قال الرئيس التنفيذي في شركة البترول الوطنية الكويتية وليد البدر، إنّ فقيد القطاع النفطي أحمد عبدالمحسن المطير، الذي تولى منصب رئيس مجلس الإدارة العضو المنتدب في الشركة من 1971 إلى 1998، ساهم بالكثير من التطورات والنجاحات، وكان له الدور البارز فيها، سواءً على مستوى القطاع أو الشركة.
وأضاف أنّ المطير كان يعمل بصمت طوال سنوات حياته، ورحل تاركاً وراءه سيرة حسنة، ومواقف وأعمالاً ستظل محفورة في السجل التاريخي لـ«البترول الوطنية» والقطاع النفطي، وفي ذاكرة جميع من عاصروه، وأولئك الذين تتلمذوا على يديه، واستفادوا من خلاصة تجاربه وخبراته.
ولفت إلى تولي الفقيد رئاسة مجلس إدارة «البترول الوطنية» من عام 1971 وحتى 1998، وهي فترة طويلة شهدت تحولات وإنجازات كثيرة، ومرت بمنعطفات تاريخية، وواجهت العديد من المصاعب والتحديات، التي تعامل معها المطير بحرص ودراية وحنكة، مكّنته من تجاوزها بنجاح، وقيادة الشركة نحو التوسع في مشاريعها، وترسيخ دعائمها، وتعزيز مكانتها.
وشدّد على أنه من الصعوبة الإحاطة في هذا الحيز المحدود بجميع أعمال وإنجازات الفقيد، إذ إنّ القائمة تطول، إلاّ أنه يمكن الإشارة إلى التطور الذي شهدته الشركة تحت قيادته، بما يتعلق بتدريب وتأهيل الكوادر الوطنية، والتوسع في فتح أسواق عالمية جديدة أمام منتجاتها، في وقت أصبحت الشركة الكويتية لتزويد الطائرات بالوقود «كافكو» عام 1973 مملوكة بالكامل لـ «البترول الوطنية».
ولفت البدر إلى أن إحدى أهم المحطات التاريخية المهمة في تلك المرحلة كان تأميم الشركة عام 1975، لتنتقل ملكيتها بالكامل للحكومة، كما أصبحت مصفاتي ميناء الأحمدي وميناء عبدالله ومصنع إسالة الغاز من ضمن أملاك الشركة، لتضاف جميعها إلى مصفاة الشعبية.
وبيّن أن المحطات الأخرى التي لا تقل أهمية كارثة الغزو العراقي عام 1990، إذ برز نشاط موظفي الشركة في تأمين وتوفير الاحتياجات الأساسية من الوقود للمواطنين والمقيمين، منوهاً بمساهمة «البترول الوطنية» آنذاك في دعم المقاومة، ونجاحها بإخفاء الوثائق والبيانات الخاصة بمرافقها، ما جنبها التلف أو الضياع على أيدي أفراد الجيش المحتل.
وأضاف أنّ ما سبق ليس سوى لمحة سريعة لمجموعة من الأحداث والتطورات التي شهدتها الشركة تحت قيادة هذه الشخصية الفذة، التي اتسمت بالهدوء والتواضع وحسن الإدارة، فأصبحت بصفاتها وعطاءاتها جزءاً مهماً وعلامة مضيئة في تاريخ «البترول الوطنية» والقطاع النفطي، الذي أسهم الراحل بتطويره ونقله إلى مراتب متقدمة على المستويين الإقليمي والعالمي.