بات جو بايدن، أوّل رئيس كاثوليكي يصل إلى البيت الأبيض منذ انتخاب جون كينيدي في عام 1961، وأمام تحديات كبرى لناحية إثبات الفصل بين إيمانه وبين عمله السياسي.
قبل ساعات من انطلاق الانتخابات، الثلاثاء، نشر بايدن على «تويتر»، شريطاً مسجلاً قصيراً، يحكي فيه عن التوافق بين عقيدته الكاثوليكية الاجتماعية ووجهات نظره السياسية.
وقال إنّ من أولوياته «صون إخوته والتفكير بمعاناة الآخرين». وأضاف أنّه تربّى على قيم «النزاهة والكرم ومعاملة الآخرين باحترام ومساواة».
وفي دورة انتخابية لعب فيها الدين دوراً كبيراً، اختارت حملة بايدن شعار «استعادة روح أميركا»، كنوع من التشديد على «تقوى» المرشح الرئاسي السبعيني.
وكتبت الصحافة الأميركية كثيراً عن اهتمام بايدن الكبير بممارسة الشعائر الدينية، كما ظهر مرّاراً، وفي يديه، مسبحة.
لكن بايدن من أنصار «الخيار الحرّ»، أي عدم تجريم الإجهاض. وذلك برأي بعض الكاثوليك الأميركيين، خيانة للعقيدة، إذ إنّ الكنيسة الكاثوليكية، من أبرز المناهضين للإجهاض، وتعدّه قتلاً.
ويعتبر آخرون أنّ سياسات بايدن، ستكون أكثر رأفة عندما يتعلق الأمر بالخيارات الاقتصادية والعنصرية والهجرة والضرائب وحكم الإعدام والخطط الصحيّة.
وبحسب دراسة لمعهد بيو للأبحاث، يصف 48 في المئة من الناخبين الكاثوليك أنفسهم، بالجمهوريين، و47 في المئة، بالديموقراطيين.
في 1960، قال كينيدي أمام حشد من الناخبين البروتستانت: «أنا مرشح الديموقراطيين لرئاسة الجمهورية، الذي صادف أنّه كاثوليكي. أنا لا أنطق باسم كنيستي في الشؤون العامة، وكنيستي لا تنطق باسمي». وكان ينظر بعين الريبة إلى الساسة الكاثوليك في الولايات المتحدة خلال الخمسينات، لأنّ إيمانهم يحتّم عليهم الانصياع لأوامر الكنيسة وتوجيهاتها. فأيّ كاثوليكي ممارس، يؤمن بأنّ تعاليم الكنيسة هي الخلاص.
وللمفارقة، كانت إحدى نظريات المؤامرة الشائعة حول اغتيال كينيدي في 1963، أنّ الهدف كان إزاحة الرئيس الكاثوليكي الأول عن الحكم.
وخلال الولايات الرئاسية القليلة الماضية، خاض بعض المرشحين الكاثوليك الانتخابات التحضيرية، لكنّ أحداً منهم لم يصل إلى نهاية السباق، باستثناء جون كيري الذي خسر بمواجهة جورج بوش الابن في 2004.