أبلغت السعودية مجلس الأمن، بأن جماعة الحوثي اليمنية هي المسؤولة عن هجوم صاروخي على محطة لتوزيع المنتجات البترولية في جدة الاثنين. وحضت على وقف التهديد المحدق بأمن الطاقة العالمية والعملية السياسية الخاصة باليمن والأمن الإقليمي، بينما اعتبرت دولة الكويت، أن «استمرار الأعمال الإجرامية الآثمة يستوجب تحرك المجتمع الدولي».
وقال السفير السعودي لدى الأمم المتحدة عبدالله المعلمي في رسالة للمجلس، ليل الاثنين، واطلعت عليها «رويترز»، إنه تبين أن الحوثيين الذين تساندهم إيران مسؤولون عن الهجوم «الإرهابي».
وأضاف أن المملكة «لن تألو جهدا لحماية أراضيها ومواطنيها».
وأعلنت شركة «أرامكو»، أنّ الهجوم على منشأة تابعة لها في جدة، أحدث فجوة في خزّان نفطي، ما أدى إلى انفجار ثم حريق تم إخماده بسرعة، مؤكدة أن إمداداتها في الداخل لم تتأثر. ونقلت شركة الطاقة العملاقة، مجموعة من الصحافيين، إلى محطة توزيع المنتجات البترولية التي تعرّضت للاستهداف. وقال مدير محطّة توزيع جدة الشمالية، عبدالله الغامدي، «للأسف، تعرضت المنشأة لمقذوف في هجوم عدائي. كما تعلمون فإن أرامكو هدف لمثل هذه الهجمات المعادية».وأضاف «أصيب الخزان في جزئه العلوي، وهناك أضرار كبيرة في السقف أيضاً حيث خلّف (الهجوم) فجوة كبيرة تبلغ مساحتها نحو مترين في مترين»، مشيراً إلى أنّ الهجوم تسبب «بحريق كبير. كان انفجاراً ضخماً لكن تمت السيطرة عليه».
وأفاد مدير المنشأة بأن عملية التوزيع من المحطة التي توفر المنتجات مكررة بما في ذلك وقود الطائرات إلى المناطق الغربية، عادت لطبيعتها في غضون ثلاث ساعات رغم أنّ الخزان المتضرر، وهو واحد من 13 خزاناً، بقي خارج الخدمة.
وتابع الغامدي، «تم إخماد الحريق في وقت قصير جداً. لم يستغرق الأمر سوى نحو 40 دقيقة لإخماد حريق كبير في خزان ضخم كهذا»، مؤكّداً عدم وقوع إصابات في صفوف العاملين في المنشأة، وأن العملاء لم يتأثروا بالهجوم.
وكان الحوثيون المدعومون من إيران، أعلنوا مهاجمة محطة التوزيع «بصاروخ مجنح نوع قدس 2 (...)».
وأكد مصدر مسؤول في وزارة الطاقة السعودية، أن «المملكة تُدين بشدة هذا الاعتداء الجبان، وتؤكد أن هذه الأعمال الإرهابية والتخريبية، التي تُرتكب ضد منشآت حيوية».
وأعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن، في المقابل، تدمير 5 ألغام بحرية زرعها الحوثيون جنوب البحر الأحمر، موضحاً أن الألغام «إيرانية الصنع من نوع صدف».
وقوبل الاعتداء الحوثي على إحدى منشآت أرامكو بموجة تنديد عربية ودولية واسعة.
وأعربت الكويت عن إدانتها وبأشد العبارات «استمرار هذه الأعمال الإجرامية الآثمة والتي تستهدف المدنيين والبنى التحتية وإمدادات الطاقة العالمية والاعتداء على أمن واستقرار المملكة العربية السعودية الشقيقة والمنطقة تستوجب تحرك المجتمع الدولي ولاسيما مجلس الأمن لردع من يخطط ويقف وراءها صيانة للأمن والسلم الدوليين».
وأكدت وزارة الخارجية، في بيان، وقوف الكويت التام مع السعودية و«تأييدها في كل ما تتخذه من إجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها»، وتضرعت إلى المولى سبحانه وتعالى بأن «يحفظ السعودية وشعبها الشقيق من كل سوء».
وشدد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف على أن «هذه الاعتداءات المتكررة والمتعمدة لا تستهدف أمن السعودية فحسب وإنما أمن منطقة الخليج واستقرارها».
وأشارت دولة الإمارات إلى أن الهجوم الإرهابي «دليل جديد على سعي ميليشيات الحوثي الإرهابية إلى تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة».
وندد البرلمان العربي والجامعة العربية والأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، بالهجوم الإرهابي.
وشددت مصر، على رفضها التام لمثل هذه الأعمال التخريبية التي ترتكب ضد منشآت حيوية في المملكة.
وأكد العراق موقفه «بالتصدي لأي اعتداء ورفض التصعيد في المنطقة»، بينما وصف الأردن، الهجوم الإرهابي بـ «الجبان».
ودان وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، الهجوم، لافتاً إلى أن «مهاجمة بنى تحتية مدنية يتناقض مع مزاعم الحوثيين بإنهاء الصراع»، وطالب «الحوثيين بوقف اعتداءاتهم والعمل مع الأمم المتحدة لتحقيق السلام».
وعبّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عن قلقه، معتبراً أن «الهجمات ضد الأهداف المدنية والبنى التحتية تنتهك القانون الإنساني».
وأعلنت وكالة الطاقة الدولية أن «أسواق النفط ما زالت تتلقى إمدادات جيدة بعد الهجوم»، لافتة إلى أن الاعتداء «تذكير بضرورة توخي اليقظة حيال المخاطر التي تهدد أمن الطاقة».
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، أن العلاقات الثنائية بين روسيا والسعودية «اكتسبت طابعاً موسعاً وشاملاً».
وقال، خلال مراسم تسلم أوراق اعتماد سفراء أجانب، بحسب «سبوتنيك»، إن «علاقات روسيا مع السعودية، إحدى الدول الرائدة في الشرق الأوسط، تتطور بشكل متزايد، وقد اكتسبت أخيراً طابعاً واسعاً وشاملاً، وهو ما سهّلته الاتفاقيات التي جاءت عقب زيارة الدولة إلى الرياض في أكتوبر 2019».
وأضاف: «تتعاون روسيا والسعودية بشكل فعال بصيغة أوبك +، ما يساهم بشكل مشترك في ضمان استقرار أسواق الطاقة العالمية، نحن ممتنون جداً» لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وهنأ بوتين السعودية على نجاح قمة العشرين، قائلاً «نتفهم مدى صعوبة الأمر، لكننا سنواصل العمل الجاد لتنفيذ القرارات التي توصلنا إليها».