عقب الإعلان رسمياً عن تأكيد تشخيص إصابة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعدوى مرض «كوفيد- 19» الذي يُسببه فيروس كورونا المستجد، أعلن البيت الأبيض أنه تم نقل الرئيس إلى مستشفى وولتر ريد الطبي العسكري الكائن في مدينة بيثيسدا بولاية ميريلاند حيث يقيم حالياً تحت العزل الصحي في جناح رئاسي خاص كي يتلقى العلاج.

ولكن التساؤلات التي تطل برؤوسها فوراً هنا هي: ما نوع العلاج الذي سيتلقاه رئيس أقوى دولة في العالم؟ الواقع أن الإجابة – وفقا لمصادر متعددة – هي أن ترامب يُعالج بـ«كوكتيل كوروني» تجريبي طورته شركة «ريجينيرون» (Regeneron) الدوائية الأميركية، ويتألف من مكونات بعضها متاح وفي متناول كثيرين بينما بعضها الآخر نادر جداً وغير ممكن الحصول عليه إلا بصعوبة شديدة لارتفاع تكاليفها وندرة التكنولوجيا اللازمة لإنتاجها.

ووفقا للمصادر ذاتها التي نقلت عنها وسائل إعلام عالمية، فإن ترامب بدأ فور وصوله إلى المستشفى في تنفيذ برنامجه العلاجي، حيث جرى حقنه بـ8 غرامات من ذلك الكوكتيل التجريبي الذي تشتمل مكوناته المتعددة على أجسام مضادة مستخلصة من فئران تجارب وتحمل اسم «REGN-COV2»، وهذه الأجسام هي المكون النادر غير المتاح لعامة الناس حتى الآن.

وكشف مصادر طبية عن أن ذلك الكوكتيل الذي طورته شركة «ريجينيرون» كان قد بدأ تطبيقه قبل أيام قليلة في تجارب إكلينيكة في بريطانيا حيث تشير النتائج الأولية إلى أنه «فعال جداً... ويخفض فترة التعافي إلى النصف تقريبا» وفقاً لتقييمات علماء يتابعون تلك التجارب.

وإلى جانب أجسام «REGN-COV2» المضادة، يشتمل الكوكتيل الذي يُعالج به ترامب حالياً على علاجات احتوائية وتلطيفية أخرى من بينها المضاد الفيروسي الشهير «ريمديسفير» (remdesivir) إلى جانب جرعات معينة من عنصر الزنك كمكمل غذائي وفيتامين D والمضاد الهيستاميني «فاموتيدين» وهورمون «ميلاتونين» والأسبرين.

وعلى الرغم من كون كوكتيل «ريجينيرون» ما زال في طور التجريب، فإن خبراء طبيون – من بينهم طبيب البيت الأبيض – يتوقعون له في ضوء تلك النتائج الأولية المبشرة أن يأخذ بيد الرئيس إلى طريق التعافي من إصابته.

لكن على الجانب المقابل، هناك مريضان ممن عولجوا بـ«ريجينيرون» حتى الآن أصييا بأعراض جانبية عكسية حادة وصلت إلى درجة تعريض حياتهما للخطر، وهو الأمر الذي يُخشى منه على ترامب وخصوصا في ضوء أن تقارير كشفت عن أنه قد شعر «بضيق في التنفس» عقب تلقيه أول جرعة من ذلك الكوكتيل.