بداية، نبارك لسمو الأمير الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح - حفظه الله ورعاه - وندعو الله أن يعينه على أداء الأمانة... ونبارك لسمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح - حفظه الله - الثقة التي أولاها له صاحب السمو الأمير، وأعانه الله على تحمّل الأمانة.
من أين نبدأ بالإصلاح إذا كان فعلاً لدينا الدافع لهذا الإصلاح؟ هل نحاول أن نصلح كل الأمور بلا استثناء...؟ هل نحاول أن نتدرج في الإصلاح... فنبدأ بكبير الأمور حتى نصل إلى صغيرها... أم نبدأ بصغيرها وننتهي بكبيرها؟ هل نبدأ بالأمور التي نعتقد أن لها أهمية؟... فنشكل لجاناً لترتيب أهمية المواضيع قبل أن نبدأ في حلها... لكن فكرة تشكيل لجان تثير حفيظة غالبية أهل البلد... فتجارب المجتمع مع فكرة تشكيل اللجان لا تشجع...! أم نبدأ بالأمور والقضايا التي تمس المواطن... ومعظمها أصبح يسبب له أرقاً؟... فدخل المواطن المادي يحتاج مراجعة... ومشاكل أبنائه مع التعليم تحتاج لمن «يصلحه» ويصلحها... مشاكله مع الإسكان يسمع عن حلول لها ولكنه لا يراها على أرض الواقع... وارتفاع أسعار السلع الأساسية - الذي أصبح موجة عالمية وليس أمراً داخلياً فقط ـ إذاً نقول من دون أن نزيد: إن المشاكل والقضايا التي لها تأثير على المواطن أصبحت كثيرة... فهل نحتاج أن نستفتيه لمعرفة القضية الأولى التي يرغب في حلها ؟... لكن المواطن لديه تخوف من عملية شراء الأصوات، والذمم التي تسيطر على عملية الاستفتاء...! ام نبدأ بالمصالحة بين أبناء الشعب؟... فالمصالحة والصفح وإسقاط قضايا الرأي والقضايا السياسية، من الأمور التي دائماً تتصدر المواضيع لأهميتها من الناحية الاجتماعية والنفسية قبل الناحية السياسية... فالضرر الاجتماعي والنفسي بسبب القضايا السياسية وقضايا الرأي يتفاقم مع مرور الأيام.
أم نطلب خبراء من الخارج للمساعدة في حل القضايا والمشاكل التي نعاني منها...؟ أم نأخذ قضايانا ومشاكلنا إلى الخارج ليتم حلها... تطبيقاً لمبدأ العلاج في الخارج للحالات الصعبة...؟ لكن المواطن متخوف من أخذ القضايا التي لديها نفوذ وترك القضايا المهمة...! من وجهة نظري، أعتقد أن أفضل قضية نبدأ بها، هي قضية «صبغ» المطبات في الشوارع... فالدولة التي تستطيع «صبغ» مطبات شوارعها، بالتأكيد لديها المقدرة على حل جميع مشاكلها...!