فجعت الكويت بوفاة أحد علمائها الكبار الذي وافته المنية أمس، حيث غادر دنيانا الداعية الدكتور فلاح إسماعيل مندكار الذي تتلمذت على يديه ثلة من الدعاة الكويتيين وغير الكويتيين، ونهلت من علمه الشرعي على مدى عقود.
الداعية الراحل كان معروفاً بزهده فلم يكن يحمل هاتفاً ولم يكن يضع عِقالاً على رأسه.
ورغم بشاشته وابتسامته التي كانت لا تفارقه ويعرفها المقرّبون منه، كان الراحل من أشد المحاربين للإرهاب والمتطرفين، وتصدّى لأفكارهم التخريبية.
تلقى مندكار، الذي عاش نحو سبعة عقود، العلوم الشرعية في المدينة المنورة وجلس تحت أقدام كبار العلماء مثل ابن باز وابن عثيمين والألباني، وكان الشيخ حماد الأنصاري من أبرز شيوخه، ليعود إلى الكويت بعدها مدرساً للعقيدة في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة الكويت.
مندكار، الذي وافته المنية إثر إصابته بفيروس «كورونا» قبل عشرين يوماً، كان قد أفتى بأن مَن مات بالحمى ومن بينها فيروس «كورونا» فهو شهيد.
الداعية البشوش مندكار عمل مدرساً للغة الانكليزية قبل أن يتجه لدراسة العلوم الشرعية في المملكة العربية السعودية، فيما قامت الباحثة سجى الديولي بتأليف كتاب عن فضائله حمل عنوان (الادكار لفوائد فضيلة الشيخ الدكتور فلاح إسماعيل مندكار).
من جانبه، نعى رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم الراحل قائلاً «ببالغ الحزن والأسى، تلقينا خبر وفاة الشيخ الجليل الدكتور فلاح مندكار، ونسأل الله جلت قدرته أن يرحمه برحمته الواسعة ويسكنه جنات الفردوس، وأن يلهم ذويه ومحبيه الكثر الصبر والسلوان».
بدوره، قال وزير الإعلام محمد الجبري «فقدت الكويت أحد علمائها الأجلاء فضيلة الشيخ المغفور له بإذن الله تعالى فلاح إسماعيل مندكار الذي وافاه الأجل بعد عمر مديد جعله في خدمة الدين الحنيف»، سائلاً المولى أن يجعل مثواه الفردوس الأعلى وخالص العزاء والصبر والاحتساب لأسرته الكريمة وذويه ومحبيه.
من جهته، قال العميد المساعد في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية مطلق الجاسر «إنّا لله وإنّا إليه راجعون...
اللهمّ اغفر وارحم الشيخ الدكتور فلاح إسماعيل مندكار وأكرم نُزله وارفع درجته، أمر على مكتبه المجاور لمكتبي في الكلية كل صباح فلا أرى منه إلا الابتسامة المشرقة... ولا أسمع منه إلا الكلام الطيب والدعاء الحسن، رحمه الله رحمةً واسعة».
بدوره، قال أستاذ الفقه في كلية الشريعة الدكتور يوسف الصقر «إنا لله وإنا إليه راجعون توفي شيخنا الدكتور فلاح مندكار ،رحمه الله، وأسكنه فسيح جناته، كان شيخي بالعقيدة وجاري بالمكتب بكلية الشريعة ومدرسي لمادة الانكليزي عندما كان مدرساً في المرحلة المتوسطة... رحمك الله وغفر لك ورفع قدرك وأسكنك الفردوس الأعلى».
كما نعى الدكتور بسام الشطي الفقيد قائلاً «اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه واجعله في الفردوس الأعلى، تتلمذت على يديه في مسجد الميع في الصباحية ورافقته في الحج ونزلت عنده في بيته في المدينة، وزاملته في قسم العقيدة، وما أن يأتيه ضيف إلا يدعوني للجلوس معه وكنت معه في المخيمات الربيعية... نعم الشيخ والمربي».