بإطلالتين بحرية وبرية وتاريخ تليد يعود إلى العصر الحجري، تواجه منطقة الصبية التاريخية الإهمال والنسيان فعلى مقابرها وآثارها التراثية تراكمت النفايات والقمامة ومخلفات أهل «المكاشيت».
إطلالة الصبية أضحت أسيرة لـ«شيلات» وأغاني المتنزهين وعبث طال جمالها وشوه ملامحها وطبيعتها الخلابة المطلة على ساحل الجون والتلال الحمراء، بسبب سهولة الوصول لها من قبل المتنزهين الذين يسلكون جسر جابر للوصول إلى الصبية في أقل من 30 دقيقة، ما جعلها وجهة سهلة للتنزه وفرصة للترويح عن النفس، وقضاء أوقات في أجواء جميلة، لا سيما في ظل منع التخييم بسبب الإجراءات الصحية لمواجهة فيروس «كورونا» المستجد.
وفيما تعتبر منطقة الصبية من المناطق الغنية بالآثار التاريخية وتجتذب الآلاف من محبي البر خلال فصلي الشتاء والربيع وفي فترات الجو المعتدل، طالها النسيان الحكومي وغياب جهات الدولة المعنية في تطويرها، ما جعلها تتحول مكباً للنفايات بسبب سلوك غالبية مرتاديها.
وخلال جولة لـ«الراي» في الصبية، أشار بعض مرتادي البر إلى ضرورة وجود ثقافة بأهمية النظافة والمحافظة على البيئة البرية في المجتمع، مطالبين بتجنب السلوكيات التدميرية للبيئة مثل قطع الأشجار ورمي المخلفات في الطرقات، مع التشدد في عدم ترك النفايات في أماكن المتنزهين.
وأكدوا أيضاً أهمية تثقيف الصغار للحفاظ على نظافة البر، وعدم رمي القمامة في غير الأماكن التي خصصت لها، مذكرين بضرورة تطبيق قانون البيئة الذي يخالف غير الملتزمين.
وفي هذا السياق، طالب سالم الشمري، وهو أحد مرتادي البر، بالمساهمة الجادة والفاعلة في مسؤولية حماية مواردنا الطبيعية وبيئتنا، وأن تكون هذه المساهمة ترجمة حقيقية وصادقة، موضحاً أنه خلال رحلات التخييم المتكررة للبر، نرى غياب الوعي بضرورة المحافظة على البيئة لدى الكثير من مرتادي البر، حيث يترك البعض مخلفات الشواء وعلب المشروبات الغازية والأكياس البلاستيكية، من دون أن يبادر لجمعها ووضعها في مقالب القمامة، فتلك المخلفات تسبب الأذى للإنسان والحيوان أيضاً، وتؤثر على البيئة البرية التي يوجد بها الكثير من النباتات الصحراوية والحيوانات.
بدوره، أكد منصور ناجي أن مخلفات رحلات البر تشوه المظهر الجمالي العام للمناطق الصحراوية، مضيفاً أن «المناطق البرية تعد عامل جذب سياحي للمواطنين والمقيمين على حد سواء، والاهتمام بالبيئة الصحراوية يعد أحد المواضيع الرئيسية التي أولتها الدولة أهمية قصوى، من خلال إطلاق الكثير من الحملات التثقيفية البيئية، ولكن مازال البعض يقوم بممارسات سلبية تؤثر على جماليات البيئة الصحراوية».
أما سلطان شاهر، الذي يحرص هو وعائلته على تجميع المخلفات في مكان تخييمه، ووضعها في سلة المهملات، فهو يطالب أبناءه في كل رحلة برية بالمحافظة على النظافة وإعطاء صورة إيجابية للبيئة الصحراوية، لافتاً إلى أن التقدم العلمي والتكنولوجي في مجال الصناعة أدى إلى اكتشاف مواد كيماوية خطرة على صحة الإنسان، لذا أصبح من الضروري المحافظة على نظافة البيئة من الجمهور، وهذا واجب وطني ومسؤولية يتحملها الجميع كباراً وصغاراً.
ظواهر سلبية
ذكر عدد من مرتادي البر في «كشتات»، أنه لابد من محاربة ظاهرة قطع الأشجار، أو تجريف التربة، أو إلقاء مخلفات الشواء، أو صيد الطيور، أو إزعاج الناس، بهدف الحرص على نظافة الحياة البرية وخلق بيئة آمنة للأجيال القادمة.
كما طالبوا بالتواجد في أماكن الكشتات البرية، مثل نهاية جسر جابر والصبية وكاظمة، وغيرها من الأماكن القريبة من المدينة ويرتادها محبو البر للترفيه، وذلك لتنظيف تلك الأماكن ووضع صناديق لجمع القمامة.