ركز الرئيس المنتخب جو بايدن جهوده اليوم على تشكيل الفريق الأساسي للعاملين معه في البيت الأبيض في الوقت الذي يواصل فيه الرئيس دونالد ترامب معركته القانونية لتغيير نتيجة الانتخابات لصالحه رغم تزايد العلامات على ضعف موقفه.

وقال مصدر مطلع على التطورات إن عددا من كبار العاملين في حملة بايدن الانتخابية يناقشون أدوارهم في الفترة الانتقالية والإدارة الجديدة التي تتسلم مقاليد الحكم في 20 يناير كانون الثاني المقبل وإن شغل بعض هذه الأدوار قد يتم الإعلان عنه اليوم.

وأضاف المصدر إن من المتوقع أن ينضم النائب الأميركي سيدريك ريتشموند الذي كان رئيسا مشاركا لحملة بايدن والرئيس السابق لتجمع السود في الكونغرس إلى الإدارة في منصب كبير وكذلك ستيف ريكيتي الذي كان مستشارا مقربا من بايدن منذ فترة طويلة. وسيجعل ذلك مقعد ريتشموند في الكونجرس عن ولاية لويزيانا شاغرا.

وذكرت وسائل إعلام أن من المتوقع تسمية جين أومالي ديلون، التي انضمت في أوائل هذا العام لفريق بايدن مديرة للحملة الانتخابية، نائبة لرئيس هيئة العاملين في البيت الأبيض. وهي أول إمرأة تقود حملة ناجحة للديمقراطيين للفوز بالبيت الأبيض.

ولم يرد أي من هؤلاء على طلبات للتعليق وامتنع متحدث باسم بايدن عن التعليق.

ومن المنتظر أيضا أن يتلقى بايدن الديمقراطي تقريرا من مستشاريه عن الأخطار التي تتهدد الأمن القومي. وكان ترامب الذي لم يسلم بالهزيمة في الانتخابات التي جرت قبل أسبوعين قد منع بايدن من الإطلاع على تقارير المخابرات السرية التي تقدم في العادة للمرشح الناجح في الانتخابات خلال الفترة الانتقالية.


وفي مؤشر على تحديات الأمن القومي التي سيرثها بايدن نشرت رويترز تقريرا مساء يوم الاثنين قالت فيه إن ترامب طلب في الأسبوع الماضي بحث خيارات لمهاجمة الموقع النووي الرئيسي في إيران لكنه قرر في النهاية التراجع عن هذه الخطوة الخطيرة.

من ناحية أخرى ينقل ترامب الجمهوري مساعيه المتعثرة لإلغاء انتصار بايدن إلى محكمة اتحادية في ولاية بنسلفانيا حيث من المرجح أن تؤدي أي انتكاسة قانونية أخرى إلى القضاء على الاحتمالات البعيدة لتحقيق مبتغاه.

وسينظر القاضي ماثيو بران الدفوع في دعوى رفعتها حملة ترامب في 9 نوفمبر طلبت فيها منع أكبر مسؤولي الانتخابات في الولاية من إعلان فوز بايدن.

وتركز حملة ترامب على إدعاء بأنه تم السماح للناخبين بتعديل أوراق التصويت المرفوضة بسبب أخطاء فنية مثل عدم وجود "مظروف السرية".

وطلب ثلاثة محامين آخرين يمثلون حملة ترامب الانسحاب من الدعوى يوم الاثنين بعد أن انسحبت شركة قانونية إقليمية بارزة من الدعوى الأسبوع الماضي. ووصف مستشار قانوني لترامب التغييرات في اللحظات الأخيرة بأنها "روتينية".

وحتى الآن كان الفشل الذريع مصير جهود ترامب الغاضبة لدفع المحاكم لإلغاء نتائج الفرز أو تأجيل إعلان النتائج في ولايات رئيسية.

ويوم الاثنين قالت لجنة الانتخابات في ولاية ويسكونسن إن إعادة فرز الأصوات ستبلغ كلفتها نحو 7.9 مليون دولار وهو مبلغ ستضطر حملة ترامب لدفعه مقدما إذا طلبت إعادة الفرز.

وعلى وسائل التواصل الاجتماعي ظل ترامب على غضبه وعناده في الوقت الذي أكدت فيه شخصيات بارزة من الجمهوريين في الكونجرس وغيره بصفة غير رسمية أنه يجب اعتبار بايدن رئيسا منتخبا.

ويوم الاثنين دعا بايدن ترامب من جديد إلى التعاون في نقل السلطة قائلا إن الأمر يتعلق بأرواح الناس بسبب جائحة كوفيد-19.

غير أنه أصر على أن رفض ترامب التسليم بالهزيمة لا يعطل مساعيه في الفترة الانتقالية. وأضاف "أجد ذلك أكثر إحراجا للبلاد من إضعاف قدرتي على الشروع في العمل".