إلى والدي الحبيب عبدالمحسن أحمد الفارس... رحمك الله وأسكنك فسيح جناته.
مضت تلك السنون وأهلها... كأنها وكأنهم أحلامُ.
عام مضى على رحيلك، وها هي الأيام تتشابه علينا، نعيش في عتمة الفراق كأنما حجبت عنا شمس الحياة، فلم تدفن بذاك القبر وحدك فقد دفن شيء بداخلنا معك في ذالك اليوم.
لم تفارقنا ذكراك يوماً، فطيفك يملأ المكان وكل شيء من حولنا ساكن، فأنت الأب والصديق والحبيب وأنت السيف والدرع.
تعلمت منك معنى الرجولة والوفاء والإخلاص بالعمل والالتزام بالمبدأ... تعلمت أن قيمة الرجل مبدأه واحترام الكلمة وثبات الموقف، فأنت فارس المبدأ والمواقف لا تجامل ولا تهادن بالحق، سريرتك نقية، كريماً قلبك يسع الجميع، فلم أنساك يوماً بدعائي من كل سجدة في صلاتي.
اللهم أنزل على قبر أبي الضياء والنور والفسحة والسرور، وجازه بالإحسان إحساناً وبالسيئات عفواً وغفراناً.
مات قومٌ وما ماتت فضائلهم... وعاش قومٌ وهم بالناس أمواتُ
توقف نبض الحياةِ... وخيم الصمتُ الزمان والمكان
أطفأ الموت نوراً... وزاغت الأبصار واسودت الألوان
بلّ الدمع لحيتي... عاد الشوق من يأس الفراق ظمآن
يا رُسل الله ترفقي... بروحٍ عاشت على الأرض مصان
نؤمن بالله رباً... خلق الموت والحياة قدر الإنسان
اجتمع الناس بحزنهم... وكبر أنين الدهر للعصر أذان
حملتني يداك في صغري... وأنزلتك يداي طوعاً بين اللحدان
ويلٌ ما صنعت يدي... فما كان جزاء الإحسان إحسان
طبت حياً وميتاً... وداعاً يا أبا أحمد بحفظ الرحمن
يا معشر الأموات أبشروا... جاء فارسٌ يمتطي الجود حصان
نقياً عزيزاً كريماً... وكان لسانهُ بالحق ينطق بيان
يا من خلقت الدنيا... وأنزلت على محمدٍ روحاً وقرآن
ارحم أبي في قبره... وافرش له روضةً وافتح باب الريان
واجمعنا بالأحباب يوماً... في دار الحق خلوداً وجنان