وسط الارتياح الخليجي والعربي والإسلامي والدولي عقب إعلان الكويت عن تطورات إيجابية حاسمة لحل الخلاف بين الرباعي العربي (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) وبين قطر، كشف مصدر ديبلوماسي رفيع لـ«الراي» أن «المصالحة الخليجية ستتم في اجتماع القمة الخليجية المزمع عقدها في مملكة البحرين (مبدئياً) خلال الشهر الجاري، وسيتم طي صفحة الخلاف»، مشيراً إلى أن نقاط الخلاف والطلبات والشروط التي تم الحديث عنها خلال عمر الأزمة الذي تجاوز الثلاث سنوات «ستتم مناقشتها في لجان خليجية خاصة سعياً للتوصل إلى حلول لها بما يضمن عدم تجددها، واستمرار تماسك المنظومة الخليجية والعربية».
بداية الانفراجة كانت مع البيان الذي ألقاه وزير الخارجية وزير الإعلام بالوكالة الشيخ الدكتور أحمد الناصر، عبر تلفزيون الكويت، الساعة الرابعة بعد ظهر يوم الجمعة الفائت، معلناً عن محادثات «مثمرة» جرت أخيراً في إطار تحقيق المصالحة ودعم وتحقيق التضامن والاستقرار الخليجي والعربي.
الناصر
وقال الناصر «في إطار جهود المصالحة التي سبق أن قادها سيدي حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح رحمه الله، واستمراراً للجهود التي يبذلها حالياً سيدي حضرة صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد أمير دولة الكويت وفخامة الرئيس دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأميركية الصديقة لحل الأزمة، فقد جرت مباحثات مثمرة خلال الفترة الماضية، أكد فيها كافة الأطراف حرصهم على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي وعلى الوصول إلى اتفاق نهائي يحقق ما تصبو إليه من تضامن دائم بين دولهم وتحقيق ما فيه خير شعوبهم».
وفي هذا الإطار أعرب عن «التقدير للسيد جاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الأميركي على الجهود القيمة التي بذلها أخيراً في هذا الصدد».
الجارالله
بدوره، أكد نائب وزير الخارجية خالد الجارالله أن دول الخليج تستطيع من خلال الاتفاق أن تواجه تحديات كبيرة وأخطاراً جسيمة تحيط بنا جميعاً.
وقال الجارالله، في مداخلة تلفزيونية، «أتقدم بالتهنئة إلى قادة دول مجلس التعاون على هذا الإنجاز التاريخي الذي تحقق لنا اليوم، وأعلن عنه الشيخ الدكتور أحمد الناصر وزير الخارجية وزير الإعلام بالوكالة، وهو إعلان أشار إلى الاتفاق النهائي والتوصل إلى هذا الاتفاق لحل الخلاف الذي نشب بين الأشقاء منذ ما يزيد على ثلاث سنوات، لنحقق من خلال هذا الاتفاق إن شاء الله ما نتطلع ونصبو إليه جميعاً من تعزيز لتضامننا الخليج وتماسك لوحدة عملنا الخليجي المشترك».
وأضاف: «مما لا شك فيه أننا أحوج ما نكون اليوم إلى هذا الإنجاز، حيث إن هذا الاتفاق نستطيع من خلاله أن نواجه تحديات كبيرة وأخطاراً جسيمة تحيط بنا جميعاً».
وتابع الجارالله: «وفي الوقت الذي نبتهج ونبتهل فيه بالتوصل إلى هذا الاتفاق، لا بد أن تستذكر الجهود المضنية التي بذلها سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد رحمه الله لاحتواء هذا الخلاف في الحقيقة منذ اليوم الأول لنشوب هذا الخلاف، كما نستذكر أيضاً بالتقدير جهود صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد المتواصلة والحثيثة للدفع لبلورة هذا الاتفاق».
السعودية
من جهته، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان «ننظر ببالغ التقدير لجهود دولة الكويت الشقيقة لتقريب وجهات النظر حيال الأزمة الخليجية».
كما عبّر عن الشكر للمساعي الأميركية في هذا الخصوص، معرباً عن التطلع لأن تتكلل بالنجاح لما فيه مصلحة وخير المنطقة.
وفي كلمة ألقاها أمس خلال مشاركته في منتدى «حوار المنامة»، أكد وزير الخارجية التزام المملكة بتعزيز قوة مجلس التعاون الخليجي وآلياته، مؤكداً أنه من الممكن التوصل قريباً جداً إلى اتفاق لإنهاء الأزمة الخليجية.وأشار إلى أن خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز «حريص على تكامل ووحدة دول مجلس التعاون»، مؤكداً إحراز تقدم في جهود إنهاء الأزمة.
وأعرب عن الأمل في التوصل إلى «خلاصة نهائية مرضية لجميع الأطراف» قريباً جداً، مما يصب في مصلحة كافة دول المنطقة، مضيفاً «نسعى ونتقدم لحل الأزمة الخليجية ونأمل أن يحدث ذلك قريباً».
قطر
بدوره، أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أن بيان دولة الكويت «خطوة مهمة نحو حل الأزمة الخليجية».
وقال «نشكر للكويت الشقيقة وساطتها منذ بداية الأزمة، كما نُقدّر الجهود الأميركية المبذولة في هذا الصدد، ونؤكد أن أولويتنا كانت وستظل مصلحة وأمن شعوب الخليج والمنطقة».
من جهتها، أكدت مساعدة وزير الخارجية القطري الناطقة باسم الوزارة لولوة الخاطر أن الاتفاق على حل الأزمة الخليجية سيكون «ربحاً للجميع»، و«حلاً يضمن وحدة الشعوب الخليجية وأمن المنطقة واستقلالية وسيادة كل دولة».
وقالت في تصريحات لوكالة «الأناضول» التركية إن «الخاسر الأكبر من هذه الأزمة، كانت مسيرة مجلس التعاون الخليجي وشعوب الخليج والمنطقة، وإن حل تلك الأزمة سيكون ربحاً للجميع».
وشددت على أن «بلادها ستستمر في هذه المناقشات بإيجابية ومسؤولية تجاه مصلحة المنطقة ومستقبلها».
وأضافت: «لا يمكن إلا أن نستذكر في هذه اللحظات الجهود العظيمة والمخلصة لسمو أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والتي يستكملها اليوم بنفس الحرص والإخلاص سمو أمير دولة الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح».