في كلمة افتتاح دور الانعقاد العادي الـ 49 لمجلس الشورى القطري - غير المنتخب - حدد أمير قطر الشقيقة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني موعداً جديداً لاختيار أعضاء مجلس الشورى المنتخب، وإجراء أول انتخابات عامة في شهر أكتوبر المقبل عام 2021، استناداً إلى مواد الدستور القطري الذي استُفتى عليه في عام 2003 وصدر عام 2004، وبهذه الخطوة تكون الشقيقة قطر قد قامت بخطوة مهمة جداً في تاريخها الديموقراطي من خلال تعزيز تقاليد الشورى القطرية وتطوير عملية التشريع البرلماني في مشاركة شعبية أوسع.

فقد أثبتت قطر لكل دول العالم مدى شفافية نظام الإمارة المستند إلى تقاليد راسخة من الحكم العادل المرتبط بالشعب بالمبايعة، وعلاقات الولاء والثقة المتبادلة والتواصل المباشر بينه وبين المجتمع، أي أن الانتخابات البرلمانية ليست معيار الهوية الوطنية، وإنما تبلورت هوية الشقيقة قطر عبر الزمان، وها هنا تظهر في أبهى صورها من تضامن وتماسك مجتمعها، وأيضاً في قيمه الأخلاقية السمحة وحب شعبه لوطنه الغالي.

لقد نص الدستور الجديد على الدعوة إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة لشغل 30 مقعداً في مجلس الشورى، الذي يقدم المشورة للحكام بالوراثة، بينما يعيّن الأمير 15 نائباً في المجلس المقبل، والعمل على توسيع سلطة المجلس لتشمل القدرة على إقالة السادة الوزراء، وتقديم العديد من الاقتراحات والتشريعات الخاصة به، إضافة إلى الإصلاحات والتطور في عملية الحريات، مثل إعطاء المرأة القطرية حقوقها في تمثيل المرأة في جميع المحافل المحلية والدولية، وإعطائها أعلى المناصب، وتكريس حقوق العمال في جميع قطاعات العمل.

كما أشار أمير قطر الشيخ تميم الملقب «بتميم المجد»، إلى موقف قطر الصلب من القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، والتي لا يستطيع أن ينازع عليها أحد منذ تاريخ اقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67، وحتى يومنا هذا، ووجوب إيجاد حل عادل لقضية اللاجئين ووقف عملية الاستيطان الإسرائيلي.

وفي كلمة تاريخية وإنسانية أشار أمير قطر إلى أن الأمة العربية، فقدت في هذا العام رجلين «قائدين من أعظم رجال الخليج» وهما السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله وأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح رحمه الله، الذي عمل بكل ما أوتي من قوة للتوفيق بين الدول العربية، وإصلاح ذات البين في دول الخليج قائلاً: «لن ننسى مواقفه النبيلة معنا»، نعم تلك هي كلمات أخوية من ذهب رسمها الشيخ تميم لتستلهم دول مجلس التعاون الدروس من اعتدال وحكمة الفقيدين تجاه القضايا العربية والخليجية والدولية.

ونحن بدورنا لن ننسى وقفتكم الأخوية تجاه الكويت، فقد امتازت العلاقات الكويتية ـ القطرية بكثير من الوقفات الإنسانية على جميع الأصعدة، وبالتالي كان دور أمير الكويت الراحل وسيطاً فاعلاً خلال الأزمة الخليجية الماضية، لذلك ليس غريباً عليكم بأن تدشنوا في قطر محور طريق يحمل اسم أمير الإنسانية الراحل الشيخ صباح الأحمد، فقد جاءت تسمية المحور تقديراً لمواقفه الحكيمة وجهوده المتواصلة للمحافظة على أمن واستقرار المنطقة، ولمّ الشمل الخليجي الواحد، فهي بالطبع هدية قطرية ثمينة للكويت الشقيقة، ولن ينساها شعب الكويت على مر السنين، ولن ينسى حضوركم الشخصي لتقديم واجب العزاء في وفاة أمير الإنسانية، لانكم حظيتم بتقدير كبير من الشعب الكويتي.

فالبوادر القطرية متعددة، وهي تجسد عمق العلاقات الثنائية التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين، وهي بالتأكيد محل تقدير وحب كبير في قلوب الكويتيين.

حفظ الله الكويت وقطر من كل مكروه.

Alifairouz1961@outlook.com