، فبلغت قيمة تــداولاتها 22.786 مليون دينار، شكلت 50.5 في المئة من إجمالي سيولة البورصة، بصدارة سهم «الوطني» بتداولات قيمتها 10.488 مليون دينار، تبعه «بيتك» بـ5.796 مليون، فـ«زين» بـ2.616 مليون، و«المباني» بـ2.038 مليون، ثم «الأهلي المتحد» بـ1.848 مليون دينار.

وقطاعياً، سجلت مؤشرات 9 قطاعات هبوطاً، أمس، تقدمها قطاع النفط والغاز بانخفاض 2.21 في المئة، كما تراجع مؤشر قطاع البنوك الذي استحوذت تداولاته على 23.59 مليون دينار شكّلت 52.3 في المئة من إجمالي سيولة البورصة، بنحو 0.66 في المئة، في حين ارتفعت مؤشرات 4 قطاعات أخرى تصدرها الرعاية الصحية بنمو 0.27 في المئة.

هبوط أسهم أوروبا واليابان

تراجعت بورصة باريس بنحو 2.8 في المئة، أمس، فيما انخفضت بورصة فرانكفورت 2.31 في المئة، وميلانو 2.11 في المئة. كما هبطت بورصة لندن 1.81 في المئة بسبب الانخفاض المتزامن بنحو 2 في المئة للجنيه الإسترليني مقابل الدولار.

وأوضح المحلل لدى مجموعة «أكتيفترايدز» بيار فييريه، أن هذه المؤشرات «تثقلها المخاوف المتجددة في شأن الفيروس بعد ظهور سلالة جديدة من كوفيد-19 النشط في المملكة المتحدة».

وأغلقت الأسهم اليابانية على تراجع إذ نزلت من ذروة 29 عاماً ونصف العام التي بلغتها في وقت سابق من الجلسة. ونزل المؤشر نيكي 0.18 في المئة إلى 2617.42 نقطة بعدما لامس أعلى مستوى منذ أبريل 1991 عند الفتح، وهبط المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.23 في المئة إلى 1789.05 نقطة