|البقاع اللبناني - من عفيف دياب|
هل اقفل نهائيا ملف الرهائن الاجانب الذين خطفوا في لبنان خلال حقبة الحرب الاهلية، ولا سيما في المنتصف الاول من ثمانينات القرن الماضي بعد العثور على جثة البريطاني اليك كوليت الذي خطف في بيروت العام 1985 سؤال طرح في لبنان مع نجاح بعثة بريطانية امنية وعلمية يرافقها بعض العاملين مع الامم المتحدة في العثور على جثة الصحافي البريطاني اليك كوليت الذي خطف على طريق مطار بيروت الدولي في 25 مارس 1985 من جانب عناصر تابعين لتنظيم «حركة فتح المجلس الثوري» الذي كان يتزعمه صبري البنا (ابو نضال) الذي وجد لاحقا مقتولا داخل منزله في بغداد قبل سقوطها في يد الجيش الاميركي بايام العام 2003. العثور على جثة كوليت جاء بناء على معلومات كانت في حوزة الاستخبارات البريطانية استقتها من شخص فلسطيني يدعى زياد حسن سفاريتي يمضي عقوبة بالسجن المؤبد في ولاية كولورادو الاميركية بعد تنفيذه عملية خطف طائرة في كراتشي. وتفيد معلومات حصلت عليها «الراي» ان سفاريتي الذي كان عضوا في «فتح المجلس الثوري» ابلغ الاستخبارات الاميركية والبريطانية ما يملك من معلومات عن مشاهدته عملية اعدام الصحافي كوليت في سهل البقاع اللبناني شنقا. واضافت المعلومات ان سفاريتي حدد للاستخبارات البريطانية مكان دفن كوليت في اطراف بلدة عيتا الفخار الواقعة في جنوب شرقي سهل البقاع والقريبة من الحدود السورية. هذه المعلومات التي حصلت عليها الاستخبارات البريطانية خلال مراحل سابقة وتحديدا في العام 1995 استدعت تحركا من الامم المتحدة التي كان يعمل معها كوليت، فارسلت بعثة للتفتيش عن جثته في منطقة عيتا الفخار وتم العثور على جمجمة في مكان غير بعيد من موقع «فتح المجلس الثوري». ولكن نتائج فحص الحمض النووي لم تعط نتائج ايجابية تؤكد ان الجمجمة تعود الى كوليت. وفي المعلومات ايضا ان الامم المتحدة حاولت في العام 2000 البحث مجددا عن كوليت، ولكن القوات السورية منعتها من تنفيذ مهمتها. لكن الاستخبارات البريطانية نجحت في 20 اكتوبر الماضي في استطلاع الموقع الذي تحدث عنه عضو المجلس الثوري الموقوف في الولايات المتحدة، وابلغت البعثة الامنية البريطانية السلطات الامنية اللبنانية نيتها البحث عن جثة كوليت في منطقة عيتا الفخار، فوافقت السلطات اللبنانية على استقبال بعثة امنية وعلمية لاجراء اعمال التنقيب والحفر في موقع «المجلس الثوري» ولكن لستة ايام فقط. ووصل الفريق الاحد الماضي واقام مخيما ميدانيا يضم مختبرا علميا نقالا ومعدات متطورة تقنيا، اضافة الى حفارة ومعدات تنقيب اخرى، فيما تكفلت السلطات الامنية اللبنانية تأمين الحماية وتقديم المساعدة الى الفريق البريطاني الذي كان برئاسة الملحق العسكري في السفارة البريطانية في بيروت. اعمال البحث عن جثة الصحافي اليك كوليت استمرت ثلاثة ايام، واستطاع الفريق البريطاني حصر عمله عند الاطراف الشمالية للموقع السابق لـ«فتح المجلس الثوري» الذي اخلي العام 1988 اثر خلاف التنظيم مع سورية التي طردت عناصره من سهل البقاع ونشرت جنودها في موقع عيتا الفخار. اقدم الفريق على حفر نحو 12 نقطة اعطت مؤشرات الى وجود مدافن تضم جثثا لاشخاص مجهولين. وكشفت اعمال التنقيب وجود جثة لرجل في العقد الثاني مقتولا برصاصة في الرأس، اضافة الى جثة اخرى تبين لاحقا انها تعود الى كوليت بعد اجراء المقارنات اللازمة. وعلمت «الراي» ان كوليت الذي اعدم شنقا ثم اطلقت رصاصة من مسدس حربي عيار 9 ملم على رأسه كان يرتدي قميصا مرقطا عثر على بقايا منه فوق رفاته اضافة الى دليل حسي آخر هو عدم وجود الاصبع الاوسط في يده اليسرى، فكوليت كان قد اجرى عملية جراحية قبل خطفه في بيروت ادت الى بتر اصبعه المذكور. غير ان هذه الادلة الحسية لم تعط جوابا شافيا للفريق البريطاني، فارسل على وجه السرعة وبواسطة طائرة خاصة عينة من الحمض النووي للجثة الى بريطانيا التي اكدت هاتفيا مطابقة حمض الجثة مع الحمض النووي الموجود لدى الامم المتحدة والسلطات البريطانية. وتفيد المعلومات ان البعثة البريطانية ابلغت الى السلطات اللبنانية النتائج الايجابية التي توصلت اليها طالبة السماح لها بنقل جثة كوليت بعد اعادة دفن جثة الرجل المجهول. وتمت تلبية الطلب البريطاني وعملت سيارة على نقل جثة كوليت من عيتا الفخار الى بيروت وسط مواكبة امنية مشددة. وبذلك، اغلق ملف اختفاء كوليت وعادت جثته الى مسقطه بعد 23 عاماً على اعدامه شنقا بأوامر مباشرة من زعيم «فتح المجلس الثوري» ابو نضال الذي كان امر باعدامه ردا على الغارات الاميركية على ليبيا العام 1986. وعلمت «الراي» ايضا ان الاستخبارات البريطانية كانت تملك صورة فوتوغرافية عن عملية اعدام كوليت وشريط فيديو كان «المجلس الثوري» قد وزعه على وسائل اعلام اجنبية عملت في لبنان خلال تلك الحقبة.
نجاح الفريق البريطاني في العثور على جثة كوليت في موقع سابق لـ «حركة فتح المجلس الثوري» بات في عهدة الجيش السوري بعد العام 1988 اضافة الى العثور على جثة شخص مجهول، وجدت فيهما جهات سياسية لبنانية مناسبة تستدعي تدخلا قضائيا وأمنيا واجراء مسح شامل للموقع المذكور ومحيطه الجغرافي الوعر بحثا عن جثث اخرى يعتقد انها مدفونة هناك. وقال مسؤول امني لبناني لـ«الراي» إن «حركة فتح المجلس الثوري اشتهرت بتنفيذ تصفيات جسدية داخل مواقعها العسكرية السابقة في البقاع بحق مناوئين لها أو اشخاص تتهمهم بالعمالة والتجسس لمصلحة تنظيمات فلسطينية أو اجهزة أمنية عربية ودولية». واضاف ان عثور الفريق البريطاني على جثة كوليت «اعطى مؤشرا الى وجود جثث اخرى في المنطقة، وبالتالي بات من الملح اصدار قرار سياسي وقضائي لإجراء عملية تفتيش واسعة عن جثث أخرى مدفونة داخل موقع المجلس الثوري ومحيطه». واعرب المسؤول الامني عن اعتقاده بــ«وجود مقبرة جماعية داخل الموقع الفلسطيني، وبالتالي، فإننا نحتاج الى تحرك النيابة العامة لاعطاء الضوء الاخضر القانوني للتحرك الميداني والكشف على الموقع واخراج الجثث الأخرى المدفونة فيه ومعرفة هوية أصحابها». واكد أن «فتح المجلس الثوري كانت تنتشر في مناطق بقاعية عدة، ولاسيما في منطقة الروضة في البقاع الغربي، حيث كان أهم مراكز التنظيم الأمنية، والمعلومات التي لدينا تتحدث عن تصفيات بالجملة والمفرق جرت داخل هذا الموقع، اضافة الى مواقع اخرى وتحديداً موقع خلة الزويتي في عيتا الفخار».
من جهته، أفاد مسؤول عسكري فلسطيني سابق في البقاع «الراي» أن «فتح المجلس الثوري أعدمت عشرات الأشخاص من جنسيات لبنانية وفلسطينية وعربية كانوا أعضاء فيها». واضاف «لم نكن نملك معلومات موثقة عن مصير الأشخاص الذين كانوا يعدمون شنقاً أو رمياً بالرصاص أو تذويباً بمادة الأسيد، بل كانت تصلنا معلومات امنية مصدرها عناصر من المجلس الثوري كانوا يهربون من مواقع الروضة وعيتا الفخار». واوضح ان الاستخبارات السورية «أقدمت على طرد عناصر المجلس الثوري من البقاع أواخر العام 1988 بعدما اعتقلت مجموعة كبيرة من القادة الأمنيين لهذا التنظيم، ثم سيطرت على مواقعهم تنظيمات فلسطينية اخرى او تحولت مواقع مستحدثة للجيش السوري».
من هو اليك كوليت؟
وفق المقالات التي كتبت عنه وما يوفره الموقع الالكتروني للامم المتحدة من معلومات، كان اليك كوليت صحافيا بريطانيا مستقلا، شغل منصب مدير مكتب الانباء التابع للامم المتحدة في اكرا قبل ان يعين في مهمة استشارية مدتها ثلاثة اشهر لمصلحة «الأونروا» في بيروت، حيث كلف تقويم النشاط الاعلامي للوكالة وتزويد وسائل الاعلام العالمية معلومات عن تحقيقات محتملة في شان قضايا كبرى. وعرف بمناصرته لحقوق الانسان واهتمامه باوضاع اللاجئين الفلسطينيين. خطف في 25 مارس 1985 بينما كان عائدا من جولة في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الجنوب اللبناني، عند حاجز في ضاحية بيروت الجنوبية قرب المطار، فيما اطلق سائقه النمسوي الجنسية. واعلنت في حينها مجموعة تابعة لـ«ابو نضال»، المنشق عن حركة «فتح» ومؤسس «فتح - المجلس الثوري» مسؤوليتها عن الخطف. وخلال العام الاول لخطفه ظهر في شريطين مصورين وزعهما خاطفوه بعث فيهما برسائل الى عائلته.
وفي ابريل 1986 تلقت محطة تلفزيونية في بيروت شريطا مصورا لاعدام كوليت شنقا.
مواقع عيتا الفخّار العسكرية
شهدت بلدة عيتا الفخار ومنطقتها انتشاراً كثيفاً للمواقع الفلسطينية بدءاً من أواخر العام 1969. ويقول المواطن الياس برهوم (83 عاماً) ان العناصر الفلسطينيين الذين باتت مواقعهم علنية بعد العام 1973 «كانوا منضبطين كثيرا، ولم نلحظ يوماً اي استفزازات او اعتداءات من جانبهم». وأضاف «بعد العام 1977 تحولت منطقتنا اكبر تجمع عسكري فلسطيني، وكانت هناك مراكز للتدريب وأخرى للتموين وبعض المواقع القتالية. ولكن منذ العام 1982 تراجع عدد تلك المواقع بعد خروج ياسر عرفات من لبنان». ويقول مسؤول سياسي فلسطيني في البقاع ان التنظيمات العسكرية والأمنية الفلسطينية التي كانت على علاقة غير ودية مع سورية «أخلت كل مراكزها في منطقة عيتا الفخار بين 1982 و1984 بحيث انحصر وجودها بتنظيمات «فتح الانتفاضة» بقيادة العقيد ابو موسى، و«حركة فتح المجلس الثوري» قبل طردها من المنطقة العام 1988 و«الجبهة الشعبية القيادة العامة». وأضاف «لم يعد هناك في منطقة عيتا الفخار اليوم سوى موقع واحد لـ«فتح الانتفاضة» يضم مجموعة من عناصر الحراسة، وهم من كبار السن الذين لا يقوون على فعل شيء».
هل اقفل نهائيا ملف الرهائن الاجانب الذين خطفوا في لبنان خلال حقبة الحرب الاهلية، ولا سيما في المنتصف الاول من ثمانينات القرن الماضي بعد العثور على جثة البريطاني اليك كوليت الذي خطف في بيروت العام 1985 سؤال طرح في لبنان مع نجاح بعثة بريطانية امنية وعلمية يرافقها بعض العاملين مع الامم المتحدة في العثور على جثة الصحافي البريطاني اليك كوليت الذي خطف على طريق مطار بيروت الدولي في 25 مارس 1985 من جانب عناصر تابعين لتنظيم «حركة فتح المجلس الثوري» الذي كان يتزعمه صبري البنا (ابو نضال) الذي وجد لاحقا مقتولا داخل منزله في بغداد قبل سقوطها في يد الجيش الاميركي بايام العام 2003. العثور على جثة كوليت جاء بناء على معلومات كانت في حوزة الاستخبارات البريطانية استقتها من شخص فلسطيني يدعى زياد حسن سفاريتي يمضي عقوبة بالسجن المؤبد في ولاية كولورادو الاميركية بعد تنفيذه عملية خطف طائرة في كراتشي. وتفيد معلومات حصلت عليها «الراي» ان سفاريتي الذي كان عضوا في «فتح المجلس الثوري» ابلغ الاستخبارات الاميركية والبريطانية ما يملك من معلومات عن مشاهدته عملية اعدام الصحافي كوليت في سهل البقاع اللبناني شنقا. واضافت المعلومات ان سفاريتي حدد للاستخبارات البريطانية مكان دفن كوليت في اطراف بلدة عيتا الفخار الواقعة في جنوب شرقي سهل البقاع والقريبة من الحدود السورية. هذه المعلومات التي حصلت عليها الاستخبارات البريطانية خلال مراحل سابقة وتحديدا في العام 1995 استدعت تحركا من الامم المتحدة التي كان يعمل معها كوليت، فارسلت بعثة للتفتيش عن جثته في منطقة عيتا الفخار وتم العثور على جمجمة في مكان غير بعيد من موقع «فتح المجلس الثوري». ولكن نتائج فحص الحمض النووي لم تعط نتائج ايجابية تؤكد ان الجمجمة تعود الى كوليت. وفي المعلومات ايضا ان الامم المتحدة حاولت في العام 2000 البحث مجددا عن كوليت، ولكن القوات السورية منعتها من تنفيذ مهمتها. لكن الاستخبارات البريطانية نجحت في 20 اكتوبر الماضي في استطلاع الموقع الذي تحدث عنه عضو المجلس الثوري الموقوف في الولايات المتحدة، وابلغت البعثة الامنية البريطانية السلطات الامنية اللبنانية نيتها البحث عن جثة كوليت في منطقة عيتا الفخار، فوافقت السلطات اللبنانية على استقبال بعثة امنية وعلمية لاجراء اعمال التنقيب والحفر في موقع «المجلس الثوري» ولكن لستة ايام فقط. ووصل الفريق الاحد الماضي واقام مخيما ميدانيا يضم مختبرا علميا نقالا ومعدات متطورة تقنيا، اضافة الى حفارة ومعدات تنقيب اخرى، فيما تكفلت السلطات الامنية اللبنانية تأمين الحماية وتقديم المساعدة الى الفريق البريطاني الذي كان برئاسة الملحق العسكري في السفارة البريطانية في بيروت. اعمال البحث عن جثة الصحافي اليك كوليت استمرت ثلاثة ايام، واستطاع الفريق البريطاني حصر عمله عند الاطراف الشمالية للموقع السابق لـ«فتح المجلس الثوري» الذي اخلي العام 1988 اثر خلاف التنظيم مع سورية التي طردت عناصره من سهل البقاع ونشرت جنودها في موقع عيتا الفخار. اقدم الفريق على حفر نحو 12 نقطة اعطت مؤشرات الى وجود مدافن تضم جثثا لاشخاص مجهولين. وكشفت اعمال التنقيب وجود جثة لرجل في العقد الثاني مقتولا برصاصة في الرأس، اضافة الى جثة اخرى تبين لاحقا انها تعود الى كوليت بعد اجراء المقارنات اللازمة. وعلمت «الراي» ان كوليت الذي اعدم شنقا ثم اطلقت رصاصة من مسدس حربي عيار 9 ملم على رأسه كان يرتدي قميصا مرقطا عثر على بقايا منه فوق رفاته اضافة الى دليل حسي آخر هو عدم وجود الاصبع الاوسط في يده اليسرى، فكوليت كان قد اجرى عملية جراحية قبل خطفه في بيروت ادت الى بتر اصبعه المذكور. غير ان هذه الادلة الحسية لم تعط جوابا شافيا للفريق البريطاني، فارسل على وجه السرعة وبواسطة طائرة خاصة عينة من الحمض النووي للجثة الى بريطانيا التي اكدت هاتفيا مطابقة حمض الجثة مع الحمض النووي الموجود لدى الامم المتحدة والسلطات البريطانية. وتفيد المعلومات ان البعثة البريطانية ابلغت الى السلطات اللبنانية النتائج الايجابية التي توصلت اليها طالبة السماح لها بنقل جثة كوليت بعد اعادة دفن جثة الرجل المجهول. وتمت تلبية الطلب البريطاني وعملت سيارة على نقل جثة كوليت من عيتا الفخار الى بيروت وسط مواكبة امنية مشددة. وبذلك، اغلق ملف اختفاء كوليت وعادت جثته الى مسقطه بعد 23 عاماً على اعدامه شنقا بأوامر مباشرة من زعيم «فتح المجلس الثوري» ابو نضال الذي كان امر باعدامه ردا على الغارات الاميركية على ليبيا العام 1986. وعلمت «الراي» ايضا ان الاستخبارات البريطانية كانت تملك صورة فوتوغرافية عن عملية اعدام كوليت وشريط فيديو كان «المجلس الثوري» قد وزعه على وسائل اعلام اجنبية عملت في لبنان خلال تلك الحقبة.
نجاح الفريق البريطاني في العثور على جثة كوليت في موقع سابق لـ «حركة فتح المجلس الثوري» بات في عهدة الجيش السوري بعد العام 1988 اضافة الى العثور على جثة شخص مجهول، وجدت فيهما جهات سياسية لبنانية مناسبة تستدعي تدخلا قضائيا وأمنيا واجراء مسح شامل للموقع المذكور ومحيطه الجغرافي الوعر بحثا عن جثث اخرى يعتقد انها مدفونة هناك. وقال مسؤول امني لبناني لـ«الراي» إن «حركة فتح المجلس الثوري اشتهرت بتنفيذ تصفيات جسدية داخل مواقعها العسكرية السابقة في البقاع بحق مناوئين لها أو اشخاص تتهمهم بالعمالة والتجسس لمصلحة تنظيمات فلسطينية أو اجهزة أمنية عربية ودولية». واضاف ان عثور الفريق البريطاني على جثة كوليت «اعطى مؤشرا الى وجود جثث اخرى في المنطقة، وبالتالي بات من الملح اصدار قرار سياسي وقضائي لإجراء عملية تفتيش واسعة عن جثث أخرى مدفونة داخل موقع المجلس الثوري ومحيطه». واعرب المسؤول الامني عن اعتقاده بــ«وجود مقبرة جماعية داخل الموقع الفلسطيني، وبالتالي، فإننا نحتاج الى تحرك النيابة العامة لاعطاء الضوء الاخضر القانوني للتحرك الميداني والكشف على الموقع واخراج الجثث الأخرى المدفونة فيه ومعرفة هوية أصحابها». واكد أن «فتح المجلس الثوري كانت تنتشر في مناطق بقاعية عدة، ولاسيما في منطقة الروضة في البقاع الغربي، حيث كان أهم مراكز التنظيم الأمنية، والمعلومات التي لدينا تتحدث عن تصفيات بالجملة والمفرق جرت داخل هذا الموقع، اضافة الى مواقع اخرى وتحديداً موقع خلة الزويتي في عيتا الفخار».
من جهته، أفاد مسؤول عسكري فلسطيني سابق في البقاع «الراي» أن «فتح المجلس الثوري أعدمت عشرات الأشخاص من جنسيات لبنانية وفلسطينية وعربية كانوا أعضاء فيها». واضاف «لم نكن نملك معلومات موثقة عن مصير الأشخاص الذين كانوا يعدمون شنقاً أو رمياً بالرصاص أو تذويباً بمادة الأسيد، بل كانت تصلنا معلومات امنية مصدرها عناصر من المجلس الثوري كانوا يهربون من مواقع الروضة وعيتا الفخار». واوضح ان الاستخبارات السورية «أقدمت على طرد عناصر المجلس الثوري من البقاع أواخر العام 1988 بعدما اعتقلت مجموعة كبيرة من القادة الأمنيين لهذا التنظيم، ثم سيطرت على مواقعهم تنظيمات فلسطينية اخرى او تحولت مواقع مستحدثة للجيش السوري».
من هو اليك كوليت؟
وفق المقالات التي كتبت عنه وما يوفره الموقع الالكتروني للامم المتحدة من معلومات، كان اليك كوليت صحافيا بريطانيا مستقلا، شغل منصب مدير مكتب الانباء التابع للامم المتحدة في اكرا قبل ان يعين في مهمة استشارية مدتها ثلاثة اشهر لمصلحة «الأونروا» في بيروت، حيث كلف تقويم النشاط الاعلامي للوكالة وتزويد وسائل الاعلام العالمية معلومات عن تحقيقات محتملة في شان قضايا كبرى. وعرف بمناصرته لحقوق الانسان واهتمامه باوضاع اللاجئين الفلسطينيين. خطف في 25 مارس 1985 بينما كان عائدا من جولة في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الجنوب اللبناني، عند حاجز في ضاحية بيروت الجنوبية قرب المطار، فيما اطلق سائقه النمسوي الجنسية. واعلنت في حينها مجموعة تابعة لـ«ابو نضال»، المنشق عن حركة «فتح» ومؤسس «فتح - المجلس الثوري» مسؤوليتها عن الخطف. وخلال العام الاول لخطفه ظهر في شريطين مصورين وزعهما خاطفوه بعث فيهما برسائل الى عائلته.
وفي ابريل 1986 تلقت محطة تلفزيونية في بيروت شريطا مصورا لاعدام كوليت شنقا.
مواقع عيتا الفخّار العسكرية
شهدت بلدة عيتا الفخار ومنطقتها انتشاراً كثيفاً للمواقع الفلسطينية بدءاً من أواخر العام 1969. ويقول المواطن الياس برهوم (83 عاماً) ان العناصر الفلسطينيين الذين باتت مواقعهم علنية بعد العام 1973 «كانوا منضبطين كثيرا، ولم نلحظ يوماً اي استفزازات او اعتداءات من جانبهم». وأضاف «بعد العام 1977 تحولت منطقتنا اكبر تجمع عسكري فلسطيني، وكانت هناك مراكز للتدريب وأخرى للتموين وبعض المواقع القتالية. ولكن منذ العام 1982 تراجع عدد تلك المواقع بعد خروج ياسر عرفات من لبنان». ويقول مسؤول سياسي فلسطيني في البقاع ان التنظيمات العسكرية والأمنية الفلسطينية التي كانت على علاقة غير ودية مع سورية «أخلت كل مراكزها في منطقة عيتا الفخار بين 1982 و1984 بحيث انحصر وجودها بتنظيمات «فتح الانتفاضة» بقيادة العقيد ابو موسى، و«حركة فتح المجلس الثوري» قبل طردها من المنطقة العام 1988 و«الجبهة الشعبية القيادة العامة». وأضاف «لم يعد هناك في منطقة عيتا الفخار اليوم سوى موقع واحد لـ«فتح الانتفاضة» يضم مجموعة من عناصر الحراسة، وهم من كبار السن الذين لا يقوون على فعل شيء».