يجب أن تُسجّل انتخابات مجلس الأمة 2020 للفصل التشريعي السادس عشر في الكويت، بأنها حدث ديموقراطي مميز. حيث إن صناديق الاقتراع لم تكن مملوءة باختيارات الشعب لممثليهم، بل كانت مملوءة برسائل تم إيصالها للمرشحين والنواب والحكومة، منها ما يلي:
- بيّن الشعب أن مستوى الوعي السياسي لديهم ارتفع عن السابق، ولم يعد اختيار مرشحهم حسب الخدمات التي يؤديها لهم، أو من خلال الواسطة المناسبة لإجراء معاملتهم، وعلى ذلك تم اختيار وجوه جديدة، ليس لديها سوابق خدماتية، لكن لديها مشروع انتخابي بنى الشعب آماله عليه.
- أوصل الشعب رسالة تكشف كل المشبوهين في سرقات المال العام، أو النواب السابقين الذين يضعون مصالحهم فوق مصلحة الوطن، والذين ينظرون إلى الوطن كبقرة حلوب يجب حلبها قدر المستطاع.
- رسالة لأصحاب الشعارات الرنانة التي أوصلت البلاد إلى عنصرية بغيضة، من دون أي تعديل ملحوظ، تقول لهم: كفاكم تشويهاً وشعارات بغيضة.
- لأول مرة لم تكن الانتخابات انفعالية عاطفية، بل بحث الشعب عن المرشح الذي يُرجى منه التغيير، فكانت رسالة بأننا لم نعد أطفالاً نختار ما اعتاد آباؤنا على اختياره، بل نريد وجوهاً جديدة تحقق آمالنا في وطن نعيش فيه بكرامة.
- أوصل الشعب رسالة إلى الحكومة بأننا نريد قوانين تحمينا، ولا نريد العبث بالوطن، لا من النواب ولا من الحكومة.
- اختيار الشعب لنواب المعارضة أيضاً كانت رسالة لهؤلاء المرشحين تقول لهم: المعارضة ليست غاية بل وسيلة للإصلاح، فما يريده الشعب هو التغيير إلى الأفضل، وليس فقط المعارضة، فلا تتخذوا من ذلك صفة لكم، أو غاية لعملكم النيابي ينتهي فقط بنشر اليأس والإحباط في المجتمع.
- نعم لم تفُز أي امرأة - للأسف - في هذه الانتخابات، لكن في ذلك أيضاً رسالة إلى المرأة التي تريد خوض هذا المجال، وهي أن المرأة لا تختاركِ فقط لأنك امرأة، بل يجب امتلاك المرشحة لصفات معينة ومشروع برلماني قوي ومنصف وتاريخ مشرف، كي يتم اختيارها لتمثيل المرأة الكويتية في مجلس الأمة، وليس فقط تمثيل المرأة، فهي في الواقع تنوب عن جميع الشعب ذكوراً وإناثاً.
- في النهاية نتوجه برسالة إلى حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه تقول: «نحن أدينا واجبنا تجاه الوطن وحاولنا اختيار الأفضل، والآن كلنا أمل في الحكومة التي سيختارها سموّكم، كي تعود الكويت إلى المكانة التي تستحقها».