كل عاقل رشيد نزيه محب للوطن، تجده في الديوانيات والملتقيات والسوشل ميديا، في حال قد قاربت إلى الوصف باليأس من سوء ما يراه ويتابعه.
أمثلة حية في مختلف المؤسسات الحكومية... في بيتك تشتكي من سوء التعليم، الخدمات الصحية حدّث ولا حرج، خصوصاً تلك القرارات غير المدروسة والميزانية المصروفة... والمعاملات الإلكترونية «آون لاين»، التي يفترض أن تكون مطبقة وبشكل احترافي.
أما الشوارع فهذه قضية مكشوفة، وأستغرب الصمت عنها.
يتساءل العقلاء: «إلى أين نحن ماوضون، وإلى متى؟»
تقدم الكثير من أحبتنا برؤية تلو الآخرى وحلول كثيرة، لكنها لم تجد طريقها إلى حيز التنفيذ!
لو أن كل وزير فهم أهم مهام وظيفته «الرقابة وتوجيه الأسئلة وتشكيل لجان تحقيق، لما وصل الحال إلى هذا الحد».
يستطيع الوزير من وجهة نظري تشكيل فريق عمل من المستشارين «غير مفهوم المستشارين المعمول به»، مطعّم بكادر تخصصي، مهمته متابعة ما يصله من الفريق الاستشاري، ومن ثم إصلاح الخطأ في حينه.
إن المعضلة الرئيسية التي تواجه مؤسساتنا، تكمُن في غياب الفكر الإستراتيجي، وقد تحدثنا في هذا الجانب مرات عدة، ناهيك عن تجاهل الرأسمال البشري الذي يُعد الأساس في التنمية.
بعد هذا... هل ترون ما أرى؟
ما هو المانع من نشر إعلان طلب مستشارين ومتخصصين وقياديين؟
لا أرى مانعاً، وإن حصل فسنكون قد ضربنا عصفورين بحجر واحد: القضاء على الفاسدين ومحاسبتهم والقضاء على الواسطة التي دمرت كل شيء.
إذا تحقق هذا المطلب فإنني على يقين أن كل ورقة اقتراع في الانتخابات المقبلة ستكون موجهة للأخيار من كفاءات وطنية، لم تجد فرصتها في خدمة الوطن.
صحيح أن القضايا معلومة وبعضها قيد البحث، لكن هل يعقل أن تطول المدة وتستمر معاناة فئات المجتمع ومكوناته؟ وهل يعقل أن تعالج القضايا العالقة، في ظل استمرار المتسببين فيها على رأس عملهم.
يقولون «لكل زمان دولة ورجال»، وإن الحسد ما كان في أمر إلّا دمّره... عارف كيف؟
الزبدة:
إنها مسألة نفوذ ورغبة في الثراء وحب المنصب، وهذه نراها قد أسهمت في تراجع دولة الكويت في معظم المؤشرات الدولية.
ولو دققنا في دول لا تملك نفط، وليس لديها موارد - كما هو الحال بالنسبة لنا - سنجدها قد حققت تقدماً في مختلف المجالات، فقط لأنها أدنت العقول النيرة والخبرات المتميزة، وأخذت المشورة منها وطبقتها بكل عدل وحياد.
يبقى الوطن فوق كل اعتبار آخر، ويبقى المصلحون من أهل الشرف هم من يستطيعون إنقاذ الوطن ومؤسساته، وأظن - ظناً أقرب إلى اليقين - أنه متى ما وجدنا القناعة والإصرار على الإصلاح، واتبعنا المعايير السليمة فإننا سنجد الكويت في حال أفضل في غضون أشهر معدودة.
وهل ترون ما أرى؟... الله المستعان.
terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @Terki_ALazmi