ترى الممثلة اللبنانية سيرينا الشامي، أن معايير مهنة التمثيل تغيّرت حالياً، إذ لم يَعُدْ الأداءُ الجيد هو الأساس فحسب بل هناك أشياء أخرى إلى جانبه.

الشامي التي أطلّت أخيراً في مسلسل «مِن الآخِر»، باشرتْ تصوير عملٍ جديد بعنوان «خرزة زرقاء» من إنتاج شركة «الصبّاح» وكتابة كلوديا مرشليان، موضحة عبر «الراي» أنها ستقدّم دوراً جديداً من خلاله، ولافتة إلى أنها لم تقرر حتى الآن إذا كانت ستنغمس في الدراما، أم تكتفي بالمشاركة في أعمال معيّنة، لكن من دون الدخول في لعبة تغيير الشكل و«السوشيال ميديا».

وسط إشادةٍ لافتة بك وبموهبتك، شاركتِ في أكثر من مسلسل تلفزيوني وآخِرها «مِن الآخِر»، فهل تشعرين بأنك نلتِ حقَّك كممثلة؟

- لا أعرف. في الأساس، الممثّل هو مَن يحدد أهدافَه وما الذي يريده من المهنة، وعلى هذا الأساس يستخلص إذا كان نال حقّه أم لا.

أثناء دراستي للمسرح في الجامعة، لم تكن نجومية التلفزيون هدفاً بالنسبة إليّ، بينما مَن تكون النجومية هدفه فإنه يفعل أي شيء كي يحقّقها.

أحبّ التمثيل كمهنة، وأفرح بالأدوار الصغيرة التي أقدمها على الشاشة، لأن متعتي الأكبر كممثّلة هي على الخشبة وليس في التلفزيون.

مع غياب دور المُخْرِجين في اختيار «كاست» العمل، ألا تعتقدين أنه يفترض بالمُنْتِّجين أن يلتفتوا إلى الممثلات البارعات والحرص على إسناد أدوار مهمة لهن؟

- معايير المهنة تَغَيَّرَتْ حالياً، ولم يَعُدْ الأداءُ الجيد هو الأساس فحسب بل هناك أشياء أخرى إلى جانبه، بينها «السوشيال ميديا» وكيفية طرْح الفنان لصورته عبرها، والشكل.

صنّاع الدراما يهمّهم بيع أعمالهم، وهذا «بزنس» في طبيعة الحال، ولذا هم يعتمدون على المعايير التي تساعدهم في تسويق أعمالهم، وهي لا ترتكز على التمثيل لوحده، رغم أنه مهم جداً.

وفي رأيي أن أي ممثل لا يمكن أن يصبح نجماً (مع أني لا أحب كلمة نجم) من خلال عمل واحد، بل يفترض أن يكون قد أثبت نفسه وموهبته، ما يتيح له فرصة الاستمرار في لعب أدوار البطولة الأولى.

بما أنك تملكين الموهبة، فهل هذا يعني أن شكلك لا يساعدك كي تكوني بطلة أولى، خصوصاً أن الحصول على شكل جميل أصبح متاحاً وبمتناول الجميع في ظل انتشار عمليات التجميل وتوافرها بسهولة؟

- أنا ضدّ عمليات التجميل، وهي لا تدخل في صلب قناعاتي.

صحيح أنه توجد عيوب جمالية في وجهي، ولكنها من طبيعتي كإنسانة وأنا أحبّها.

ربما تتطلب المعاييرُ الشكلية الحالية عدم وجود أي خطأ جمالي في الوجه، وهذا الأمر يُزْعِجُني وهو أحد تعبيرات المجتمع الذكوري.

أرفض الشكل الموحّد الذي يُعتمد في عمليات التجميل، لأنه يجعل كل النساء متشابهات.

وكأن الأمر أصبح شبيهاً بموضة الملابس.

لكنّ عدداً كبيراً من النجمات العالميات ممن دخلن مجال التمثيل، كن ملكات جمال وعارضات أزياء وخضعن للتجميل؟

- هذا صحيح، وينطبق على النسبة الأكبر منهن.

الممثلات العالميات خضعْن لعمليات تجميل في الوجه، ولكنهن لم يبالغن فيها، بل بقيت وجوههن أقرب إلى الطبيعة.

وهن لسن مستنسَخات، بينما عند الممثلات العربيات هناك شكل معيّن للفم والخدّين وفتحة العينين.

صحيح أنني ضد هذا المبدأ، ولكنني لا أدين مَن خضعن لمثل هذه العمليات لأنني أؤمن بالحرية المطلقة.

وهل يمكن أن تلجأي إلى التجميل إذا تَطَلّبَتْ منك مهنة التمثيل ذلك؟

- بل هي تتطلّب، ومَن يدخل مهنة التمثيل يدرك هذا الأمر جيداً، وعليه أن يتخذ قراراً.

وبصراحة، لم أتخذ قراراً مماثلاً، ولا أعرف حتى الآن إذا كنت سأنغمس في الدراما أم لا، وهل سأكتفي بالمشاركة في أعمال معيّنة تُعْجِبُني مع شركة إنتاج محترَمة كشركة «الصبّاح»، ومن دون الدخول في لعبة تغيير الشكل و«السوشيال ميديا» كونهما عنصريْن مكمّليْن لبعضهما، أم أنني سأركز على المسرح، أو ربما أتجه نحو التعليم من دون انتظار دورٍ في مسلسل من هنا وآخَر من هناك.

كلامك يعني أنه لو عُرض عليك دور البطولة في مسلسلٍ تلفزيوني مقابل إجراء تجميل لأنفك، فإنك سترفضين؟

- أنا ليّنة ولستُ عنيدة. صحيح أنني أفكر حالياً بهذه الطريقة، ومَن يدري قد أتراجع عن قراري لاحقاً.

ولكن الوقت يمرّ، وهناك ممثلات أصبحن بطلات في الدراما بعد عملين أو ثلاثة أعمال فقط؟

- هذا صحيح، لكن لكل عمرٍ أدواره.

كل شيء يرتبط بهدف الفنان، ولو أن هدفي من التمثيل هو البطولات، لكنت ركّزتُ على هذا الموضوع في سنّ أصغر.

وهل هذا يعني أنك مُبْعَدَة عن أدوار البطولة؟

- لعبتُ أدوار البطولة في السينما في فيلميْن، وفيلمي الجديد سيُعرض خلال الفترة المقبلة. كما لعبت بطولات في المسرح.

- يُزْعِجُني كثيراً أن الناس يعتبرون أن الممثّل أو الممثلة ناجحان لمجرد تأديتهما أدوار البطولة، مع أنهما يمكن أن يلعبا أدواراً رائعة ويستمتعان بها حتى لو لم تكن أدوار بطولة.

في غالبية الأحيان تكون أدوار الممثلين الثانويين مركّبة أكثر من أدوار أبطال العمل.

وهذا يعني أنك يمكن أن ترفضي أدوار البطولة لأن الأدوار الثانوية تكون أصعب وأهمّ؟

- لو أردتُ أن أكون مثاليةً في جوابي فسأقول نعم، ولكن جوابي لن يكون صادقاً. الممثل يمكن أن يقبل بأدوار البطولة لأنها تكون جميلة أحياناً، أو لأنه يشعر بأنه بحاجة لهذه الأدوار كمكافأة له، أو لأنها تؤمّن له أجراً مادياً أكبر. لستُ جازمةً في هذا الموضوع، وقراري في النهاية يرتبط بالعروض التي تصلني وبمتطلّباتي على أكثر من مستوى.