فيما ينصب تركيز الجميع على الإجراءات الاحترازية واستخدام الكمامات والمعقمات خوفاً من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، حذّر خبيران متخصصان في علم النفس عبر «الراي» من أن عدم التعامل بثبات واتزان مع تجربة إصابة أحد شريكي الحياة قد يعصف بالحياة الزوجية، مؤكدين أن «الطرف المصاب لا ينبغي أن يبالغ في استدرار العطف، كما أن الطرف غير المصاب عليه الانتباه من الانزلاق نحو التنمر من رفيق الدرب حفاظاً أو اتهامه بالإهمال في اتخاذ الإجراءات الاحترازية المطلوبة، وذلك للحفاظ على كيان الأسرة من الهدم».
وقال أستاذ علم النفس في جامعة الكويت الدكتور عدنان الشطي «إن أي أزمة تمر بها العائلة تنعكس إيجاباً أو سلباً حسب تماسك تلك الأسرة ومدى توافقها، وإذا كانت الأسرة منقسمة وكل طرف يعيش في حياته منفرداً يكون هناك نوع من الشماتة في الشخص المصاب».
وبيّن في تصريح لـ «الراي»، أنه «مع تجربتنا التي امتدت لأشهر طويلة مع فيروس كورونا تبيّن أن هذا أمر اعتيادي واحتمالات عودة المصاب للحياة الطبيعية بعد أسبوعين أو ثلاثة كبيرة، وبالتالي لن تكون العلاقة فاترة وستعود كما كانت قبل «كورونا» لأن أزمة الإصابة موقتة وليست كالأزمات طويلة الأمد مثل الإصابة بالسرطان»، واعتبر أن «الأزمات طويلة الأمد تؤثر سلباً على الأزواج صغار السن أما مع كبار السن فالأرجح أن يكون التأثير إيجابياً».
وأضاف «غير المصاب عليه أن يراعي حالة المصاب الذي لا يستطيع أن يأكل مع الناس ولا يمارس حياته الطبيعية وملزم بالمكوث في البيت، وأنصح المصاب ألّا يحاول استدرار العطف واستغلال الآخرين وأنصح الطرف غير المصاب أن يتعامل بشكل طبيعي ولا داعي للطلبات المبالغ فيها فكل ما عليه أن يقوم بالتباعد».
وشدّد الشطي على أنه «لا يجب التنمر أو الاستهزاء بشريك الحياة بل يجب التكلم بإيجابية وفي سياق أنها مرحلة وستنتهي»، لافتاً إلى أنه «لا يجب أن نعطي حناناً زائداً، ولا تمنع التجربة أن يقوم المصاب بأنشطته العادية مثل القراءة ومطالعة الأخبار وربما ممارسة الرياضة فهي تجربة تعلمنا الصبر».
أما أستاذ علم النفس في جامعة الكويت الدكتور خضر البارون فقال لـ «الراي»، «الإجراء الأول الواجب اتخاذه من كلا الزوجين عند إصابة أحدهما هو أن ينعزلا عن بعضهما البعض، ومهما كانت العلاقة قوية فعليهما الصبر على هذا البعد لمصلحة الطرفين والأسرة»، موضحاً أن «إظهارالطرف المصاب الحرص على صحة الطرف السليم يعزز العلاقة الإيجابية بينهما».
وحذّر البارون من «إلقاء اللوم على الطرف المصاب لأن هذا قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات غير مدروسة تودي بكيان الأسرة»، متابعاً «هذا لا يمنع من اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية المطلوبة وخاصة أننا رأينا بعض الحالات وصل عدد المصابين فيها داخل أسرة واحدة لـ 21 مصاباً بسبب التساهل في الإجراءات الاحترازية».
وبيّن أن «الهاجس الأكبر الذي سيكون مسيطراً على كلا الطرفين في حال أصيب أحدهما سيكون القلق من انتقال العدوى، وهنا تكمن أهمية الثبات الإنفعالي وخاصة أننا قد نرى الزوج مصراً على إشباع رغبته الجنسية رغم إصابة أحد الطرفين وهذا قد يؤدي إلى الطلاق بسبب الضغوط النفسية والواجب الأخلاقي والشرعي يحتم الالتزام بالتباعد والإجراءات الاحترازية».
وتابع: «أحياناً قد نجد شريك الحياة ينظر بعين الاتهام لشريكه المصاب محملاً إياه عواقب الإهمال والإصابة، وإذا نظرنا لتجربة الرئيس الأميركي دونالد ترامب فسنجد انخفاض شعبيته بعد إصابته بفيروس كورونا لأنه تم اتهامه بأنه لم يأخذ الإجراءات الاحترازية اللازمة».
ونصح البارون طرفي العلاقة الزوجية بـ «الإبقاء على علاقات ودية وعدم التسبب في أذى الطرف الآخر»، منبهاً بأن «ثمة أمراضاً نفسية قد تضر في حالة إصابة الزوج أو الزوجة بفيروس كورونا من بينها الوسواس القهري والاكتئاب».