دعا المشاركون في الندوة الافتراضية التي نظمها مكتب الأمم المتحدة في الكويت، صباح أمس، برعاية وزارة الإعلام بعنوان «دور الإعلام في مواجهة المعلومات المغلوطة بهدف تعزيز التماسك الاجتماعي» إلى استمرار التصدي للإشاعات والمعلومات المغلوطة المتعلقة بجائحة فيروس «كورونا» المستجد (كوفيد 19)، مشيدين بمساهمة الكويت في التعاون مع المجتمع الدولي في مواجهة الوباء.
وأكد الوكيل المساعد لقطاع الإعلام الخارجي بوزارة الإعلام فيصل المتلقم أن الكويت كانت ولا تزال تعمل ضمن المنظومة الدولية، وتؤمن أشد الإيمان أنها جزء يتأثر بمحيطها وما يحدث حولها، موضحاً أن الكويت تصدت لآفة المعلومات المغلوطة والإشاعات خلال فترة الجائحة، وما زالت المواجهة مستمرة.
وأضاف: «نحن في دولة الكويت لم نكن في منأى عن هذه المواجهة الإعلامية التي لا تقل خطورة عن (كوفيد 19)»، مشيراً إلى أن الكويت قامت عن طريق مركز التواصل الحكومي التابع لمجلس الوزراء بتوجيه الجهات الرسمية للتصدي لآفة الإشاعات والأخبار والمعلومات المغلوطة.
وأشار إلى أن «وزارة الاعلام سخّرت جهودها كافة عبر قنواتها المتعددة المرئية والمسموعة والمقروءة، للتصدي للإشاعات والأخبار المغلوطة التي وجدت في وسائل التواصل الاجتماعي مكاناً لها وطريقاً سريعاً لانتشارها، والتي من شأنها أن تستهدف زعزعة الأمن في المجتمع وتعريض حياة الآخرين إلى الخطر عن طريق إعطاء المعلومات الخاطئة حول الفيروس، وطرق الوقاية لا تقوم على أساس علمي» وفي كلمته، قال ممثل الأمين العام للأمم المتحدة المنسق المقيم لدى دولة الكويت الدكتور طارق الشيخ «إن وسائل الإعلام هي منابر اجتماعية قوية للغاية، تمارس تأثيراً كبيراً على الرأي العام، كما تسلط الضوء على أصوات الفئات الأكثر ضعفاً مثل اللاجئين والمهاجرين وغيرهم الكثير من الفئات المستضعفة».
من جانبه، أكد رئيس مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون المهاجرين الدكتور سامر حدادين، أن أحد أخطر التحديات التي واجهها العالم هو انتشار المعلومات المغلوطة وتوفير تغطية إعلامية مسؤولة في أوقات الأزمات الصحية والإنسانية.
وأضاف «أن حالات الطوارئ العامة، مثل حالة الطوارئ الصحية العامة لانتشار فيروس كوفيد-19، لا تكشف فقط عن أوجه عدم المساواة والتمييز المنهجية السائدة والسابقة لها بالوجود، ولكنها قد تخلق أيضاً مخاطر لمزيد من التمييز والاستبعاد للمهمشين من الأفراد والجماعات والمجتمعات المستضعفة، كما تخلق حالات الأزمات أو حالات الطوارئ العامة أيضاً مخاطر لانتشار خطاب الكراهية عبر الإنترنت وخارجها والتي تستهدف الأشخاص المشمولين بولاية المفوضية وتسهم في زيادة صعوبة مهمتها المتمثلة بتوفير الحماية وإيجاد الحلول الدائمة، مما قد يؤثر سلباً على حياة ما يزيد على 79.5 مليون لاجئ ونازح داخلي وعديم جنسية حول العالم».
وأضاف: «للإعلام دور محوري وأساسي لا يتوقف فقط عند حد نشر الأخبار بل يمتد ليشمل جوانب توعوية وتثقيفية تحد من خلق أزمات أخرى وتسعى لتوحيد صفوف المجتمع، إن الفترة الاستثنائية التي يمر بها العالم أجمع تستدعي تحري الدقة ودحض أي خطابات وتوجهات من شأنها أن تزعزع وحدة المجتمعات وتكاتفها».