فيما دارت عجلة التعليم عن بعد بمراحله وصفوفه التعليمية المختلفة، دارت معها عجلة تصليح وصيانة أجهزة الكمبيوتر بشكل أنعش محلات الكمبيوتر في حولي والفروانية. وكان لشارع ابن خلدون نصيب الأسد في استقبال أولياء الأمور الذين حملوا أجهزة أبنائهم لإصلاح ما أفسده الدهر فيها. كان القاسم المشترك بين كل الباحثين عن محلات تصليح أجهزة الكمبيوتر السؤال عن برنامج «ميكروسوفت تيمز»، الذي اعتمدته وزارة التربية لتقديم الدروس التعليمية عن بعد، وكيفية تثبيته والتعامل معه ومعالجة الخلل الذي قد يحدث أثناء استعماله.
حمل أولياء الأمور مع أجهزة الكمبيوتر هموم تكاليف الصيانة ولسان حالهم يقول «مجبر أخاك لا بطل»، فتكاليف الإصلاح، رغم ارتفاع معدلها مقارنة بالأوقات الاعتيادية، تظل أفضل حالاً من شراء أجهزة جديدة، وخاصة بالنسبة للأسر التي تعول عدداً كبيراً من الأبناء.
واضطر عدد كبير من محلات الكمبيوتر وخاصة محلات منطقة الفروانية للاستعانة بعدد إضافي من الفنيين لتلبية طلبات الزبائن في إصلاح الأجهزة وتنزيل البرامج المطلوبة، كون معظم هذه المحلات كانت تكاد تكون شبه خالية في الظروف العادية لكن أتى فيروس كورونا، فغيّر الحال لأحوال أخرى.
لم تقتصر مهمة الفنيين في تلك المحلات على إصلاح الأجهزة وتثبيت البرامج المطلوبة، بل تجاوز ذلك لتقديم شروح مختصرة عن آلية استعمال تلك البرامج والتعامل مع أي خلل يطرأ عليها.
وصاحب عملية الإصلاح انتعاش كذلك في بيع بعض الأدوات المرتبطة باستخدام الحاسب الآلي مثل سماعات الأذن ولوحات المفاتيح وفلاتر الشاشات وأسلاك الشاحن.
وفي وقت ضرب فيه فيروس «كورونا» المستجد بعض الأنشطة الاقتصادية في مقتل، فإنه أنعش أخرى ليؤكد مقولة إن مصائب قوم عند قوم فوائد. ويضع أولياء الأمور أيديهم على قلوبهم، أملاً في نجاح تلك التجربة في مقبل الأيام بعد أن أنهكتهم تكاليف إصلاح وشراء أجهزة الحاسب الآلي.