في بارقة أمل لإنهاء النزاع في اليمن، بدأت أمس، أكبر عملية تبادل للأسرى منذ بداية الصراع قبل نحو 6 سنوات، مع إقلاع طائرات تحمل مئات السجناء من مناطق خاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي وأخرى للحكومة الشرعية.

وذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن طائرات تقل سجناء شملتهم عملية تبادل أقلعت من ثلاثة مطارات (صنعاء وسيئون في اليمن، وأبها في السعودية)، لإعادة المئات إلى ديارهم عبر خطوط القتال.

وأفاد الصليب الأحمر بأنه «بالتعاون مع الهلال الأحمر اليمني والهلال الأحمر السعودي، وبدورنا كوسيط محايد، سنساعد مئات المحتجزين السابقين على العودة إلى ديارهم».

وأضاف انه تحركت صباح أمس «خمسة من طائراتنا من مطارات أبها وصنعاء وسيئون ضمن عملية نقل وإطلاق المحتجزين السابقين التي اتفقت عليها أطراف النزاع في اليمن».

وقال المدير الإقليمي للشرق الأوسط في اللجنة الدولية للصليب الأحمر فابريزيو كاربوني إن «هذه العملية تعني الكثير لأسر كثيرة... هذا أمر مذهل لأنهما يقومان بذلك في الوقت الذي لا يزال فيه الصراع مستعراً».

ومن مطار صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، أقلعت طائرتان تحملان أسرى من قوات «الشرعية»، توجهت إلى أبها، والأخرى أقلعت متجهة إلى مطار سيئون في محافظة حضرموت التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية.

وقالت مصادر إن طائرة تحمل أسرى حوثيين أقلعت من سيئون، بينما وصلت طائرة ثانية من مطار أبها.

وفي وقت لاحق، انطلقت من سيئون طائرة أخرى تقل أسرى حوثيين وحطّت مساء في مطار صنعاء.

وبموجب الاتفاق، ستفرج جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران عن نحو 400 أسير، بينما ستطلق «الشرعية» 681 من مقاتلي الحوثي في إجراء لبناء الثقة يهدف إلى إحياء محادثات السلام.

ونشر الصليب الأحمر، بصفته وسيطاً محايداً، أكثر من 70 موظفاً ومتطوعاً أجروا فحوصاً طبية، شملت توفير المعدات الوقائية وغيرها من التدابير للحماية من خطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وأجرى مقابلات فردية للتأكد من رغبة المحتجزين في عودتهم لبيوتهم.

وفي بيان، قال مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث إنّ «عملية الإطلاق علامة جديدة بأن الحوار السلمي يمكن أن يؤدي إلى نتائج حميدة».

وأضاف «آمل أن يلتقي الطرفان قريباً برعاية الأمم المتحدة لمناقشة إطلاق كل السجناء والمعتقلين على خلفية النزاع».

ووافق الجانبان في محادثات في السويد في ديسمبر 2018 على تبادل 15 ألف أسير، وجرت عمليات تبادل محدودة من حينها.

وتتواصل عملية التبادل الأكبر منذ اندلاع النزاع، اليوم، مع احتمال تمديدها لأيام إضافية.

وانطلقت العملية غداة إعلان الولايات المتحدة، الأربعاء، الإفراج عن أميركيين كانا محتجزين لدى الميليشيات الحوثية التي استعادت في المقابل، نحو 240 من أنصارها كانوا عالقين في سلطنة عُمان.

ويأتي هذا الحدث الذي يصب في خانة حصيلة الرئيس دونالد ترامب في إعادة «رهائن» أميركيين، قبل نحو 20 يوماً من الانتخابات الرئاسية التي يسعى فيها للفوز بولاية ثانية.

ولم يسبق لواشنطن أن تطرقت رسمياً إلى عملية الاحتجاز.

وذكر التلفزيون العماني، «قامت الجهات المعنية في السلطنة بالتواصل مع الجهات في صنعاء التي استجابت مشكورة لمساعي السلطنة ووافقت على الإفراج عن الأميركيين ونقلهما إلى السلطنة... تمهيداً لعودتهما إلى بلادهما».

وأضاف أن السلطنة أرسلت طائرتين إلى صنعاء حملتا أيضا 250 يمنياً كانوا يتلقون العلاج في السلطنة وفي الخارج.

ووجّهت الخارجية الأميركية على لسان وزيرها مايك بومبيو الشكر إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد محمد بن سلمان وسلطان عُمان هيثم بن طارق «على جهودهم الديبلوماسية».

وتابع: «كما أود أن أثني على الديبلوماسية الحثيثة التي مارستها سفاراتنا في المنطقة للمساعدة في تسهيل إطلاق الرهينتين».