كنت أخشى أن يأتي يوم الخامس من ديسمبر، وينتهي بنا المطاف في فجر اليوم الذي يليه، لنشهد مخرجات انتخابية مماثلة أو بتغييرات طفيفة لا تلبي الطموح، إلا أن النتائج جاءت رائعة وبعثت في داخلنا تفاؤلاً كدنا نفتقده، ولمست شخصياً فرحة شعبية عارمة حيال هذه النتائج المبشرة بالخير، باستثناء فئات قليلة كانت تعوم عكس تيار الفرح، وستظل كذلك لأربع سنوات مقبلة، إذا ما قدر لهذا المجلس الاستمرار وإكمال مدته الدستورية.
رسالة مُحب للإخوة النواب الذين حازوا ثقة الشعب... أنتم أمام مسؤولية تاريخية كبرى، وعليكم القيام بترتيب الأولويات والمهام، تمهيداً لعلاج بعض الملفات التي تمثل مشكلات حقيقية وجوهرية، بعضها يهدد مقدرات الوطن بل وينال من سمعته ومكانته، خصوصاً قضايا الفساد وهدر الأموال العامة والاختلاسات المليونية وغيرها، فمن غير المنطقي أن نسعى لانتشال اقتصادنا الوطني أو نبحث عن بدائل وتنويع لمصادر الدخل، وفي الجهة الأخرى هدر ونزيف مستمر وانتهاكات لحرمة أموال الدولة، وقد أصبحت قضايا الفساد تطغى على كل جميل، وباتت تظهر للعلن وتتكشف أكثر من الإنجازات التي ينتظرها الوطن والمواطن الكويتي.
الخامس من ديسمبر، الشعب الكويتي أدى دوره المطلوب، ووجه رسالة راقية وفق النظام الديموقراطي، وقد أبدى رغبته الجامحة في الإصلاح والتغيير، عبر اختيار من نتوسم فيهم الخير، نحو عمل برلماني تشريعي رقابي يلبي احتياجات الوطن والشعب وفق الهامش الدستوري المتاح، وليس هناك متسع للمزيد من الإخفاقات، وليس هناك مجال للتراجع أو التخلي عن أي استحقاقات وطنية وشعبية، وبإذن الله ستكونون على قدر عال من المسؤولية وتقدير حساسية المرحلة ومفصليتها.
وخزة القلم:
هل من المعقول أن يقدم مواطن كويتي كتاباً لوزارة الأشغال، ليطالب بوضع رصيف أمام منزله منذ أكثر من سنة، وحتى هذه اللحظة لا يوجد أي شكل من أشكال التفاعل!
هذا النمط من الأداء، هو ما جعل شوارعنا تتحول إلى هذا الشكل المؤسف.
twitter: @dalshereda