وجهت الولايات المتحدة انتقادات حادة الى الصين، اليوم الثلاثاء، لعدم تنفيذها العقوبات الأممية المفروضة على كوريا الشمالية، متعهدة بتكثيف جهودها الخاصة بهذا الشأن مع تلاشي آمال بتحقيق اختراق في اللحظات الأخيرة من رئاسة دونالد ترامب.

وأطلقت وزارة الخارجية الأميركية موقعا إلكترونيا جديدا يحمل اسم «دي بي آر كاي ريووردز دوت كوم» (جوائز جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية) سيقدم جوائز مالية تصل الى خمسة ملايين دولار للحصول على معلومات يمكن ان تشدد تنفيذ العقوبات على كوريا الشمالية، حتى لو كانت تتعلق بشركات تعمل في الصين.

وقال نائب الممثل الأميركي الخاص في كوريا الشمالية أليكس وونغ في حديثه عن العقوبات «أريد أن أبلغكم أن هناك المزيد منها على الطريق».

وفي خطاب ألقاه في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أقر وونغ بأن بيونغ يانغ لم تتخذ بعد «أي خطوات ملموسة باتجاه نزع سلاحها النووي»، مبديا قلقه ازاء كشفها لصاروخ ضخم جديد بعيد المدى في استعراض في أكتوبر.

ويتناقض كلام المسؤول الأميركي المتشدد مع التصريحات المتفائلة التي اعتاد ترامب أن يدلي بها على مدى السنوات الأربع الماضية وتفاخره بمنع حرب مدمرة وقوله أنه يستحق جائزة نوبل للسلام.

لكن وونغ وجه انتقاداته الى الصين، وهي هدف دائم لادارة ترامب، مع اتهامه بكين بتجاهل عقوبات الأمم المتحدة المتعلقة بالبرنامج النووي الكوري الشمالي والتي وافقت بكين عليها.

وقال «التخفيف المبكر للعقوبات الذي لا يمكن لبكين تحقيقه من خلال الديبلوماسية المباشرة، تحاول بدلا من ذلك تحقيقه عبر باب خلفي.. باختيار عدم التنفيذ الصارم لالتزاماتها بموجب قرار مجلس الأمن الدولي».

وأضاف «الأمثلة على هذا الفشل المزمن كثيرة وهي تزداد بشكل مثير للقلق».

وقال إن السفن الأميركية قدمت معلومات الى بكين 46 مرة منذ عام 2019 حول عمليات تهريب للوقود الى كوريا الشمالية في المياه الصينية، والعام الماضي رصدت السفن 555 شحنة كورية شمالية من الفحم تم تصديرها الى الصين.

وأشار وونغ الى أن السلطات الصينية «لم تتحرك في أي من هذه المناسبات لوقف هذه الواردات غير الشرعية، ولو لمرة واحدة».

ولفت وونغ الى أن 20 ألف عامل كوري شمالي لا يزالون يعملون في الصين، في تعارض مع الجهود التي تدعمها الأمم المتحدة لوقف ما يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه عمالة بالسخرة يستخدمها النظام من أجل الإيرادات.

وكانت الصين تضغط من أجل تخفيف العقوبات على كوريا الشمالية، لاعتقادها بأنه يجب تقديم حوافز للنظام هناك لنزع سلاحه النووي، كما انه ينظر الى موقفها على نطاق واسع باعتباره خشية من انهيار اقتصاد الدولة الفقيرة الجارة.

وقاوم ترامب الدعوات الى تخفيف العقوبات في اجتماعه في فبراير 2019 مع كيم في هانوي، وأصر وونغ الثلاثاء على أن مثل هذا الضغط يوفر «قوة دفع رئيسية» لكوريا الشمالية لاتخاذ «خطوات جادة لنزع السلاح النووي».