قال الخبير والمحلل النفطي محمد الشطي إن 2020 يعتبر استثنائياً بكل المقاييس، وإن السوق النفطي مرّ بمراحل حاسمة بدأت بانهيار أسعار النفط نتيجة تفشي كورونا.

وأشار الشطي خلال الندوة التي نظمتها إدارة العلاقات العامة والاعلام في وزارة النفط أول من أمس بعنوان «عوامل انخفاض أسعار النفط ومدى تعافي الطلب على النفط» إلى وجود 3 سيناريوهات لأسعار النفط، وهي تعافي ميزان الطلب والعرض النفط العالمية من فائض كبير إلى عجز، ولكن وتيرة السحوبات مازالت دون التوقعات، ليتحسن أسعار برنت إلى 50 دولاراً للبرميل في 2021 و60 دولاراً للبرميل في 2022، بناء على تراجع الاستثمار الرأسمالي في قطاع التنقيب، مبيناً أن عدم وجود موجة جديدة من تفشي فيروس يدفع الأسعار باتجاه التعافي.

ورأى أن السيناريو الآخر يدور حول تفاؤل يفوق سيناريو الأساس، وهو انتشار واسع لعلاج كورونا، ما سيكون يكون له التأثير الإيجابي الكبير على الطلب على النفط، وتعافي حركة الطيران بوتيرة أسرع من التوقعات، ما سيدفع بأسعار النفط إلى 60 دولاراً للبرميل في 2021 و70 دولاراً في 2022.

وبيّن أن السيناريو الأخير يمثل حالة الضعف من خلال انتشار الموجه الثانية من كورونا، ما يعني استمرار حال اختلال ميزان الطلب والعرض، وضغوطات على أسعار النفط لتدور حول 32 و38 دولاراً للبرميل خلال2021 و2022.

الاقتصاد العالمي

وأشار الشطي إلى أن الاقتصاد العالمي سيشهد انخفاضاً بواقع 3.7 في المئة، وإلى أنه من الممكن ان يصل إلى 5.7 في المئة ضمن السيناريو الأسوأ على أن يبدأ التعافي الاقتصادي في 2021.

وذكر الشطي أن تراجع الطلب العالمي على النفط خلال الأشهر الماضية، التي تزامنت مع الإغلاقات الاقتصادية، بحيث تعطلت حركة السفر والطيران، الأمر الذي ساهم في خفض استهلاك الوقود بنسبة 70 في المئة، إذ يمثل قطاع النقل نحو 60 في المئة من الطلب على النفط.

وأفاد بأن حالات الحظر الكلي والجزئي أدت إلى انخفاض معدلات استهلاك البنزين بنحو 30 في المئة، كما أدت حالات الإغلاق الكامل في الدول الصناعية إلى تراجع استهلاك الديزل، وتراجع معدل تشغيل المصافي وخسائر في نشاط التكرير.

وأوضح الشطي أن تفشي كورونا جاء بالتزامن مع فشل اجتماع «أوبك+» في 6 مارس 2020 من دون التوصّل إلى اتفاق، وتبعها مرحلة التنافس بين المنتجين لرفع الإنتاج، وكسب حصص في الأسواق، ما وفر مناخاً لهبوط غير مسبوق في أسعار النفط، في وقت سجل المخزون العالمي مع نهاية الربع الثاني مستويات غير مسبوقة.

وبيّن الشطي أن المرحلة الثانية هي توقف انهيار أسعار النفط، وبدء التعافي وسط تغير أجواء السوق إلى التفاؤل بعد معاودة أجواء التفاوض داخل «أوبك+» بين السعودية وروسيا، والتوصل للاتفاق التاريخي الذي بدأ من 1 مايو ويستمر إلى 30 أبريل 2022، الذي نجح في إيقاف انهيار الأسعار وتعافي الأسعار من جديد إلى مستويات تفوق 40 دولاراً للبرميل.

وأضاف أن المرحلة الثالثة وهي ثبات الأسعار وتحركها ضمن نطاق محدود تدور حول 40 دولاراً للبرميل وأقل، تعود إلى مخاوف من موجه جديدة من كورونا وضعف وتيره تعافي الطلب مع زيادة في المعروض، إذ أسهمت بشكل على عام تقليص في وتيره السحوبات من المخزون النفطي بأقل من التوقعات.

ولفت الشطي إلى ان تطورات السوق حالياً مدعومة بالتقيد باتفاق خفض الإنتاج من خلال ارتفاع نسب الالتزام، والتشديد على تعويض الزيادة، والسحوبات من المخزون الأميركي، والحزم المالية للتعامل مع كورونا ودعم الاقتصاد، إذ تبنته دول كثيرة ومنها الولايات المتحدة.

وشدّد الشطي على تطورين لهما تأثيراتهما على مسار السوق، وهما نتيجة الانتخابات الأميركية، خصوصا إذا أسهم نجاح بايدن في التوصل لاتفاق مع إيران، وعودة سريعة لإنتاج النفط منها، في حين أن التطور الآخر يشمل استمرار تناقص وخفض الاستثمارات والإنفاق الرأسمالي في قطاع الإنتاج، والذي يساهم في تعافي أسعار النفط وتسريع وتيرة تحقق التوازن.

تماضر الصباح: انخفاض متتالٍ بسبب تنامي المخاوف

قالت مديرة العلاقات العامة والإعلام في وزارة النفط، الشيخة تماضر خالد الأحمد الصباح خلال الندوة، إن أسعار النفط تشهد انخفاضات متتالية بفعل تنامي المخاوف، من أن ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا المستجد في أوروبا والولايات المتحدة، قد يلحق الضرر باستهلاك الوقود خلال الفترة المقبلة.

وذكرت الصباح أن تنظيم وزارة النفط للندوة الافتراضية حول عوامل انخفاض أسعار النفط، يأتي في توقيت مهم وحساس للغاية، لا سيما وان أسواق النفط تمر بحال من عدم الاستقرار حالياً، مشدّدة على أن دول «أوبك» تبذل جهوداً كبيرة في سبيل استقرار أسعار النفط.