ماذ قيل عن الظلم... شرعاً وعرفاً وتقليداً؟ الكثير قيل... إلى درجة أننا بلغنا حداً فيه قد تعددت أشكال الظلم... وأخطرها عندما ترى بعينيك المجردتين حقك يضيع، وبين يديك أحكام قضائية وتكتب عنها وتخاطب أصحاب القرار الكبار، ثم يبقى وضعك على ما هو عليه لسنوات عدة.

هذا ما شعرته من صديق عزيز... زُوّر توقيعه وهو خارج البلاد، والتقارير تؤكد التزوير والأحكام تنصفه وفي الآخر، منع من السفر، ووقف للقرض الإسكاني، وبيع لممتلكاته ومدخراته وحجز على الراتب، (وهذه في حد ذاتها كارثة تجاوزت حد الظلم).

لدينا من التفاصيل الشيء الكثير، ونخشى أن يشعر المظلوم بأنه لا سبيل لإنصافه، وأن رموز الفساد أقوى من سلطة القانون.

ماذا عساي أن أقول له؟ حاولت أن أمتص غضبه وأهدّئ من نبرة صوته الحزينة، وهو منذ عام 2014 يروي لي كصديق مقرب له تفاصيل روايته التي تستحق أن تكتب كسيناريو لأوجه الظلم، التي قد يتعرض لها آخرون.

قلت له، وسّع بالك فنحن مع عهد جديد وإن شاء الله تأخذ حقك... فكل ما يحدث لي ولك هو خير ومكتوب، ولا تيأس وتقنط من رحمة الله.

ضع نفسك مكان صديقنا هذا... تخيل أنك تُمنع من السفر ويُحجز على راتبك، وتتلقى التبرعات من ربعك المقربين وأنت بين يديك أحكام صريحة، ولكن وقع عليك ظلم وتزوير، تخيل الوضع وأنت تجلس بين أولادك منعماً وفي راحة وبحبوحة من العيش، وفجأة يُزوّر توقيعك وتصبح مطالباً من الجهات المُزوِّرة ولا أحد يعينك.

تخيل الوضع، عندما تتحدث مع رجال القانون يأتيك الرد بشكل عجيب غريب «معقولة... لا ما يصير»... إنها حتى في الخيال لا تحصل، لكنها حصلت والحمد لله أولاً وأخيراً.

لهذا السبب كتبت هذا المقال لعل قلباً من قلوب أصحاب القرار الكبار يرقّ على صديقنا، ويجلس معه ليرى العجب العجاب.

سألنا رجال قانون كثراً، وأبدوا استغرابهم فقضية حجز الراتب في حد ذاتها - من دون طلب من جهة قضائية (إدارة التنفيذ) - مأساة.

أقولها وبصراحة يغلفها طابع حزين وشبه يائس... اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات.

الزبدة: هذه حكاية صديقنا ومعلومة لدى الكثير من أبناء الكويت الشرفاء، أضعها بين أيديكم لعل الله يهدي قلب أحدكم ممن له علاقة بأصحاب القرار الكبار ويحاول إيصال الرسالة.

يقول المولى عزّ شأنه: «وما الله يريد ظلماً للعباد»، وفي الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال: «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا».

ارحموا المظلومين وأنصفوهم قبل أن نهلك جميعاً... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com Twitter: @Terki_ALazmi