اعتبرت صحيفة «واشنطن بوست»، أن الرئيس دونالد ترامب «الغاضب والمضطرب يمكنه أن يلحق أضراراً كبيرة»، قبل مغادرته البيت الأبيض في 20 يناير المقبل من خلال قرارات مؤثرة، قد تشمل طرد مسؤولين كبار في الاستخبارات والأمن القومي، إلى إصدار العفو عن بعض رفاقه، وعن نفسه شخصياً، مروراً بإصدار قرارات تنفيذية، واتخاذ إجراءات مفاجئة يمكن أن تؤثر على السياسات الخارجية للولايات المتحدة.

ومن المعروف أن معظم مسؤولي إدارة ترامب سيغادرون مناصبهم في 20 يناير، لكن موظفين رفيعي المستوى سيبقون، ومنهم مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) كريستوفر راي، الذي رشحه ترامب نفسه ووافق مجلس الشيوخ على تعيينه صيف عام 2017. وقال الأستاذ في جامعة جورج واشنطن والخبير في الدراسات الحكومية، كايسي بورغات، لموقع «سكاي نيوز عربية»، إن ترامب «لا يزال بوسعه طرد موظفين حاليين من الإدارة، أو تعيين مسؤولين جدد». وتحدث عن تقارير تفيد بأن «ترامب قد يطرد مديرة الاستخبارات المركزية جينا هاسبل، ووزير الدفاع مارك إسبر». لكن بورغات أضاف أن ترامب سيكون صعباً عليه «أن يطرد مدير أف بي آي، لأن هذا المنصب يعتبر أكثر استقلالية، ويخدم العاملون فيه لمدة عشر سنوات».

وفي ما يتعلق بالعفو، فقد أصدر رؤساء سابقون عدة، خلال أيامهم الأخيرة في مناصبهم، قرارت بالعفو، مثلما حدث في آخر عهد الرئيس الأسبق بيل كلينتون، الذي أصدر عفواً عن أخيه غير الشقيق روجر كلينتون، والملياردير الهارب آنذاك مارك ريتش.

وبإمكان ترامب أن يعفو، على سبيل المثال، عن مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين. ومن بين الأوامر التنفيذية التي يمكن لترامب إرباك الإدارة الجديدة فيها، تفكيك برنامج «داكا»، الذي بدأه الرئيس الأسبق باراك أوباما عام 2012، ويؤمن الحماية لأكثر من 700 ألف مهاجر شاب، كانوا مهددين بالترحيل. ويعلق بورغات بأن ترامب «قادر الآن على إصدار أوامر تنفيذية تتعلق بالشؤون الداخلية، لكن إدارة (الرئيس المنتخب جو) بايدن سيكون بمقدورها إبطال تلك الأوامر فور تسلمها سلطاتها».

بعض الاحتمالات الأكثر إثارة للقلق، تتعلق بالشؤون الخارجية، ولا سيما بتهديدات ترامب، قبل الانتخابات، بإلغاء سنوات من الجهود الديبلوماسية وعمل القوات الأميركية في العراق وأفغانستان.

وكتبت «واشنطن بوست» أن ترامب قد يحجم عن الإقدام على تلك الأعمال حفاظاً على مستقبله السياسي، ولكن إذا لم يفعل ذلك - وهو الأمر المرجح - فإن مسؤولية منع الرئيس من إلحاق المزيد من الضرر بالأمن القومي تقع على عاتق كبار السياسيين الجمهوريين، بمن في ذلك حلفاء ترامب المقربون مثل السيناتور ليندسي غراهام ورون جونسون.

وقال بورغات، إنه «بمقدور ترامب أن يصدر أوامر تنفيذية بسحب القوات من مناطق كالعراق وأفغانستان، لكن الإدارة الجديدة ستستطيع مراجعة أي قرار» فور تسلمها السلطة.

وأضاف أن ترامب يمكنه أيضاً، أن يعمد إلى عرقلة الانتقال السلمي للسلطة إلى إدارة بايدن، من خلال «الامتناع عن إعطاء الإدارة الجديدة ما يلزمها من خبرات ومعلومات عن مختلف الوكالات».

لكن بايدن يتمتع بخبرات كافية من خلال عمله السابق في البيت الأبيض، ما سيجعل أي خطوة يقدم عليها ترامب، بلا معنى.