في 17 ديسمبر الجاري، سيعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم عن اسم الفائز بجائزة أفضل لاعب في العالم عن العام 2020، بعدما كان تراجع، قبل فترة، عن قرار حجبها بسبب تفشي فيروس «كورونا».

وبعدما كشف قبل أسابيع عدة عن قائمة تضم 11 مرشحاً للفوز بالجائزة، عاد «فيفا» ليستقر على ثلاثة سيفوز أحدهم بالجائزة خلال حفل يقام في مقره (زيوريخ - سويسرا)، وسط ظروف استثنائية بسبب تداعيات الجائحة.

واقتصرت القائمة النهائية على البرتغالي كريستيانو رونالدو (يوفنتوس الإيطالي)، البولندي روبرت ليفاندوفسكي (بايرن ميونيخ الألماني)، والأرجنتيني ليونيل ميسي (برشلونة الإسباني).

لن ندخل في دوامة آلية الاختيار «الظالمة» التي تعتمد على تصويت الجماهير والصحافيين وقادة ومدربي المنتخبات، بيد أن أسئلة عدة تفرض نفسها على أحقية الثلاثي المُختار.

وإذا كانت غالبية الترشيحات تصب في مصلحة ليفاندوفسكي بعد مساهمته في تتويج «بايرن» بالثلاثية التاريخية (الدوري والكأس المحليين ودوري أبطال أوروبا)، ومن ثم لقبَي «الكأس السوبر» المحلية، و«الكأس السوبر» الأوروبية، من دون أن ننسى فوزه بلقب الهداف في البطولات التي خاض غمارها كافة، والبرتغالي رونالدو، وإن بنسبة أقل، بعد تألقه اللافت في بداية الموسم الجاري، ونجاحه في تسجيل أكثر من 40 هدفاً في مختلف مسابقات العام الجاري، ونيله لقب بطل الدوري الإيطالي في الموسم الفائت، فما الذي قام به ميسي ليجري إقحامه في القائمة الختامية؟

لم يتوَّج بأي لقب مع ناديه، فيما جرى تأجيل «كوبا أميركا» إلى الصيف المقبل، لتتأجل بالتوازي فرصة إنقاذ رأسه مع منتخب بلاده الذي فشل، حتى اليوم، في قيادته إلى منصات التتويج.

صحيح أن اسم ميسي جاذب، إعلاني من الطراز الرفيع، جماهيري وشعبي، بيد أن الزجّ به من دون إسناد، من شأنه أن يسيء إليه أكثر من تلميعه.

ليس هناك أسماء محددة للحلول مكان «ليو»، لكن الغريب أن السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، مثلاً، لم يظهر ولو حتى في لائحة الـ11 الأخيرة، التي ضمت إلى ميسي ورونالدو وليفاندوفسكي، كلاً من المصري محمد صلاح، البرازيلي نيمار دا سيلفا، الإسبانيين سيرجيو راموس وتياغو ألكنتارا، المالي ساديو ماني، البلجيكي كيفن دي بروين، الهولندي فيرجيل فان دايك، والفرنسي كيليان مبابي. أين الألماني جوشوا كيميتش وزميله الحارس مانويل نوير الذي رُشح لجائزة أفضل حارس؟

ألم يحن الوقت للتخلص من اختيارات باتت أعرافاً بالية لدى الشارع الرياضي حول العالم؟

فوضى بلا جدوى

لم تنتظر أوروبا «على أحرّ من الجمر» نتائج قرعة «القارة العجوز» المؤهلة إلى كأس العالم 2022 في قطر، والتي أجريت قبل أيام.

كانت مجرد مناسبة لتوزيع الفرق على مجموعات مكشوفة المصير سلفاً.

من الواضح أن البرتغال وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا وبلجيكا وهولندا وإنكلترا وألمانيا، التي ترأست 8 مجموعات من أصل 10، لن توضع، على الورق، في مكان يهدد حضورها في الدوحة، إلا في حال وقوع مفاجآت من نوعية ما يسمّى «من العيار الثقيل».

ووضعت الدنمارك وكرواتيا أيضاً على رأس المجموعتين المتبقيتين، بيد أن غياب أحدهما لن يشكل مفاجأة، حتى بالنسبة الى الثانية التي حلت وصيفة في النسخة الماضية في روسيا.

هذا التصفيات لا تستحق اسمها، بل هي أشبه بمباريات استعداداية للمنتخبات الكبيرة، ومباريات سعيٍ إلى تحقيق المفاجأة للمنتخبات المتوسطة، ومباريات اكتساب الخبرة للمنتخبات المغمورة.

لا شك في أنّ تفتت دول عدة في «القارة العجوز»، مثل يوغوسلافيا والاتحاد السوفياتي، فرض هذا الكم الهائل من المنتخبات التي انعكست عدداً أكبر من المجموعات بزعامة «القوى الكبرى».

باتت التصفيات في أوروبا، سواء تلك التي تعود إلى كأس العالم أو الـ«يورو»، مجرد روتين مرهق للمنتخبات الكبرى تحديداً، ومحاولات شبه يائسة للبقية.

وبالنسبة إلى قرعة أوروبا إلى مونديال قطر، فإن بطل كل من المجموعات العشر يتأهل مباشرة الى النهائيات.

أما أصحاب المركز الثاني في المجموعات العشر، فتخوض ملحقاً يضمّ أفضل منتخبين في دور المجموعات ضمن دوري الأمم 2020-2021 لم يحالفهما الحظ بالتأهل عبر التصفيات التقليدية.

وينتج عن ذلك الملحق المقرّر في مارس 2022 تأهل 3 منتخبات إضافية، بحيث يشارك 13 منتخباً أوروبياً في قطر من أصل 32.

وفي الملحق، تتوزع المنتخبات الـ12 على 3 مسارات مختلفة من مباريات اقصائية مباشرة، بحيث يتأهل إلى المونديال من يفوز في مباراتين توالياً.

يُلاحظ من كل ذلك أن تراكم المباريات سيكون السمة البارزة، في 2021، وهو ما عكسته تصريحات عدد من المدربين.

الجدير ذكره أن التأهل إلى كأس أوروبا بات وارداً للمنتخبات المغمورة، بعد توسيعها إلى 24 منتخباً، إلا أن بلوغ كأس العالم لا يزال صعباً وتحتكره المنتخبات القوية.

هذا واقع ملموس «غير صحيّ»، فأين الاتحادان الدولي والأوروبي من كل ذلك؟