ينصبّ تركيز العالم بشكل أساسي على ثلاثة لقاحات أُعلن عن فعاليتها بنسب تجعلها قريبة جداً من الحصول على الترخيص من منظمة الصحة العالمية وجهات دولية أخرى، هي لقاح شركتي «فايزر» الأميركية و«بايونتيك» الألمانية، ولقاح المختبر الأميركي «مودرنا»، ولقاح «أسترازينيكا» الأوروبية وجامعة أكسفورد البريطانية.
في ما يلي معلومات أساسية عن فعالية اللقاحات وتفاصيل أخرى:
هكذا تُقاس فعالية اللقاح
من بين المتطوعين في كل تجربة، يتلقى البعض اللقاح والبعض الآخر دواء وهمياً، حتى يتمكّن الباحثون من المقارنة بين المجموعتين.
يواصل المتطوعون حياتهم على نحو اعتيادي خلال التجربة. بمرور الوقت، سيُصاب بعضهم بشكل طبيعي بفيروس «سارس - كوف - 2»، فإذا كان اللقاح فعالًا، سيكون عدد المرضى أقل بين المشاركين الذين تم تطعيمهم مقارنة بمَنْ تلقوا الدواء الوهمي.
من الناحية النظرية، يكون اللقاح فعّالًا بنسبة 100 في المئة، إذا لم يكن أي مريض مشارك في التجربة ينتمي إلى مجموعة المتطوعين الملقحين.
والنتائج التي تم الإعلان عنها أخيراً من قبل العديد من فرق البحث المتنافسة، تتعلّق بالمرحلة الأخيرة من تجربتهم السريرية، وهي المرحلة 3 التي استقطب لأجلها عشرات الآلاف من المتطوعين.
تم الكشف عن هذه النتائج بمجرد الوصول إلى عدد محدد مسبقاً من مرضى «كوفيد» بين المتطوعين: 95 مريضاً للمختبر الأميركي «مودرنا» في 16 نوفمبر الجاري.
170 للأميركية «فايزر» والألمانية «بايونتيك» في 18 من الشهر نفسه.
131 لـ«أسترازينيكا» الأوروبية وجامعة أكسفورد البريطانية في 23 من الشهر نفسه.
بين 70 و95 في المئة
أعلنت «فايزر» و«بايونتيك» عن فعالية تصل إلى 95 في المئة: من أصل 170 مريضاً، جاء 8 من المجموعة الملقحة و162 من مجموعة الدواء الوهمي.
حصلت «مودرنا» على نتيجة قريبة بلغت 94.5 في المئة: 5 مرضى في المجموعة المُلقحة، و90 في مجموعة الدواء الوهمي.
قاست «فايزر» فعالية لقاحها بعد أسبوع من الحقنة الثانية والأخيرة، و«مودرنا» بعد أسبوعين.
أعلنت «أسترازينيكا» وجامعة أكسفورد، الإثنين الماضي، عن متوسط فعالية بنسبة 70 في المئة، محسوبة من نتائج بروتوكولين مختلفين، إذ بلغت الفعالية 90 في المئة للمتطوعين الذين تلقوا نصف جرعة في المرة الأولى، ثم جرعة كاملة بعد شهر. وانخفضت إلى 62 في المئة لمجموعة أخرى تلقت جرعتين كاملتين بفارق شهر. وشكّلت النتائج مفارقة قال الخبراء إنها مجرد تناقض ظاهري.
أي اللقاحات الأكثر فعالية؟
من المستحيل معرفة ذلك في الوقت الحالي، خصوصاً أن كل هذه النتائج لم تعلن إلّا ببيانات صحافية، من دون نشرها بالتفصيل في دورية علمية.
ومع ذلك، على الرغم من أن أرقام فعاليته تبدو أقل من غيره، يعتقد الخبراء أن لقاح «أسترازينيكا/أكسفورد» يمكن أن تكون له فائدة إضافية، إذ نقل مركز العلوم الإعلامي «ساينس ميديا سنتر» البريطاني عن البروفيسورة إليانور رايلي من جامعة إدنبرة قولها إنه «على عكس التجارب الأخرى، قام فريق (أكسفورد/أسترازينيكا) بفحص جميع المشاركين أسبوعياً بحثاً عن إصابات من دون أعراض».
وبالفعل، فإن أحد الأسئلة الرئيسية هو ما إذا كانت هذه اللقاحات تمنع انتقال الفيروس بالإضافة إلى تخفيف شدة المرض لدى مَنْ تلقوها.
مدة الحماية
كل هذه البيانات مازالت أولية، إذ حذّر الدكتور جوليان تانغ من جامعة لستر من أن «الاختلافات في الفعالية تستند إلى تحليل 100 إلى 200 مريض، من إجمالي 30 ألفاً إلى 50 ألف متطوع لكل لقاح، وبالتالي يمكن أن تشهد هذه الأرقام اختلافات كبيرة بعد ذلك».
فعّالة ولكن على مَنْ؟ مازال العديد من الأسئلة الأخرى من دون إجابة، أهمها عدم معرفة مدة الحماية التي توفّرها هذه اللقاحات.
كبار السن
من غير المعروف ما إذا كانت فعالية اللقاحات متطابقة في الفئات السكانية الأكثر عرضة للخطر، بدءاً من كبار السن. فهذه الفئة أكثر عرضة للإصابة بالشكل الحاد من «كوفيد 19»، لذلك من الضروري أن يكون اللقاح فعّالاً في هذه المجموعة السكانية.
أكدت شركتا «فايزر» و«بايونتيك» أن فعالية لقاحهما تجاوزت 94 في المئة لمَنْ هم فوق 65 عاماً، لكن نظراً لعدم نشر النتائج في دورية علمية لم تُعرف التفاصيل بعد.
نشرت «أسترازينيكا» وجامعة «أكسفورد»، في 19 نوفمبر الجاري، النتائج في مجلة «ذا لانسيت» الطبية المرموقة والتي بيّنت أن لقاحهما يُحدث لدى الفئات الأكبر سناً (أكثر من 56 عاماً) استجابة مناعية مماثلة لتلك التي يحدثها لدى الأصغر سناً (18 إلى 55 سنة).
ومع ذلك، فإن هذه النتائج المنشورة لا تتعلّق بالمرحلة الثالثة، وإنما بالمرحلة السابقة أو الثانية التي كان إجمالي عدد المتطوعين فيها أصغر بكثير (560 مقابل 23 ألفاً) وهي عيّنة لا تمثل عامة السكان.
(ا ف ب)