أحدثت إصابة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزوجته ميلانيا، أمس، بفيروس كورونا، ربكة في الأسواق، إذ تأثّرت أسعار النفط والأسهم سلباً، في الوقت الذي أطلق فيها المستثمرون موجة بيع متوجهين نحو الملاذات الآمنة وعلى رأسها الذهب (رويترز).

وفي أوروبا، نزلت الأسهم، وتراجع المؤشر «ستوكس 600» واحداً في المئة، كما نزل المؤشر «داكس» الألماني والمؤشر «كاك 40» الفرنسي 1.3 في المئة بينما تراجع المؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني واحداً في المئة.

وكانت أسهم الكيماويات والتعدين والنفط والغاز في صدارة القطاعات الهابطة في التعاملات المبكرة إذ تراجعت ما يتراوح بين 1.3 و1.5 في المئة.

وفي أميركا، تراجع مؤشر «داو جونز» 1.7 في المئة، و«ستاندرد اند بورز 500» الأوسع نطاقاً 1.6 في المئة.

وعلى وقع هذه الأنباء، قفز الدولار وبلغ الين الذي يُعتبر ملاذاً آمنا أعلى مستوياته في الأسبوع، إذ ارتفعت العملة الأميركية نحو نصف في المئة مقابل الدولارين الأسترالي والنيوزيلندي الشديدي التأثر بالمخاطرة، بينما صعد الين بنحو 0.3 في المئة إلى 105.27 للدولار، وهو أعلى مستوياته منذ يوم الإثنين الماضي.

وحقق الين مكاسب أكبر مقابل عملات أخرى، في ظل تحول واسع النطاق بعيداً عن الأصول العالية المخاطر والسلع الأولية.

الذهب يرتفع

وواصل الذهب مكاسبه، أمس، ويمضي على مسار تحقيق أفضل أداء أسبوعي في نحو شهرين، وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.5 في المئة إلى 1915.34 دولار للأونصة، ليمحو خسائر تكبدها في المعاملات المبكرة في آسيا، كما صعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.3 في المئة إلى 1922.20 دولار.

وربح المعدن الأصفر 2.9 في المئة منذ بداية الأسبوع، ويمضي قدماً صوب تحقيق أكبر ارتفاع بالنسبة المئوية منذ الأسبوع المنتهي في السابع من أغسطس.

من ناحيته، قال كبير محللي السوق لدى «أواندا» جيفري هالي«تشخيص إصابة ترامب بكوفيد-19 تسبب في ارتفاع فوري كبير لأسعار الذهب إذ يتدافع المستثمرون إلى مراكز الملاذ الآمن».

وأضاف «أعتقد أن العزوف عن المخاطرة سيظل مرتفعاً بناء على كيفية تطور الموقف في نهاية الأسبوع، لا سيما إذا ما ثبتت إصابة المزيد من كبار قيادات الحكومة الأميركية بالفيروس، قد يتأهب الذهب لموجة ارتفاع ممتدة».

تراجع السندات

وانخفضت السندات الحكومية المقوّمة بالدولار لروسيا بجانب مجموعة من المنتجين الكبار للنفط، إذ أدى هبوط أسعار الخام نحو 5 في المئة ونبأ إصابة ترامب بكورونا إلى إطلاق موجة بيع.

وأظهرت بيانات «تريدويب» أن سندات روسيا استحقاق يونيو 2047 وسبتمبر 2043 انخفضت ما يتراوح بين 0.5 و0.7 سنت في الدولار.

كما ظهر اتجاه العزوف عن المخاطرة في ضعف الروبل الذي هبط 1.6 في المئة مقابل الدولار إلى 78.60.

ومن بين منتجي نفط آخرين، انخفضت سندات أنغولا الدولارية استحقاق نوفمبر 2025 بمقدار 0.8 سنت وتراجعت إصدارات السعودية استحقاق أكتوبر 2046 وأكتوبر 2047 بما يصل إلى 0.7 سنت.

تباطؤ الوظائف

وتباطأ نمو الوظائف الأميركية أكثر من المتوقع في سبتمبر إذ انحسر التعافي من تراجع مدفوع بـ«كوفيد-19» في ظل نفاد أموال حكومية واستمرار الجائحة، ما يترك الكثيرين مهددين بأن يصبحوا عاطلين عن العمل على نحو دائم.

وفي آخر تقرير شهري للتوظيف قبل انتخابات الرئاسة المقررة في الثالث من نوفمبر، أفادت وزارة العمل الأميركية بأن الوظائف في القطاعات غير الزراعية زادت 661 ألفا الشهر الماضي بعد أن ارتفعت 1.489 مليون في أغسطس. وبلغ نمو التوظيف ذروة في يونيو حين قفز عدد الوظائف بوتيرة قياسية قدرها 4.781 مليون وظيفة.

وانخفض معدل البطالة إلى 7.9 في المئة خلال سبتمبر من 8.4 في المئة خلال أغسطس. بينما انخفض من ذروة في أبريل عند 14.7 في المئة.