شكّل العام 2020 اختباراً حقيقياً لمدى جهوزية المؤسسات القيادية في التعامل مع أزمة كبيرة بحجم جائحة «كوفيد-19»، وضرب بنك الكويت الوطني مثالاً يحتذى به في كيفية إدارة الأزمة، وأخذ زمام المبادرة لمساندة الاقتصاد الوطني والمجتمع ككل في التعافي من تبعات الجائحة، انطلاقاً من مكانته الرائدة وتاريخه الحافل في تخطي الأزمات على مدى 68 عاماً.

وشكلت الموارد البشرية للمجموعة أبرز محاور قصة نجاح البنك، في تعاطيه المميز مع تطورات أزمة فيروس كورونا خلال 2020، ووجهت كامل طاقاتها، وانصب تركيزها على 4 محاور أساسية شملت الحفاظ على سلامة موظفي وعملاء البنك، وتقديم الدعم اللوجيستي لبقية إدارات البنك لضمان استمرارية العمل وتقديم الخدمات بجودتها المعهودة، ومساندة الجهود الحكومية والمجتمع ككل في مكافحة تفشي الوباء، وتكثيف الدورات والبرامج التدريبية عن بُعد لرفع كفاءة الموظفين.

ونفذت المجموعة تدابير استبقيةة وفعّلت خطط الطوارئ مبكراً، كما تم اتخاذ أعلى مستوى من التدابير الصحية والوقائية لضمان بيئة عمل آمنة، واعتماد نظام تعقيم دقيق لجميع مرافق البنك.

وعي وثقة الموظفين

شكّل فريق الموارد البشرية للمجموعة وبالتنسيق مع كل قطاعات الأعمال في البنك، فريقا للطوارئ منذ بداية شهر فبراير، وأخذ على عاتقه وضع الخطط الاحترازية والتدابير للتعامل الفعَال مع هذه الوباء في جميع قطاعات البنك وفروعه، واتخاذ جميع الإجراءات المسؤولة للمساعدة في وقف انتشار الفيروس.

وتم وضع دليل وخطة متكاملة لعودة الموظفين للعمل مع بروتوكول مفصّل، تم اعتمادهما من قبل الإدارة التنفيذية، بحيث شملت هذه الخطة المعلومات والإجراءات والتدابير الاحترازية، التي من شأنها ضمان انسياب مراحل عودة تدريجية مع تجنب أي مظاهر اختلاط أو ازدحام.

واتخذت أعلى مستوى من التدابير الصحية والوقائية، وضمان بيئة عمل آمنة، واعتماد نظام تعقيم دقيق لمختلف المرافق وفرض الرقابة الصحية عند مداخل البنك وكل فروعه، فيما مثل التباعد الاجتماعي شرطاً أساسياً في العودة إلى العمل، مع الالتزام التام بضرورة ارتداء الكمام الواقي طوال فترة الدوام الرسمي.

وقام البنك بتركيب أجهزة لتعقيم اليدين وتوزيع الكمامات والمعقمات بشكل مستمر، وقياس حرارة الموظفين وإبقاء أبواب مداخل الطوابق مفتوحة خلال ساعات العمل في جميع الفروع والمرافق الخاصة به، إضافة إلى تعقيم جميع الطوابق بشكل يومي وأسبوعي.

ووُضعت علامات أرضية ارشادية واستخدام النماذج الإلكترونية والخدمات الرقمية، لمنع أي احتمالات لانتشار العدوى، كما تعمل مجموعة الموارد البشرية على اطلاع الموظفين بجميع الإجراءات عبر وسائل التواصل الخاصة بالبنك.

وأجرى البنك العديد من المسوحات خلال العام حول وعي وثقة موظفيه بإجراءات الصحة والسلامة، بحيث أظهرت ارتفاعاً كبيراً في مستوى وعي الموظفين حول إجراءات الصحة والسلامة التي اتخذها خلال العام 2020 بلغت نحو 95 في المئة.

وكشفت تلك المسوحات عن ارتفاع مستوى ثقة الموظفين، بالإجراءات والتدابير التي تم اتخاذها مع عودة العمل إلى طبيعته لتبلغ نحو 85 في المئة.

العمالة الوطنية

لم يغفل البنك خلال جائحة «كورونا» دوره التاريخي ومسؤوليته المجتمعية، في توظيف واستقطاب الكفاءات الوطنية، بحيث تم توظيف نحو 188 من الكفاءات الشابة الكويتية خلال العام 2020.

ويعد «الوطني» أكبر مؤسسات القطاع الخاص الكويتي توظيفاً للعمالة الوطنية، بنسبة تبلغ 71.5 في المئة، تماشياً مع إستراتيجيته الخاصة بجذب واستقطاب الكفاءات الوطنية المؤهلة، وتطوير مهارتهم من أجل إعداد قادة مؤهلين للمستقبل على أعلى مستوى.

ويتمتع «الوطني» بأعلى معدلات الاحتفاظ بالموظفين الكويتيين، وهو ما يعكس نجاحه في خططه نحو إدارة رأس المال البشري، ومدى تقديره لكوادره البشرية.

ويفخر البنك باستحواذ الموظفات على 45 في المئة من القوى العاملة، ما يعد إنجازاً مشهوداً على مستوى القطاع المصرفي وسوق العمل الإقليمي، ويلتزم بتمكين المزيد من السيدات من خلال التوجيه وتوفير فرص أمام تطورهن الوظيفي.

دورات تدريبية

قامت الموارد البشرية للمجموعة خلال السنوات الماضية، بعمل وجهد دؤوب يهدف تطوير البنية التحتية لمنصات تدريب الموظفين، من خلال إدخال أحدث الأساليب التقنية والأدوات الرقمية التفاعلية وهو ما أثبت نجاحه وفاعليته خلال فيروس كورونا.

ولم يتوقف البنك خلال الأشهر الماضية عن رفع كفاءة موظفيه، وتزويدهم بالعديد من البرامج والدورات التدريبية، والتي وضعت بالتعاون مع أكبر المؤسسات والجامعات حول العالم.

ونظم «الوطني» خلال العام الجاري نحو 71 برنامجاً تدريبياً وورشة عمل، بحضور نحو 1137 متدرباً ومتدربة، وهي مستويات غير مسبوقة في ظل هذه الجائحة، الأمر الذي يعكس التزامه بالاستثمار بقوة في تعزيز كفاءة موظفيه.

وشمل تطوير البرامج وورش العمل التي تم تنظيمها، المحتوى التدريبي وبما يتلاءم مع متطلبات بنك الكويت المركزي، بالإضافة إلى الاستعانة بأكبر المؤسسات التعليمية حول العالم، لتنفيذ دورات تدريبية تواكب مستجدات ومتطلبات سوق العمل، ومن بينها جامعة «هارفارد» وكلية «انسياد» لإدارة الأعمال.

وتم تغيير غالبية منهجية عمل البرامج التدريبية التي يقدمها البنك لموظفيه، وللجهات الحكومية التي يزودها بالبرامج التدريبية مثل إدارة الخبراء في وزارة العدل، لتشمل التدريب عن بُعد باستخدام أحدث البرامج التفاعلية.

تطوير مهنييقدم «الوطني» لموظفيه التدريب المستمر وفرص التطوير المهني، المصممة لتعزيز كفاءاتهم بهدف إعداد الأفراد الموهوبين لأدوار رئيسية، من أجل ضمان استمرار تطور جودة خدماته وتلبية احتياجات عملائه.

واختتمت الموارد البشرية للمجموعة برنامج «أكاديمية الوطني» بالدفعة 23، في منتصف شهر يوليو لعام 2020، بالإضافة إلى تكريم المتميزين منهم ومباشرتهم للعمل في الإدارات المعنية.

وكجزءٍ لا يتجزأ من التزام الموارد البشرية للمجموعة المستمر بالاهتمام في التطوير الوظيفي للموظفين، بدأ العمل بمنصة «الوطني للتطوير الوظيفي» التي أطلقت في الربع الثاني من هذا العام عبر المنصة الالكترونية (WATANI Personal Development Platform).

تدريب إلزامي عن بعد

يتعيّن على جميع موظفي البنك الخضوع لاستكمال برامج التدريب الالزامي عن بُعد، التزاماً بتنفيذ ومواكبة قرارات «المركزي» بهذا الشأن، بحيث تنقسم خطة التعلّم للتدريب الإلزامي إلى مواضيع عدة، بالإضافة إلى وحدات التعلّم واستبيانات حول الدورات.

ويتكون البرنامج من دورات في مكافحة غسل الأموال، والتّوعية ضدّ عمليّات الاحتيال، والتدريب على مكافحة الرّشوة والفساد، ومبادئ السلوك المهني وأخلاقيات العمل، ودليل حماية عملاء البنوك، وتدريب حماية البيانات والوعي بأمن المعلومات.

وينبغي على كل موظف إكمال جميع الدورات التدريبية، من أجل الحصول على الاختبارات النهائية والحصول على نسبة النجاح، المطلوبة لاجتياز الدورات التدريبية وهي 70 في المئة.

واستكمل 86 في المئة من موظفي «الوطني» بنجاح جميع البرامج، وحصلوا على شهادات لتلك الدورات الإلزامية، وبمتوسط 2625 موظفاً لكل من الدورات السابقة.

وتمت إضافة مواد تدريبية غنية بالمعلومات حول كيفية العمل عن بُعد، من خلال الأزمة، لتطوير وتكييف الموظفين للعمل في ظل جائحة «كورونا»، وعدة دورات تدريبية أخرى للمديرين لكيفية قيادة فرقهم بفعالية عن بعد، فضلاً عن إضافة سياسات العودة إلى العمل.

ساعات عمل مرنة

انطلاقاً من مساعي البنك نحو توفير أكبر قدر من الدعم لموظفيه، فقد منحهم ساعات عمل مرنة تشمل ساعتين استئذان لمدة 3 أيام في الأسبوع مع بداية العام الدراسي (2020-2021)، لمساعدة أبنائهم الطلبة على التأقلم مع التعليم عن بُعد.

وقام البنك بتوفير برنامج خاص للرعاية الصحية شارك فيه نخبة من الأطباء والمتخصصين، وركز على محاور رئيسية، تشمل الصحة النفسية والعامة والتغذية واللياقة البدنية، بهدف دعم موظفيه خلال هذه الفترة الاستثنائية.

تكريم الصفوف الأمامية

تقديراً للجهود الكبيرة التي بذلها موظفو البنك خلال جائحة «كورونا»، قامت الإدارة التنفيذية بتكريم موظفي الصفوف الأمامية على ما أبدوه من تفانٍ والتزام خلال فترة الإغلاق الكلي، في سبيل خدمة العملاء خلال هذه الظروف الاستثنائية.

ومنحت الإدارة الموظفين درعاً تكريمية تقديراً للجهود المبذولة، مؤكدة أن موظفي «الوطني» هم ثروته الحقيقية والأساس لكل نجاحاته خلال العقود الماضية، مشددة على أن البنك لن يتوانى عن تقديم كل أشكال الدعم والتقدير لهم.