لطالما تميّز المجتمع الكويتي بحب اقتناء كل ما هو مميز وثمين في عالم الكماليات من ساعات وحقائب وغيرها، مع حرص العديد من المواطنين والمواطنات على ارتداء كل ما هو جديد في عالم «البراندات»، ليصبح الاستمتاع بالقطع الثمينة جزءاً من ثقافة المجتمع.
لكن في زمن «كورونا»، يبدو أن سوقاً ناشئاً بدأ يبزغ نجمه محلياً، يعتمد على تأجير سلع «الكشخة» لا شرائها، مستغلاً أن هناك الكثير من الكويتيين يقتنون ساعات وحقائب وسلعاً أخرى ثمينة، لا يستخدمونها بصورة دائمة، لا يستفيدون منها بالصورة المثلي، في حين أن هناك آخرين يبحثون عن تلك المقتنيات لاستخدامها لفترة موقتة من دون تكلفة عالية.
فلسفة هذا السوق الناشئ، ترتكز على التوفيق بين مالك القطعة الثمينة ليحقق عائداً من خلال ما يقتنيه وتتحول إلى استثمار ناجح، وبين الطرف الآخر المؤجر للقطعة لتلبية طلبه بتكلفة أقل، عبر وسيط، وفي هذا الإطار يتيح تطبيق «روديو» الإلكتروني، فرصة تأجير واقتناء الحقائب والساعات الثمينة من خلال الإيجار اليومي.
أسعار متفاوتة
واللافت أن هناك إقبالاً على هذا السوق الإلكتروني الناشئ محلياً، سواءً من المؤجرين أو المستأجرين، وخصوصاً من الشباب ذكوراً وإناثاً، في حين أن أسعار التأجير متفاوتة، فيصل إيجار الحقائب النسائية من بعض الماركات المعروفة إلى 97 ديناراً للحقيبة في اليوم الواحد، في حين يبدأ لحقائب أخرى من 28 ديناراً يومياً، أما الساعات فتتنوع ماركاتها أيضاً ويصل إيجار بعضها إلى 200 دينار يومياً، في حين يبدأ لساعات أخرى من 38 ديناراً.
أما بالنسبة للعائد على الاستثمار لمؤجر القطع الثمينة، فيصل إلى أكثر من 100 في المئة، وخصوصاً في فترات المناسبات، فمثلاً قطعة سعرها 8 آلاف دينار، يصل سعر استئجارها إلى 80 ديناراً يومياً، في حين أن قطعاً نادرة تحظى بطلب مرتفع يتجاوز عائد تأجيرها نسبة الـ100 في المئة بكثير.
الاستثمار والتأجير
وتتم عملية الاستثمار والتأجير بسلاسة، دون مجهود كبير، وضمن إطار قانوني يحفظ حقوق جميع الأطراف، إذ يمكن لمالك الساعة الثمينة أن يضع صوراً للقطعة التي يريد تأجيرها، والتوقيت المتاح فيه استئجارها منه عبر التطبيق، ليقوم مختصون بتقييم مستويات الأسعار بناءً على معايير عديدة تبدأ بالماركة، وحالة السلعة الثمينة ومعدل الطلب على استئجارها وسعرها وموديلها، ولا تبدأ عملية الاستثمار من خلال تأجير القطعة الثمينة إلا بعد إجازة القطعة من قبل المختصين والإقرار بصلاحيتها.
ومراعاة للخصوصية، لا يوجد تعامل مباشر بين مالك القطعة والمستأجر، إذ يتم تحديد التوقيت المطلوب استئجارها فيه، ليقوم مندوب من الشركة صاحبة التطبيق بالذهاب إلى المستثمر واستلام القطعة وتوصيلها إلى المستأجر، ولضمان سلامة العلاقة بين الأطراف تتم الأمور بصورة سريعة عبر عقود رسمية من خلال التطبيق، تضمن سلامة القطعة للمستثمر حتى لا يحدث لها أي ضرر، وجودتها للمستأجر حتى يستمتع بها، كما يقدم التطبيق خدمات الصيانة عبر ورش متخصصة لإصلاح وترميم وتجديد القطع الثمينة.
صيانة خاصة
وفي هذا الصدد، أكدت الشريك المؤسس لشركة روديو، دانة عبدالله، أن التطبيق هو الأول من نوعه في الكويت والشرق الأوسط، موضحة أن عمليات الصيانة للساعات ذات طبيعة خاصة، كونها مكائن معقدة لا تقل في تعقيدها عن السيارات. وقالت «حتى نستطيع تقديم خدمة (VIP) تليق بمستوى عملائنا تتم الصيانة بالكامل (أونلاين)، إذ يستطيع العميل التحدث مع الفني مباشرة وإرسال صور القطعة لتحديد المطلوب والتكلفة، ومن ثم يتولى مندوبنا الاستلام والتوصيل بعد الانتهاء من المهمة، ناهيك عن تعاملنا مع ورش في باريس وجنيف وإيطاليا لتسريع عملية الصيانة للعملاء».
بدوره، بيّن الشريك المؤسس في «روديو»، ماجد الحربي، أن التطبيق يتيح لعملائه العديد من الخيارات الواسعة والتي تتضمن غالبية الماركات التي يعشقها المواطنون، الأمر الذي لاقى قبولاً كبيراً، إذ بات لدى الشركة حالياً أكثر من 5 آلاف مستخدم حمّلوا التطبيق واستطلعوا خدماته خلال أقل من شهرين.