تحتفل جامعة الكويت اليوم بالذكرى الـ54 لتدشينها رسميا في 27 نوفمبر 1966 لتشكل منذ ذلك الحين صرحا عريقا ونهر عطاء يغذي الوطن باحتياجاته من الكوادر المتسلحة بالعلم والمعرفة التي تسهم في بناء مستقبله وخدمته ورفعة رايته في شتى ميادين الحياة، مؤكدة حرصها الدائم على "مواصلة العطاء المتميز بتضافر الجهود الأكاديمية والإدارية بغية توفير المناخ العلمي للطلبة لتحقيق أهدافهم وتطلعاتهم عبر مختلف الكليات والأقسام العلمية".

وفي بيان صحفي بهذه المناسبة، قالت الجامعة إنها تولت منذ تأسيسها مهمة إعداد وتأهيل الشباب باعتبارهم ثروة الوطن المسؤولة عن الإعداد للمستقبل بسواعدهم القوية والمعرفية والثقافية والعلمية من خلال تقديم تعليم متميز والمساهمة في إنتاج المعرفة وتطويرها ونشرها لتحقيق أهداف التنمية واحتياجات المجتمع.

وأضافت إن الذكرى السنوية لتدشينها تحل هذا العام وسط أزمة صحية عالمية غير مسبوقة ما يعد محطة مهمة للوقوف على كل ما حققته طوال مسيرتها الأكاديمية والعلمية الحافلة بالإنجازات وفق خطتها الاستراتيجية التي «تعكس سياسة التخطيط السليم مع مراعاة متطلبات التطوير والتنمية».

وذكرت إنه بمرور أكثر من نصف قرن من الجهد والعطاء المتواصل والسعي الدائم والدؤوب للتطوير والارتقاء بـ«أهم صرح أكاديمي وعلمي» كان لأعضاء الهيئة الأكاديمية والطلبة الدور المهم في تمثيل البلاد بالمؤتمرات والمسابقات والمناظرات الدولية وحصولهم على براءات اختراع من شأنها أن تترك بصمة دالة على جودة التعليم في هذا الصرح التعليمي وجودة مخرجاته.

وأكدت سعيها الدائم لمواكبة المستجدات والمتغيرات وتوجيه اهتماماتها نحو الجودة والابتكار والتنمية المستدامة وتبني الأفكار الداعمة لرؤية دولة الكويت التنموية (كويت جديدة 2035).

وأشارت في هذا الصدد إلى افتتاح (مدينة صباح السالم الجامعية) بمنطقة الشدادية جنوب الكويت العاصمة معتبرة إياها «من أكبر المراكز التعليمية في العالم وتضاهي أعرق الجامعات وتعكس المكانة العلمية المرموقة لجامعة الكويت بين مثيلاتها في المنطقة».

وذكرت إن الحرم الجديد للجامعة يضم بين جنباته مباني كافة الكليات والتي «تمثل تحفة معمارية تنسجم جمالياتها مع فلسفتها التعليمية وخصوصيتها الدراسية إلى جانب ثلاثة مشروعات مساندة للأنشطة الطلابية والمباني الإدارية والأكاديمية على أعلى مستوى عمراني وتكنولوجي وذلك على مساحة إجمالية تناهز الستة ملايين متر مربع».

ومنذ تأسيسها في أبريل 1966 - بموجب المرسوم بقانون رقم 29 للعام نفسه - تحمل جامعة الكويت على عاتقها مهمة تخريج الكوادر الفاعلة والمدربة والمؤهلة بالعلوم الحديثة والخبرات والمهارات المعرفية اللازمة جيلا بعد جيل.

وباتت الآفاق العلمية لهذا الصرح الشامخ تتسع منذ أن دشنه رسميا الأمير الراحل الشيخ صباح السالم الصباح - طيب الله ثراه - في احتفال ضخم أشبه بالمهرجان الرسمي والعلمي والشعبي ليغطي الكويت والمنطقة إذ يضم الآن 16 كلية عوضا عن أربع وقت الافتتاح هي (العلوم والآداب والتربية وكلية البنات) ويحتضن أكثر من 36 ألف طالب وطالبة بدلا عن 418 حينئذ.

وتشهد جامعة الكويت توسعا كبيرا في عدد كلياتها العلمية في وقت حصلت بعض كلياتها على الاعتماد الأكاديمي العالمي لتقدم برامج معتمدة في العلوم والإنسانيات على مستوى الدراسات العليا لتشكل بذلك حاضنة فكر وإبداع ونبع معرفة إنسانية.