دشنت الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، بالتعاون مع جمعية الرحمة العالمية وجمعية عبدالله النوري أمس، مشروع القافلة الشتوية لإغاثة أبناء الشعب السوري الشقيق في سياق حملاتها الشتوية الإغاثية، وشملت الحملة 25 شاحنة من الدقيق والسلال الغذائية والفحم والبطانيات وحقائب الملابس الشتوية للأطفال، ضمن 350 شاحنة أطلقتها هيئة الإغاثة التركية من 81 مدينة تركية لتخفيف معاناة الشعب السوري.
وقال رئيس الهيئة الخيرية الدكتور عبد الله المعتوق، في حفل تدشين القافلة عبر تطبيق زووم بحضور مسؤولين ونواب أتراك وقادة منظمات إنسانية، إن اسهامات الهيئة الخيرية وجمعيتي الرحمة وعبدالله النوري بـ 25 قافلة ضمن هذا المشروع الإغاثي الكبير تشكل المرحلة الأولى التي ستتبعها مراحل أخرى، مشيراً إلى أن الهيئة الخيرية قدمت 18 شاحنة بالإنابة عن الشعب الكويتي المعطاء.
ووصف الأزمة السورية بأنها واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث بالنظر إلى حجم ضحاياها من الأرواح والمهجّرين، وطول أمدها، وما شهدته من حركة نزوح ولجوء واسعة، لافتًا إلى أنها تعد الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية.
وتابع «إدراكاً من دولة الكويت ومؤسساتها الخيرية لحجم هذه الأزمة وتداعياتها، وبتوجيهات كريمة من سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح – رحمه الله- وسمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، تحملت دولة الكويت مسؤوليتها الإنسانية والأخلاقية إزاء إخواننا السوريين منذ اندلاع الأزمة بكل نخوة وإيمان بواجب الأخوة».
وناشد المعتوق المنظمات الدولية أن تقوم بدورها المنشود حيال هذه الكارثة من دون تأجيل أو تراخٍ، داعياً المجتمع الإنساني إلى استشعار مسؤوليته تجاه معاناة نازحي المخيمات، مع حلول فصل الشتاء بعواصفه الرعدية وبرده القارس وأمطاره الغزيرة، والتي تزداد عمقاً عاماً بعد عام، وخاصة بعد ظهور جائحة «كورونا».
ولفت إلى أنه مع تفاقم هذه الكارثة الإنسانية التي ألمت بالشعب السوري ومع طول أمدها الزمني، وتداعياتها المؤلمة، اتجهت الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية إلى المشاريع النوعية الكبرى، والمتكاملة، للحد من معاناة النازحين والعمل على حفظ كرامتهم وصون خصوصياتهم، عبر تعزيز الشراكات مع المنظمات الدولية، للوصول إلى الفئات الأكثر تضرراً.
وأردف قائلاً «ونظراً لأن تحدي الإيواء يُشكل حاجة أساسية في حياة النازحين، دشنت الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية مدينة صباح الأحمد الخيرية لإيواء النازحين السوريين في منطقة الشمال السوري بالتعاون مع جمعية شام الخير، وتتألف المدينة من 1800 وحدة سكنية، افتتحت منها حتى الآن 926 بيتًا، وبقية الوحدات يجري إنجازها على مراحل».
وأشار المعتوق إلى أن المدينة السكنية تشتمل على مسجدين ومركزين لتحفيظ القرآن الكريم، وثلاث مدارس ابتدائية ومتوسطة وثانوية ومستوصف طبي وبئر ارتوازية وسوق تجاري ومخبز آلي، وشوارع ممهدة، موضحًا أن تدشين هذه المرافق يأتي في إطار التوجه الإستراتيجي والتنموي للهيئة الخيرية، الذي يركز على بناء الإنسان والمشاريع ذات الأثر طويل الأمد.
وأوضح أن هذه المدينة السكنية تتيح 1000 فرصة عمل لأهل المخيمات، مما يسهم أيضًا في تنشيط الاقتصاد المحلي، فضلًا عن إدخال أسلوب حديث ومتطور في عالم البناء إلى الداخل السوري، وتشييد سكن عمره الافتراضي 10 سنوات عوضًا عن المخيمات العشوائية التي لا تصمد أمام تقلبات المناخ، مشيرا إلى تشييد الهيئة الخيرية 600 وحدة سكنية أخرى لتوفير حياة كريمة وآمنة للنازحين، ونجاحها في تقديم نموذج ناجح للبيت الاقتصادي الذي يحد من المعاناة المعيشية والاجتماعية للنازحين ويحفظ حياتهم إذا هبت العواصف، ورعدت السماء، وأوحلت الأرض، وتوقفت حركة الحياة، هذا فضلًا عن قائمة طويلة من المشاريع التعليمية والصحية والإغاثية والموسمية وغيرها.
وذكر المعتوق أنه مع هذه المعاناة القاسية للنازحين والمتجددة سنويًا، أطلقت الهيئة الخيرية حملتها الشتوية لهذا العام تحت شعار «حياة كريمة» بهدف نجدة الضحايا وتوفير حياة كريمة وآمنة لهم، لاسيما أنهم يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أدنى مقومات البقاء على قيد الحياة.