في مسعى لاحتواء التفشي السريع لفيروس كورونا المستجدّ، فرضت إنكلترا أمس، إجراءات عزل جديدة لمدة شهر على سكانها، في حين سجّلت الولايات المتّحدة عدداً قياسياً من الإصابات بلغ 205 آلاف خلال 48 ساعة.

وأوروبا هي المنطقة التي تسجّل أسرع تفشٍ للفيروس في العالم: وأحصت أكثر من 11 مليون إصابة نصفها في روسيا وفرنسا وإسبانيا وبريطانيا. على الصعيد العالمي، أودى الوباء بحياة ما لا يقلّ عن 1,23 مليون شخص أُحصي العدد الأكبر منها في الولايات المتحدة (238,8).

بعد إيرلندا وفرنسا، فرضت إنكلترا عزلاً جديداً على سكانها البالغ عددهم 56 مليون نسمة، الأمر الذي أثار استياء أصحاب الحانات التي تعاني كثيراً بعد إغلاق استمرّ أشهراً في الربيع الماضي.

وحتى الثاني من ديسمبر، ينبغي على المتاجر غير الأساسية في إنكلترا الإقفال، فيما سيُسمح للمطاعم والحانات والمقاهي بتقديم فقط خدمات توصيل الطعام أو تسليم الطعام ليحمله الزبائن معهم من دون إمكانية الجلوس. في المقابل، ستبقى المدارس مفتوحة.

ولتهدئة المخاوف، وعد رئيس الوزراء بوريس جونسون بأن هذا الإغلاق سينتهي في الثاني من ديسمبر. وقال: «آمل بشدة أن نتمكن من إعادة تسيير البلد وإعادة فتح الشركات والمتاجر مع اقتراب عيد الميلاد». ودفع ارتفاع عدد الإصابات نظام «إن إتش إس»، وهو النظام الصحي العام في إنكلترا، للانتقال إلى أعلى مستويات الجهوزية للاستعداد للطوارئ.

وبريطانيا هي الدولة الأكثر تضرراً من الوباء في أوروبا مع نحو 48 ألف وفاة.

في إيطاليا، التي لا تزال تحت تأثير صدمة الموجة الأولى من الوباء في الربيع، وقّع رئيس الوزراء جوزيبي كونتي مرسوماً لمدة شهر يفرض حظر تجوّل اعتباراً من أمس وسيُمنع التنقل بين الساعة العاشرة مساءً (21,00 ت غ) والخامسة فجراً حتى الثالث من ديسمبر.

ويسود القلق في قبرص، التي فرضت حظر تجوّل ليلي على كامل أراضيها حتى 30 نوفمبر، بينما تعيد اليونان فرض حجر اعتباراً من غد السبت ولمدة ثلاثة أسابيع.

وأغلقت هولندا لمدة أسبوعين المتاحف ودور السينما وحدائق الحيوانات، فيما تفرض النمسا حيث تم تحديد اللقاءات الخاصة بأشخاص من أسرتين كحدّ أقصى، حظر تجوّل ليلياً.

ووضعت الحكومة السويسرية، الجيش، بتصرف الكانتونات التي تحتاج مساعدته في ظل الضغط الذي تشهده المستشفيات.

في السويد، عزل رئيس الوزراء ستيفان لوفين وزوجته نفسيهما، بعدما اكتشف أن أحد المقربين منه قابل شخصاً ثبتت بعد ذلك إصابته بـ «كوفيد - 19». وأعلنت الكنيسة الصربيّة الأرثوذكسيّة، الأربعاء، أنّ رئيسها البطريرك إيريني (90 عاماً) أُدخل المستشفى بعد ثبوت إصابته بالفيروس.

وقررت الدنمارك إعدام نحو 15 مليون من حيوان المنك الذي يربى في مزارع على أراضيها لاستغلال فرائه بسبب رصد طفرة لمرض «كوفيد - 19» لديه انتقلت حتى الآن إلى 12 شخصا وتهدد فعالية اللقاح المستقبلي. من ناحيتها، منعت الصين الأربعاء المسافرين الأجانب الآتين من بريطانيا وبلجيكا من دخول أراضيها بسبب تفشّي الوباء، وشدّدت القيود المفروضة على المسافرين الآتين من دول عديدة، من بينها فرنسا والولايات المتحدة وألمانيا وسنغافورة وكندا.

وكان العملاق الآسيوي الذي ظهر فيه للمرة الأولى الفيروس المستجدّ في نهاية العام الماضي، نجح في غضون أشهر قليلة في السيطرة على الوباء.

وأظهرت دراسة نشرتها الأربعاء مجلة «بي إم جي» البريطانية الطبية، أن تأخير تلقي علاج بالنسبة الى مريض يعاني من مرض السرطان لشهر واحد فقط، قد يزيد من احتمالات وفاة المريض.

واعتبر معدّو الدراسة أن هذه الخلاصات «تدعو للتفكير»، في وقت أُرغم عدد كبير من المستشفيات على تغيير مواعيد عمليات جراحية اعتُبرت «غير طارئة» بهدف زيادة عدد الأسرّة وعدد أفراد الطواقم الطبية للاهتمام بالمصابين.