إن كثيرا من المهازل والتبعات تقع على بعض النواب في مجلس الأمة، ذلك أن أحدهم بادئ ذي بدء يرشح نفسه ويخوض المعترك الانتخابي ويرفع ألف شعار وشعار ويعبث بعواطف الناخبين، ويبذل الجهود الهائلة المادية والمعنوية، ولكن لا يحقق المطالب العليا للوطن والمواطن فكل ما يريده هذا النائب، أو ذاك عضوية البرلمان والتمتع بالحصانة، والبروز، والمباهاة، وصولا إلى مصالحه الشخصية، هذا هو المحرك لبعض النواب وتبعا لهذا يعارض أو يوافق، يتحالف او يتصارع، يمنح الثقة او يمنعها، واذا تم له ما أراد استسلم واستكان، وكم من هذه النماذج استطاعت الحكومات المتلاحقة شراءها وتوظيفها لخدمة أهدافها... والى هذا السبب يرجع صراع النواب المستقلين والمتحزبين، اذ تتصارع الاهواء والمصالح الشخصية والقبلية، والطائفية، فتقع المعارك الشديدة، والصراعات المريرة، ولو كان هدف الجميع مصلحة الوطن لتآلفت قلوبهم وفق هذه القاعدة ولعملوا في هذا الاتجاه، ولكن اين طلاب الصدق والوطنية من طلاب المطامع والوجاهة؟، وعلي اي حال لا علاج لهذه الادواء والاسواء الا بالوعي السياسي والاجتماعي والابتعاد عن الجهل والتعصب الذي هو مصدر البلاء.
وعلى أي حال فعلى مأدبة سعادة رئيس مجلس الامة تغيرت قناعات ورؤى لدى البعض سواء كانت هذه التغيرات ايجابية او سلبية لا فرق، ولكن بعشاء تتغير قناعات فكيف بمصالح متبادلة وصفقات؟!، وهذا لا يهم فلو أن وراء هؤلاء النواب، وأريد اغلبهم لا كلهم، شعبا واعيا ومنظما يراقبهم ويحاسبهم، حساب الأصيل للوكيل، والمستأجر للأجير، لأصبحوا امناء وشرفاء يضطلعون بمسؤولياتهم.
وها نحن امام مشاريع كبيرة وكثرية وباب كبير للتكسب فكلنا امل بالنواب الغيورين أمثال النائب أحمد السعدون ومسلم البراك والنائب د. حسن جوهر في مراقبة هذه المشاريع وعقودها وكان لهم الفضل في ايقاف مشروع المصفاة الرابعة وغيرها من المشاريع التي تدور حولها الشوائب، مع العلم انني في بعض الاحيان اختلف مع النائب مسلم البراك والنائب احمد السعدون في بعض الامور والطروحات ولكن نعم الرجال هم، ولا طعن في نواب الامة المحترمين وهم ايضا امل الشعب الكويتي المحافظ على ثرواته وحرياته.
كلمة أخيرة أقولها في حق البراك انت صوت الشعب ولن يسكت هذا الصوت ما دام هناك برلمان الا «ملك الموت» اطال الله في عمرك.


علي غلوم محمد
كاتب كويتي
ali_gh93@hotmail.com